من بداية شهر سبتمبر، وعذر التأخير واحد عند الأغلبية «زحمة يا دنيا زحمة». مسافة زمنية تستغرق مدة لا تزيد عن عشرين دقيقة ولكن واقع الحال بأنها أصبحت تكلفك ساعة ونصف وأحياناً أكثر.

كل عام والديرة بخير، كل عام وأبناؤنا وبناتنا على مقاعدهم الدراسية بصحة وسلامة. مؤسف أن نقول بأن عودة الاختناقات المرورية التي تتلف الأعصاب والجسد لسبب عودة أبنائنا إلى المدارس وعودة الناس إلى أماكن عملها. أي عودة الحياة إلى طبيعتها ما قبل «كورونا».

ولكن هل هذا الحال الذي نحن به الآن هو نفسه قبل جائحة كورونا؟ نسبياً بعض المناطق كانت تكتظ بالسيارات ولكن البعض الآخر كان يسير سلاماً سَلاما، ولكن ما نشهده اليوم أن الزحمة مسيطرة على كافة الشوارع العامة والفرعية دون سلام.

خلال الجائحة ولأسباب صحية كنت من الأشخاص الذين طُبق عليهم مبدأ العمل عن بُعد، وبالرغم من العزلة التي اجتاحتني إلا أنني كنت بعزلة عن كل ما يمكن أن يوتر ويستنزف الجهد والطاقة النفسية الجسدية. ومنذ مطلع سبتمبر وخلال انتظاري الطويل يومياً صباحاً في الزحمة، بدأت أحلل الوضع وأحاول أن أبحث عن الخلل.

حقيقة أن جهود كوادر وزارة الداخلية من ضباط وأفراد الإدارة العامة للمرور وشرطة المجتمع واضحة للعيان وكذلك جهود حراس أمن المدارس الحكومية والخاصة، ولكن أين يكمن السبب يا ترى؟ أعتقد أن السبب الرئيس اليوم؛ هو برمجة الإشارات المرورية على الشارع الواحد. فعلى سبيل المثال، من ديار المحرق وحتى الوصول لجسر خليفة بن سلمان هناك حوالي «ست إشارات مرورية» وجميعها مختلفة في التوقيت فمن يمر من الإشارة الأولى يتوقف عند الثانية مباشرة وهو ما يتسبب في الاختناقات المرورية. إذ إن هذه الزحمة ليست ناتجة عن حادث مروري لاسمح الله لكن السبب في توقيت الإشارات. وأعتقد أن جميع الشوارع على نفس المنوال، لذلك لابد لإدارة الطرق بوزارة الأشغال وبالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور بوزارة الداخلية من دراسة أوضاع الإشارات المرورية بما يتناسب مع حركة السير في وقت الذروة.

لابد من وضع الحلول المناسبة من الجهات المختصة والتي تجنب كل من ولي الأمر والطالب كمية الضغوط النفسية التي يتعرضون لها كل صباح.. وصباحكم خير..