مقالنا هذا يستهدف طبقة الشباب بناة المجتمع..
للأسف الشديد فنحن أمة اقرأ لكنها لا تقرأ وإن قرأت فلا تفقه منه شيئاً!!
وهنا أشدد على دور الأسرة والجمعيات والمؤسسات التعليمية بضرورة تنمية العقل والإدراك ومتابعة النشء وغرس القيم الصحيحة فيهم وعدم تركهم ليكونوا فريسة سهلة بيد أبالسة الإنس.
وأقول:
اقرأ ثم اقرأ واطلعوا وشاهدوا وابحثوا لكن حذارِ من أن تكونوا مكباً للنفايات الفكرية ولكل من هبّ ودبّ من الأفكار وكل ما يبث وينشر هنا وهناك.
وحذارِ من أن يتم تعطيل فكركم أو إعارة عقولكم، فليس كل ما تقرؤونه وتشاهدونه صحيحاً وهادفاً، وعليكم بالاستفسار والاستئناس بالثقاة ثم التأني في انتقاء واقتناء أو تحميل أي كتاب أو فيلم أو مسلسل يجذبكم عنوانه أو يرشدكم إليه منحرف أو متعصب أو من ليس له فكر معتدل متزن، وخاصة تلك الإصدارات التي تتناول التاريخ والرموز والشخصيات والأحداث وكذلك التي تتناول السلوكيات والأخلاق والقيم.
ففيهم من تقف خلفه منظمات شريرة ودول طامعة حاقدة يهدفون تفكيك منظومة الأخلاق، ومنهم من يهدف لتشويه التاريخ وضرب الدين والعقائد وهز مكانة الرسل والأنبياء، وآخر من يحرض على الخروج على النظام، والحث على تكفير الحاكم وتفسيق المجتمع وتغييره ليتطور إلى ممارسة الإرهاب وبكل أشكاله، متخفياً بعباءة نصرة الدين والمذهب ومستشهداً بآيات الجهاد والشهادة وإقامة الحاكمية لله، كما حدث وأن ابتُلِيت طبقة عريضة من الشباب وانزلقوا بعدها في أتون تنظيمات إرهابية وتكفيرية فدمروا بلدانهم وأُزهِقت أرواحهم، ثم ما لبث أولئك الضالون المضلون أن تبرؤوا مما قالوا وانسلخوا مما أفتوا، لكن بعد أن احترق الأخضر واليابس!
وآخر من يتناول بقلمه روايات مشوّقة يستهدف بها طبقة المراهقين لينفذ سمومه فيهم وليسلخهم عن بيئتهم إما بغرس قيم الانحلال تحت مسمى الانفتاح والحرية، أو بغرس الكراهية والعزلة ثم العنف الأسرى والمجتمعي ليُحدث تصدعاً وتفككاً من الصعب احتواؤه.
وأخطر تلك الكتب والمقاطع قاطبة تلك التي تدعو للطائفية وتؤسس لفكرة الولاء المطلق للمرجع والمرشد والإمام والشيخ والولي مع احترامنا الشديد لمنزلتهم لكن ليس على حساب الاستقرار وصون اللحمة الوطنية.
وهنا تقع الطامة الكبرى عندما يركنوا عقولهم جانباً ويهرولون خلفهم كالقطيع وجعل كلامهم وإفتائهم مقدساً لا يقبل النقاش والتعامل معهم بقدسية.
سادتي الأفاضل معارض الكتب ومواقع التواصل الاجتماعي تغص بالكثير من تلك الإصدارات والمقاطع، فلا يغرنكم أنها طبعت في دور نشر شهيرة، ولا أنها تحمل اسم المؤلف القدير ولا العنوان البراق..
فدور النشر والمؤلف هدفهم الربح والمزيد من الطبعات والمبيعات، ومن يقف خلفهم ويمولهم هدفهم تمزيق المجتمع والكل مستفيد ويقبض أتعابه على حساب تعاسة ومعاناة الشعوب.
فالحذر الحذر!!