ساهمت الحروب القاسية التي شهدها العالم خلال العقود الماضية في تغذية مشاعر الكراهية والأحقاد والإقصاء المتبادل بين الشعوب، على قاعدة من المعطيات الأيديولوجية والثيولوجية التي عملت منذ القرون الوسطى كأنظمة ثقافية وأيديولوجية للإقصاء المتبادل. ومازالت إلى اليوم تعمل لتبرير الصراعات التي تستحضر الموروث الرمزي الذي يشمل الخطوط العريضة للتاريخ الذي يعكس مسار تشكل الذاكرات الجماعية المحفورة فيما يسميه الدكتور محمد أركون بـ«تاريخ الأوهام».
إذ يتم استحضار التمثلات القديمة للصراع بين الشرق والغرب، وفي ذات الوقت يجري استحضار القيم المسماة غربية في مواجهة القيم الموصوفة بالشرقية.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك التأثير البالغ لموجات الهجرة واللجوء التي نجمت عن النمو غير المتكافئ، وعن الاستعمار والحروب الغربية ضد البلاد العربية، يكون بإمكاننا فهم ما يحدث حالياً من توترات وصراعات وخطابات متوترة، بعيداً عن روح التسامح والتعايش والتضامن الإنساني التي يتكرر الحديث عنها في المناسبات وفي الخطابات السياسية، بعكس ما يحدث في الواقع. ولذلك ومن أجل صياغة مشروع إنساني للتضامن والتعايش والتسامح، لابد من التوقف عن ممارسة هذه الازدواجية الغربية، والعمل على بناء العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل من قبل مختلف الشركاء.
إن هذا المشروع هو الذي يفترض أن يجري حوله الحوار بين الدول والشعوب، بما يمكن من تدشين مرحلة جديدة لتأسيس سياسة مشتركة تقدم الإجابات التي تحظى بالصدقية في كل ما يتعلق بالمشكلات التي قسمت منذ قرون ما يسمى بالوعي الحضاري-الديني، والذي كرسته تلك النظريات العنصرية الاستعلائية والمفاهيم الميثية والأيديولوجية والعرقية.
ويفترض أن يتم ذلك عن طريق الحوارات بين الأديان والثقافات انطلاقاً من الدعوات الأخلاقية إلى التسامح والإعلانات المتبادلة حول احترام قيم الآخر، والاستفادة من الفكر العلمي والفلسفي المعاصر، بما يساعد الفكر الإسلامي على القبول بالإنجازات التحررية وبالفكر النقدي المعاصر، بعيداً عن الانغلاق وتضخيم المخيال المتعلق بالمقاومة والاحتماء بالمرجعيات المرتبطة بالهوية. وبما يساعد الفكر الغربي على التحرر من المركزية الأوروبية والنزعات الاستعلائية المتكبرة. وذلك لأن جدلية الهيمنة والاعتداء السياسي العسكري والثقافي من قبل الغرب يقابلها إحساس متزايد بالضعف والإهانة والتخلف والإحباط عند الطرف الآخر والناشئة عن التدخلات السافرة في المجتمعات العربية-الإسلامية. ولذلك لابد من وضع حد لهذه المنازعات وسوء الفهم، وهذا الجهل والحروب العدوانية المتكررة والتي تتبدل فيها أدوار الجلاد والضحية بشكل مستمر، وتستند في الغالب إلى الصور التي يتم استدعاؤها لإحياء الصراعات والمواجهات وتبريرها من الطرفين.
ومن أجل ذلك نحتاج إلى تلك الأصوات القادرة على فتح آفاق جديدة للفكر وللمعرفة والعمل من أجل بناء التضامن والتسامح والتعايش بين الشعوب المتحررة من المواجهات الحادة التي لا تكاد تنتهي.
إذ يتم استحضار التمثلات القديمة للصراع بين الشرق والغرب، وفي ذات الوقت يجري استحضار القيم المسماة غربية في مواجهة القيم الموصوفة بالشرقية.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك التأثير البالغ لموجات الهجرة واللجوء التي نجمت عن النمو غير المتكافئ، وعن الاستعمار والحروب الغربية ضد البلاد العربية، يكون بإمكاننا فهم ما يحدث حالياً من توترات وصراعات وخطابات متوترة، بعيداً عن روح التسامح والتعايش والتضامن الإنساني التي يتكرر الحديث عنها في المناسبات وفي الخطابات السياسية، بعكس ما يحدث في الواقع. ولذلك ومن أجل صياغة مشروع إنساني للتضامن والتعايش والتسامح، لابد من التوقف عن ممارسة هذه الازدواجية الغربية، والعمل على بناء العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل من قبل مختلف الشركاء.
إن هذا المشروع هو الذي يفترض أن يجري حوله الحوار بين الدول والشعوب، بما يمكن من تدشين مرحلة جديدة لتأسيس سياسة مشتركة تقدم الإجابات التي تحظى بالصدقية في كل ما يتعلق بالمشكلات التي قسمت منذ قرون ما يسمى بالوعي الحضاري-الديني، والذي كرسته تلك النظريات العنصرية الاستعلائية والمفاهيم الميثية والأيديولوجية والعرقية.
ويفترض أن يتم ذلك عن طريق الحوارات بين الأديان والثقافات انطلاقاً من الدعوات الأخلاقية إلى التسامح والإعلانات المتبادلة حول احترام قيم الآخر، والاستفادة من الفكر العلمي والفلسفي المعاصر، بما يساعد الفكر الإسلامي على القبول بالإنجازات التحررية وبالفكر النقدي المعاصر، بعيداً عن الانغلاق وتضخيم المخيال المتعلق بالمقاومة والاحتماء بالمرجعيات المرتبطة بالهوية. وبما يساعد الفكر الغربي على التحرر من المركزية الأوروبية والنزعات الاستعلائية المتكبرة. وذلك لأن جدلية الهيمنة والاعتداء السياسي العسكري والثقافي من قبل الغرب يقابلها إحساس متزايد بالضعف والإهانة والتخلف والإحباط عند الطرف الآخر والناشئة عن التدخلات السافرة في المجتمعات العربية-الإسلامية. ولذلك لابد من وضع حد لهذه المنازعات وسوء الفهم، وهذا الجهل والحروب العدوانية المتكررة والتي تتبدل فيها أدوار الجلاد والضحية بشكل مستمر، وتستند في الغالب إلى الصور التي يتم استدعاؤها لإحياء الصراعات والمواجهات وتبريرها من الطرفين.
ومن أجل ذلك نحتاج إلى تلك الأصوات القادرة على فتح آفاق جديدة للفكر وللمعرفة والعمل من أجل بناء التضامن والتسامح والتعايش بين الشعوب المتحررة من المواجهات الحادة التي لا تكاد تنتهي.