ظللنا لفترة تتجاوز 6 أشهر تحت رحمة ارتفاع أسعار السلع الضرورية والكمالية، حتى طالت الزيادة جميع السلع دون استثناء، وهو ارتفاع عالمي بطبيعة الحال، ويزداد يوماً بعد يوم، مع احتمال أن تظل أسعار الغذاء مرتفعة في المستقبل المنظور، لكننا تأملنا خيراً بتوقيع روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا مؤخراً على الاتفاق باستئناف تصدير الحبوب من روسيا وأوكرانيا عبر البحر الأسود، والذي يمكن أن يقود إلى تراجع في الأسعار أو حتى على الأقل وقف ارتفاعها، كما أن تلك الخطوة قد تسهم في توفير الأمن الغذائي للدول المتضررة من الحرب في أوكرانيا.تنبهت مملكة البحرين ومنذ فترة طويلة إلى أهمية تحقيق مستوى مستدام للأمن الغذائي، انطلاقاً من التوجيه الملكي السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، إذ وجه جلالته في وقت سابق لمشروع استراتيجي للإنتاج الوطني للغذاء في نظرة ثاقبة ومتقدمة لمستقبل هذا القطاع في المملكة كجزء من النهضة التنموية الشاملة، والذي بدوره سيساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء لتصبح البحرين دولة مصدرة على مستوى العالم.وبالنظر إلى معضلة ارتفاع الأسعار والتي مازالت تتصدر وتلقي بظلالها على المشهد المحلي، فإن مملكة البحرين ليست بمعزل عن دول العالم في عن ذلك، لكننا واثقون من قدرة الحكومة الموقرة على تقديم حلول ناجعة من خلال تأسيس قطاع زراعي مستدام يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وبالتالي يمكن أن تنخفض الأسعار، ولكن وعلى الرغم من هذه الزيادة غير الطبيعية، إلا أن البلاد لم تعانِ نقصاً في وفرة السلع والخدمات، بما في ذلك السلع الغذائية، إلا أن ما يثير التساؤلات هو استمرار المحال رفع الأسعار يوماً بعد آخر.وبالعودة إلى الوراء قليلاً، وتحديداً خلال أوج أزمة كورونا (كوفيد 19)، فقد تسببت الجائحة في حدوث اختلالات بسلاسل الإمداد أدت إلى صعوبة تدفق السلع بشكلٍ سلس نتيجة لإغلاق الحدود وبالتالي توقف حركة الاستيراد والتصدير لفترة من الزمن، تبعتها الحرب الأوكرانية والتي قادت الأسعار إلى ارتفاع تدريجي حتى بلغت ذروتها خلال الفترة الأخيرة، وباتت حديث السوشيال ميديا.. فهل يمكن أن نتوسع في الاستثمار الزراعي بشكل أكبر لضمان استقرار الأسعار؟* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية