استغلت المملكة العربية السعودية الأزمة الأوكرانية بشكل جعلها نقطة ارتكاز أساسية بين قوى الغرب والشرق وأصبح المساس بها هو مساس بمصالح تلك القوى، مما جعل الساسة في طهران في حيرة من أمرهم، أما الدخول في معركة مع الرياض وهذا سيكلفهم كثيراً وسيقضي على مشروعهم العقائدي، أو الالتزام بحسن الجوار وتجميد مساعيهم في التوسع، إذاً كيف حاصرت السعودية إيران دبلوماسياً؟
للإجابة على هذا التساؤل، يجب الرجوع إلى حيثيات الأحداث التي مرت بها المنطقة، فقد شهدت المملكة العربية السعودية تهديداً صريحاً من قبل جماعة الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران والتي أطلقت على الرياض وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة مما تطلب مواجهتها عسكرياً ودبلوماسياً، حيث عملت السعودية على إيجاد حل سياسي يجعل الحوثيين جزء من المكون اليمني إلا أنهم رفضوا هذا الأمر مما جعل الرياض تبدأ بخطواتها الشاملة لإيجاد الحل المناسب والذي جاء في وقت مهم كان العالم يعاني من تداعيات الأزمة الأوكرانية، فعقدت هدنة أممية في اليمن والتي لاقت موافقة إيرانية في وقت كانت هناك جولات لمباحثات سعودية إيرانية بوساطة عراقية والتي لم تسفر عن أي نتائج أو انفراجة في مجال العلاقات الدبلوماسية بين البلدين غير أنها أسهمت في استمرار عملية التهدئة.
وخلال الأزمة الأوكرانية التزمت المملكة العربية السعودية بأن تكون محايدة في هذا الملف نظراً لأن مصالحها تقتضي بأن تقف بصورة تجعلها نقطة اتزان بين الغرب والشرق، فروسيا والصين تمثلان الثقل الشرقي وجدتا أن الرياض نقطة ارتكاز أساسية في توفير إمدادات الطاقة وبنفس الوقت فرص ثمينة في مجال الاقتصاد، وبالتالي جعلت الصين ثقلها ومشاريعها وشركاتها تدخل السوق السعودي بشكل كبير مما يعني بأن مصالح بكين مرتبطة بمصالح الرياض مما استوجب على الصين بأن تحث إيران بعدم الاقتراب من السعودية بأي شكل من الأشكال كونها حليف استراتيجي مهم ومحوري في التحديات القادمة وكذلك روسيا وجدت في الرياض مكان لها في الحفاظ على مستويات أسعار الطاقة مما سيسهم في بقاء قوة موسكو في صراعها في أوكرانيا.
خلاصة القول، ان المملكة العربية السعودية قد استغلت الأحداث للحفاظ على أمنها واستقرارها وتحقيق أهدافها التنموية من دون أن تخسر حلفائها سواء الأوروبيين أو أمريكا رغم الخلاف مع الإدارة الحالية، فإيران أمامها خياران لا ثلاث لهما، أما الدخول في تحالفات تحفظ بها نظامها مقابل تجميد مشروعها التوسعي، أو الدخول في فوضى تنهي طموحات إيران النووية، وخسارة أهم حليفين لها وهما الصين وروسيا.
للإجابة على هذا التساؤل، يجب الرجوع إلى حيثيات الأحداث التي مرت بها المنطقة، فقد شهدت المملكة العربية السعودية تهديداً صريحاً من قبل جماعة الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران والتي أطلقت على الرياض وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة مما تطلب مواجهتها عسكرياً ودبلوماسياً، حيث عملت السعودية على إيجاد حل سياسي يجعل الحوثيين جزء من المكون اليمني إلا أنهم رفضوا هذا الأمر مما جعل الرياض تبدأ بخطواتها الشاملة لإيجاد الحل المناسب والذي جاء في وقت مهم كان العالم يعاني من تداعيات الأزمة الأوكرانية، فعقدت هدنة أممية في اليمن والتي لاقت موافقة إيرانية في وقت كانت هناك جولات لمباحثات سعودية إيرانية بوساطة عراقية والتي لم تسفر عن أي نتائج أو انفراجة في مجال العلاقات الدبلوماسية بين البلدين غير أنها أسهمت في استمرار عملية التهدئة.
وخلال الأزمة الأوكرانية التزمت المملكة العربية السعودية بأن تكون محايدة في هذا الملف نظراً لأن مصالحها تقتضي بأن تقف بصورة تجعلها نقطة اتزان بين الغرب والشرق، فروسيا والصين تمثلان الثقل الشرقي وجدتا أن الرياض نقطة ارتكاز أساسية في توفير إمدادات الطاقة وبنفس الوقت فرص ثمينة في مجال الاقتصاد، وبالتالي جعلت الصين ثقلها ومشاريعها وشركاتها تدخل السوق السعودي بشكل كبير مما يعني بأن مصالح بكين مرتبطة بمصالح الرياض مما استوجب على الصين بأن تحث إيران بعدم الاقتراب من السعودية بأي شكل من الأشكال كونها حليف استراتيجي مهم ومحوري في التحديات القادمة وكذلك روسيا وجدت في الرياض مكان لها في الحفاظ على مستويات أسعار الطاقة مما سيسهم في بقاء قوة موسكو في صراعها في أوكرانيا.
خلاصة القول، ان المملكة العربية السعودية قد استغلت الأحداث للحفاظ على أمنها واستقرارها وتحقيق أهدافها التنموية من دون أن تخسر حلفائها سواء الأوروبيين أو أمريكا رغم الخلاف مع الإدارة الحالية، فإيران أمامها خياران لا ثلاث لهما، أما الدخول في تحالفات تحفظ بها نظامها مقابل تجميد مشروعها التوسعي، أو الدخول في فوضى تنهي طموحات إيران النووية، وخسارة أهم حليفين لها وهما الصين وروسيا.