بعد استعراض المعضلة العراقية والانسداد السياسي الخانق والنفق المظلم الذي دخلته العملية السياسية التي رسمتها أمريكا وبشرت بها على أنها الديمقراطية المثلى التي ستكون منطلقاً إلى الشرق الأوسط الكبير، فحُشِر الجميع في هذا النفق المظلم داخل شباك وخيوط متلبّكة لم يعد بمقدورهم ولا بمقدور أمريكا ولا جميع الأطراف الخروج منه أو إنقاذ أي متورط فيه. ولا علاج ولا خلاص منه إلا بنسف هذا النفق على رؤوس من فيه ونقل أنقاضه بمن فيهم خارج الحدود ومن حيث أتوا ولا يتم ذلك إلا من الداخل. فجميع الأطراف السياسية التي عملت عقوداً تحت ما يسمى «جناح المعارضة» أو التي كانت تتخابر مع المحتل من خونة الداخل قد ساهموا بتدمير العراق وأوصلوه إلى ما هو عليه.
فلا يغرنكم من ينادي منهم بالتغيير والإصلاح، فخلافهم يتمحور حول المصالح والمناصب، فعند توافقهم يتستر بعضهم على بعض في إجرامهم وسرقاتهم وعمالتهم وحين تقاطعهم يفضح أحدهم الآخر بتسجيلات وتسريبات واتهامات وتخوين. فليس من أولوياتهم أبداً إنقاذ العراق وبناؤه كدولة حديثة تحترم شعبها.
للأسف الشديد ما زال الوعي المجتمعي في العراق لم يصل إلى الحد الذي من الممكن أن يغير هذا النظام المحاصصي المقيت ويقلب المعادلة لطالما أن تحريك وتثوير الشارع يتم عن طريق دغدغة المشاعر الدينية والمذهبية، فتارة تغريدة تجمعهم وأخرى تفرقهم، وأن من يقود هذا التمرد والاعتصام والعصيان كان وما زال جزءاً أساسياً من هذه العملية السياسية منذ دخول المحتل.
بمعنى آخر استحالة حدوث أي تغيير حقيقي على ضوء المعطيات والقيادات التي تؤثر في المشهد.
فأعلى سقف من الممكن الوصول إليه من هذا الحراك سيصب في خانة الخصوم وليس الشعب وسيتمثل بإزاحة بعض الوجوه التي تعقّد المشهد وبضغط وتوافق إيراني أمريكي، مع الاستمرار بحكومة تصريف الأعمال ببقاء السيد مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء وحكومة تصريف أعمال، والعمل على ترضية مقتدى_الصدر ببعض الميزات مع عودة نوابه لإكمال الدورة الانتخابية. وفي حال رفضه لذلك المقترح ربما سيتم حل البرلمان في نهاية المطاف تجنباً لأي صدام وخروج السيناريو عن السيطرة، مع إجراءات طفيفة تطال مفوضية الانتخابات دون المساس بالدستور الذي يمثل رأس البلاء والقنبلة الموقوتة في العراق لاستحالة إجراء أي تعديل عليه.
النضج الجماهيري الوحيد كان قد حدث مع انتفاضة تشرين عام 2019 حيث ثار الشعب العراقي بعفوية بعيداً عن المصالح الحزبية وحاول الجميع بمن فيهم أمريكا إجهاضه وأعطت الضوء الأخضر لقمعه فتعاون الجميع وتكاتفوا حكومة وميليشات وأحزاباً بالفتك بهم وهي المرتكز المؤمل لأي تغيير.
فهل نسينا أصحاب القبعات الزرق ومن كان يحركهم؟ وهل نسينا الطرف الثالث وقناصيهم؟ وهل نسينا الأوامر العسكرية بفتح النار والرصاص الحي على شباب بغداد والناصرية والبصرة وبابل وكربلاء؟
وفي الختام، جميع شعوب المنطقة ومن ضمنهم الشعب الخليجي يتعاطف مع الشعب العراقي ويتمنى له حياة كريمة ويساندونه في كفاحه ضد أي نوع من أنواع التبعية ويقفون مع نضاله في محاربته للفساد والإرهاب والفرقة والطائفية وأن يتولى زمام أمره أبناؤه المخلصون.
{{ article.visit_count }}
فلا يغرنكم من ينادي منهم بالتغيير والإصلاح، فخلافهم يتمحور حول المصالح والمناصب، فعند توافقهم يتستر بعضهم على بعض في إجرامهم وسرقاتهم وعمالتهم وحين تقاطعهم يفضح أحدهم الآخر بتسجيلات وتسريبات واتهامات وتخوين. فليس من أولوياتهم أبداً إنقاذ العراق وبناؤه كدولة حديثة تحترم شعبها.
للأسف الشديد ما زال الوعي المجتمعي في العراق لم يصل إلى الحد الذي من الممكن أن يغير هذا النظام المحاصصي المقيت ويقلب المعادلة لطالما أن تحريك وتثوير الشارع يتم عن طريق دغدغة المشاعر الدينية والمذهبية، فتارة تغريدة تجمعهم وأخرى تفرقهم، وأن من يقود هذا التمرد والاعتصام والعصيان كان وما زال جزءاً أساسياً من هذه العملية السياسية منذ دخول المحتل.
بمعنى آخر استحالة حدوث أي تغيير حقيقي على ضوء المعطيات والقيادات التي تؤثر في المشهد.
فأعلى سقف من الممكن الوصول إليه من هذا الحراك سيصب في خانة الخصوم وليس الشعب وسيتمثل بإزاحة بعض الوجوه التي تعقّد المشهد وبضغط وتوافق إيراني أمريكي، مع الاستمرار بحكومة تصريف الأعمال ببقاء السيد مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء وحكومة تصريف أعمال، والعمل على ترضية مقتدى_الصدر ببعض الميزات مع عودة نوابه لإكمال الدورة الانتخابية. وفي حال رفضه لذلك المقترح ربما سيتم حل البرلمان في نهاية المطاف تجنباً لأي صدام وخروج السيناريو عن السيطرة، مع إجراءات طفيفة تطال مفوضية الانتخابات دون المساس بالدستور الذي يمثل رأس البلاء والقنبلة الموقوتة في العراق لاستحالة إجراء أي تعديل عليه.
النضج الجماهيري الوحيد كان قد حدث مع انتفاضة تشرين عام 2019 حيث ثار الشعب العراقي بعفوية بعيداً عن المصالح الحزبية وحاول الجميع بمن فيهم أمريكا إجهاضه وأعطت الضوء الأخضر لقمعه فتعاون الجميع وتكاتفوا حكومة وميليشات وأحزاباً بالفتك بهم وهي المرتكز المؤمل لأي تغيير.
فهل نسينا أصحاب القبعات الزرق ومن كان يحركهم؟ وهل نسينا الطرف الثالث وقناصيهم؟ وهل نسينا الأوامر العسكرية بفتح النار والرصاص الحي على شباب بغداد والناصرية والبصرة وبابل وكربلاء؟
وفي الختام، جميع شعوب المنطقة ومن ضمنهم الشعب الخليجي يتعاطف مع الشعب العراقي ويتمنى له حياة كريمة ويساندونه في كفاحه ضد أي نوع من أنواع التبعية ويقفون مع نضاله في محاربته للفساد والإرهاب والفرقة والطائفية وأن يتولى زمام أمره أبناؤه المخلصون.