رغم مرور السنين، لازلت أتذكر معلماتي في المراحل التعليمية المختلفة، واللواتي كان لهن بصمة واضحة في صناعة شخصيتي، وإمدادي بالمقومات العلمية والتربوية التي انعكست على كثير من قراراتي الخاصة. لم يكن معلمات فحسب، بل أمهات بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، رغم صرامة وربما قسوة بعضهن، إلا أنها صرامة وقسوة الأم الحريصة على مستقبل بناتها.
استذكرت معلماتي وأنا أتابع أحد المقاطع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بقيام إحدى العاملات في أحد دور رياض الأطفال بتعنيف طفلة صغيرة، ربما لم تتجاوز الرابعة أو الخامسة من عمرها، عبر صفعها مباشرة على وجهها والصراخ عليها بشكل مخيف.
المقطع المذكور لم يكن الحالة الوحيدة التي تداولتها مواقع التواصل أمس، حيث أشارت وزارة التربية والتعليم إلى فتح تحقيق في بلاغ مفاده تعرض طالب بمدرسة عالي الابتدائية إلى عقاب بدني من قبل أحد أعضاء الهيئة التعليمية.
لا يمكننا إنكار أن الحالات المذكورة قد تعد جزءاً مما يجري في دور الحضانة والمدارس، والتي لم يطلع عليها الرأي العام لأسباب كثيرة، ولكنها مؤشر خطير على ما يمكن أن تمثله تلك السلوكيات من هدم للقيم التعليمية والتربوية التي تميزت بها البحرين، عبر مسيرتها التعليمية الممتدة لأكثر من مئة عام، والتي كانت تتميز على الدوام بالحرص على القيمة التربوية والإنسانية في العملية التعليمية.
التعاطف مع الأطفال الضحايا وحده لا يكفي، والإجراءات القانونية التي قامت بها النيابة ووزارة التربية والتعليم ليست الحل الكافي لمثل هذه المأساة، بل أصبح من الواجب أن يتم النظر بشكل كلي وشامل في المنظومة التعليمية في مدارسنا، ووضع قوانين وتنظيمات صارمة بشأن العاملين في المجال التربوي.
لا شك في أن وجود أمثال هذه العينات «المجرمة» في دور الحضانة سببه الأول سعي كثير من أصحاب الحضانات إلى العاملات من ذوات الأجور الرخيصة، دون اهتمام بالمؤهلات التربوية والتأهيل العلمي للتعامل مع أطفال في عمر الزهور، فيكون الضحية في النهاية فلذات أكبادنا، الذين نعمل جاهدين على أن ينشؤوا بصحة جسدية ونفسية طبيعية.
الجريمة في الفيديو لم تقتصر على من قامت بضرب الطفلة، بل تمتد أيضاً للعاملة التي قامت بالتصوير، فما هي المتعة التي قد تتحقق من مشاهدة وتصوير طفلة تتعرض لهذا الكم من العنف؟! أهي المفاخرة أم البحث عن إشباع رغبات سادية مريضة؟!
وأخيراً.. دعوة وزير التربية والتعليم وكل الجهات الرسمية والأهلية المعنية، أطفالنا أمانة في أعناقكم. شاهدنا كل هذا العنف في الفيديو اليوم، ولكن ما هي الأشياء التي لم نشاهدها ولا نعرف عنها شيئاً؟! إجراءات النيابة والوزارة خطوة أولى تستلزم كثيراً من الخطوات حتى نبقي أطفالنا بأمان.
إضاءة
أجمل التهاني للأشقاء في المملكة العربية السعودية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ92، والذي يمثل لنا في البحرين فرحة مشتركة تجسيداً للأخوة والوحدة التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.. دام عزكم وتواصلت أفراحكم.. وكل عام وانتم تحققون مزيداً من التطور والإنجاز والبناء.
استذكرت معلماتي وأنا أتابع أحد المقاطع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بقيام إحدى العاملات في أحد دور رياض الأطفال بتعنيف طفلة صغيرة، ربما لم تتجاوز الرابعة أو الخامسة من عمرها، عبر صفعها مباشرة على وجهها والصراخ عليها بشكل مخيف.
المقطع المذكور لم يكن الحالة الوحيدة التي تداولتها مواقع التواصل أمس، حيث أشارت وزارة التربية والتعليم إلى فتح تحقيق في بلاغ مفاده تعرض طالب بمدرسة عالي الابتدائية إلى عقاب بدني من قبل أحد أعضاء الهيئة التعليمية.
لا يمكننا إنكار أن الحالات المذكورة قد تعد جزءاً مما يجري في دور الحضانة والمدارس، والتي لم يطلع عليها الرأي العام لأسباب كثيرة، ولكنها مؤشر خطير على ما يمكن أن تمثله تلك السلوكيات من هدم للقيم التعليمية والتربوية التي تميزت بها البحرين، عبر مسيرتها التعليمية الممتدة لأكثر من مئة عام، والتي كانت تتميز على الدوام بالحرص على القيمة التربوية والإنسانية في العملية التعليمية.
التعاطف مع الأطفال الضحايا وحده لا يكفي، والإجراءات القانونية التي قامت بها النيابة ووزارة التربية والتعليم ليست الحل الكافي لمثل هذه المأساة، بل أصبح من الواجب أن يتم النظر بشكل كلي وشامل في المنظومة التعليمية في مدارسنا، ووضع قوانين وتنظيمات صارمة بشأن العاملين في المجال التربوي.
لا شك في أن وجود أمثال هذه العينات «المجرمة» في دور الحضانة سببه الأول سعي كثير من أصحاب الحضانات إلى العاملات من ذوات الأجور الرخيصة، دون اهتمام بالمؤهلات التربوية والتأهيل العلمي للتعامل مع أطفال في عمر الزهور، فيكون الضحية في النهاية فلذات أكبادنا، الذين نعمل جاهدين على أن ينشؤوا بصحة جسدية ونفسية طبيعية.
الجريمة في الفيديو لم تقتصر على من قامت بضرب الطفلة، بل تمتد أيضاً للعاملة التي قامت بالتصوير، فما هي المتعة التي قد تتحقق من مشاهدة وتصوير طفلة تتعرض لهذا الكم من العنف؟! أهي المفاخرة أم البحث عن إشباع رغبات سادية مريضة؟!
وأخيراً.. دعوة وزير التربية والتعليم وكل الجهات الرسمية والأهلية المعنية، أطفالنا أمانة في أعناقكم. شاهدنا كل هذا العنف في الفيديو اليوم، ولكن ما هي الأشياء التي لم نشاهدها ولا نعرف عنها شيئاً؟! إجراءات النيابة والوزارة خطوة أولى تستلزم كثيراً من الخطوات حتى نبقي أطفالنا بأمان.
إضاءة
أجمل التهاني للأشقاء في المملكة العربية السعودية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ92، والذي يمثل لنا في البحرين فرحة مشتركة تجسيداً للأخوة والوحدة التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.. دام عزكم وتواصلت أفراحكم.. وكل عام وانتم تحققون مزيداً من التطور والإنجاز والبناء.