يمكننا القول إن الحياة عادت إلى طبيعتها وسابق عهدها بعد فترة شهدت تغييراً جذرياً في أسلوب حياتنا وتصرفاتنا بسبب الجائحة، فترة أجبرت الجميع على استقدام خطوات وحلول كانت من ضمن خطط المستقبل لدى الكثير.
وها نحن الآن في فترة انطلاقة جديدة لعام جديد، قد يكون يناير أول العام إلا أن بداية العام الدراسي هو بداية فعلية لدى المجتمع، حيث ختمنا الأسابيع الأخيرة من شهر أغسطس ما بين تجهيز أبنائنا وما بين رفقتهم في رحلة عائلية خارج البلاد.
وفي الأسابيع الأخيرة ظهر على السطح من جديد مصطلح «التعليم الأخضر»، وهو التوجه نحو تعليم يعتمد أكثر على التكنولوجيا بأساليب عصرية متطورة، مما يسهم في المحافظة على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلاد، وهذه الخطوة تم تفعيلها فعلاً في فترة الجائحة بشكل اضطراري، حيث انعدمت الأساليب القديمة في التعليم واختفت كثير من الأدوات التقليدية منها حتى القلم.
تجربة التحول إلى التعليم العصري أو الأخضر في فترة الجائحة كانت مقياساً واختباراً لقدرة كلٍ من وزارة التربية والتعليم والمجتمع، حيث شهدنا تأقلم الجميع من طلبة وأولياء أمور وصولاً بالطاقم التعليمي على استخدام التكنولوجيا في التعليم، وبعد صعوبات رافقت الفترة الأولى بالنسبة للطلبة وأولياء الأمور والمعلمين، أصبح التعليم باستخدام التكنولوجيا أكثر تقبلاً وذا مميزات إضافية مثل الرجوع للحصص واستخدام مهارات جديدة عن طريق الأجهزة المستخدمة.
وهنا أود أن أوضح الفرق بين التعليم باستخدام التكنولوجيا والأساليب الحديثة عن التعليم عن بُعد، فالتعليم عن بُعد يمكن القول بأنه غير مهيأ حتى الآن لعدم توفر أساليب تضمن عدالة قياس مستوى الطلبة ومستوى التحصيل، ولا تضمن إن كان من يؤدي التقويمات هل هو الطالب نفسه أم شخص آخر!
وبعد هذه التجربة الاستثنائية التي كانت فعلاً تعتبر تعليماً أخضرَ متطوراً، نطرح تساؤلاً بما يخص التعليم الحديث أو الأخضر هل استفدنا من التجربة؟ هل تحولنا فعلاً إلى تعليم عصري مختلف عمّا كان قبل الجائحة؟ هل ستعود الكتب الورقية والأقلام إلى حقائب الطلبة؟. والأكيد أن جواب هذه التساؤلات سيحدد فعلاً مسار مستقبل التعليم في مملكة البحرين إن كان متجهاً نحو تعليم أخضر أم أنه انتهى وعاد للونه السابق.