يعتقد البعض أنه بمقدور أي إنسان أن يتحمل «المسؤولية» في أي منصب قد يُكلف به، أو تراه يطلبها لمجرد أنه يريد أن يرتقي حتى يصل إلى المنصب الذي ينشده. والأمر بخلاف ذلك بكثير، فليس كل من ترقى في منصب ما هو أهل لهذا المنصب بمجرد أنه «حلم» به! دون أن يجوّد حياته ويتدرب ويتأهل ويغير «المزاج النفسي» الذي بداخله، ويغير كل نظام حياته من أجل أن يكون أهلاً لتلك السمؤولية، وعلى قدر من النضج والوعي والحكمة عندما يجابه تحدياتها ونظامها القاسي في أحيان كثيرة.
من هنا يبرز مقياس «القوّة والأمانة» فهما عنصران مهمان فيمن أسندت إليه مهام الأعمال في الحياة وبخاصة في مجال الأعمال، والمحيط التطوعي، وفي التقدم للترشح في المناصب المؤثرة سواء مجالس الإدارات أو الانتخابات النيابية والبلدية وغيرها. روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله ألا تستعملني «أي في منصب». قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدّى الذي عليها فيها». فأكد عليه الصلاة والسلام على صفتي «القوّة والأمانة» في رده على أبي ذر. كما تحدث القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مُطاع ثم أمين». وطلبها يوسف عليه السلام وهو يعرف بأنه لقادر عليها: «اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم». وتقدم إليها أحد جنود سيدنا سليمان عندما طلب سيدنا سليمان بمن يأتيه بعرش بلقيس: «قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين». وطلب ابنتي شعيب عليه السلام لأبيهما: «إن خير من استأجرت القوي الأمين» فقد أبصرا في موسى عليه السلام «القوة والأمانة».
فلا يعتقد كل من يكلف أو يترشح أو من يصل إلى منصب ترقى فيه إدارياً، أنه بمجرد جلوسه على «كرسي التكليف» فقد وصل إلى مراده، بل العكس فقد بدأت رحلة شاقة، لابد أن يلتزم فيها بمبادئ القوة والأمانة ولا يحيد عنها قيد أنملة، فإنما النجاح والسداد بقوة الشخص وأمانته وقدرته على القيام بواجباتها على الوجه الأكمل دون تقصير أو مماطلة أو «بلادة عاطفية». فالإخلاص وصدق النيات هما أساس الأمانة، مع القوّة التي تستلزم أن يكون صاحب الشأن على مستوى قيادي بارز يؤهله لقيادة الركب وخدمة الناس والمساهمة في التطوير والتنمية.
واليوم نبدأ مع رحلة التصريحات الرنانة وقائمة من الوعود التي تتصدر منصات التواصل الاجتماعي بغية الوصول إلى مقاعد البرلمان والمجالس البلدية. فالجميع بلا استثناء يتوافق على أن نساهم وبجدية في نجاح التجربة البرلمانية والبلدية، ولكن نجاحها لا يتوقف بمجرد الوعود الهلامية التي تتبخر بمجرد تحقيق الأهم.. وهو الفوز كما كان يريد، ولا يدرك أنه مسؤول عن خدمة تلك الجموع، ومسؤول عن كل طلب وكل مسألة، ومسؤول عن كل فكرة وكل مشروع يتبناه من أجل صالح الوطن والمواطن. من أراد أن يخدم فله الحق، ولكن عليه أن يتذكر «القوة والأمانة» وأن يكون على قدر من المسؤولية التي تجعله ينجح في مهمته، وقبل كل شيء يتذكر أنه سيحاسب أمام الله عز وجل على ما قدم في مسؤوليته.
ومضة أمل
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.
من هنا يبرز مقياس «القوّة والأمانة» فهما عنصران مهمان فيمن أسندت إليه مهام الأعمال في الحياة وبخاصة في مجال الأعمال، والمحيط التطوعي، وفي التقدم للترشح في المناصب المؤثرة سواء مجالس الإدارات أو الانتخابات النيابية والبلدية وغيرها. روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله ألا تستعملني «أي في منصب». قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدّى الذي عليها فيها». فأكد عليه الصلاة والسلام على صفتي «القوّة والأمانة» في رده على أبي ذر. كما تحدث القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مُطاع ثم أمين». وطلبها يوسف عليه السلام وهو يعرف بأنه لقادر عليها: «اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم». وتقدم إليها أحد جنود سيدنا سليمان عندما طلب سيدنا سليمان بمن يأتيه بعرش بلقيس: «قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين». وطلب ابنتي شعيب عليه السلام لأبيهما: «إن خير من استأجرت القوي الأمين» فقد أبصرا في موسى عليه السلام «القوة والأمانة».
فلا يعتقد كل من يكلف أو يترشح أو من يصل إلى منصب ترقى فيه إدارياً، أنه بمجرد جلوسه على «كرسي التكليف» فقد وصل إلى مراده، بل العكس فقد بدأت رحلة شاقة، لابد أن يلتزم فيها بمبادئ القوة والأمانة ولا يحيد عنها قيد أنملة، فإنما النجاح والسداد بقوة الشخص وأمانته وقدرته على القيام بواجباتها على الوجه الأكمل دون تقصير أو مماطلة أو «بلادة عاطفية». فالإخلاص وصدق النيات هما أساس الأمانة، مع القوّة التي تستلزم أن يكون صاحب الشأن على مستوى قيادي بارز يؤهله لقيادة الركب وخدمة الناس والمساهمة في التطوير والتنمية.
واليوم نبدأ مع رحلة التصريحات الرنانة وقائمة من الوعود التي تتصدر منصات التواصل الاجتماعي بغية الوصول إلى مقاعد البرلمان والمجالس البلدية. فالجميع بلا استثناء يتوافق على أن نساهم وبجدية في نجاح التجربة البرلمانية والبلدية، ولكن نجاحها لا يتوقف بمجرد الوعود الهلامية التي تتبخر بمجرد تحقيق الأهم.. وهو الفوز كما كان يريد، ولا يدرك أنه مسؤول عن خدمة تلك الجموع، ومسؤول عن كل طلب وكل مسألة، ومسؤول عن كل فكرة وكل مشروع يتبناه من أجل صالح الوطن والمواطن. من أراد أن يخدم فله الحق، ولكن عليه أن يتذكر «القوة والأمانة» وأن يكون على قدر من المسؤولية التي تجعله ينجح في مهمته، وقبل كل شيء يتذكر أنه سيحاسب أمام الله عز وجل على ما قدم في مسؤوليته.
ومضة أمل
كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.