انقضت سنتان عصيبتان بكل المتغيرات التي جاءت بها جائحة كورونا (كوفيد19)، وقد ألمّت التّغيرات النّاجمة عنها بالجميع، وفرضت أسلوب حياة، وعملاً، وكذلك دراسة مغايرة تماماً عن المألوف.
إزاء تحديات الجائحة بمختلف أصعدتها الصحية والنفسية، وقيود أساليب داهمة، واجهت فئة من المجتمع تحديات أخرى لها من الأثر البالغ عليها، الأمر الذي من شأنه أنه قد لاتنقضي تداعياته فور انقضاء مسبباته. فقد تعرض فوج الطلبة، الذين أكملوا المرحلة الثانوية والتحقوا بالمرحلة الجامعية، إن كان بمدارج الجامعات الخاصة، أو الحكومية، أو كذلك البعثات الخارجية، إلى تحديات جمة، لعل أشدّها وطأة، التغيرات المتلاحقة والمتتالية، من حيث التحولات في البيئة التّعليمية والاختلافات المتباينة بينها.
ففي مستهل الانتقال من بيئة المرحلة الثانوية إلى بيئة الجامعة باختلاف خصائصها ومتطلباتها ونُظم التعليم بها، من ساعات معتمدة، ونصاب مقررات فصول دراسية، ومقاعد قد تكون محدودة، وقاعات دراسية عدّة بمبانٍ متباعدة، وجدول محاضرات قد يمتد لفترة مسائية، وتقديم امتحانات جماعية بأعداد هائلة بالنّسبة للمواد المشتركة. لم تلبث هذه الدفعة الفتيّة من بدء الدراسة الجامعية، وأن استهلت البيئة الجديدة، وتماثلت للتأقلم مع أجوائها وآلياتها، حتى باغتتها غمامة الجائحة بمختلف أطياف متغيراتها، لتأخذ هذه الدفعة وأيضاً من جاء قبلها وكذلك من جاء بعدها، في طيّاتِ وطأة كثافتها، إلى بيئة فريدة من نوعها، تمزج بين عالم الواقع والعالم الافتراضي.
فكانت هذه الازدواجية بيئة دراسية هجينة، قد قامت على الجمع بين بِيئتين مُتباينتَين، كلاهما غريبتينِ عن محيط الدراسة الذي أبحر فيه الطالب عبر مختلف المراحل السابقة. فبالنّسبة لبيئة عالم الواقع، فقد كانت تحوي التواجد الفيسيولوجي للطالب، وهي ليست الصفوف داخل الحرم الجامعي وإنما إحدى مكونات البيت الذي يقطنه الطالب، قد تكون غرفة نومه، أو غرفة نوم مشتركة مع إخوته، أو غرفة الجلوس المشتركة بين العائلة، أو غرفة خاصة بالدراسة في حالات قليلة، فاختلاف أماكن تواجد الطالب لتَلقّي المحاضرات، مع تعدد وظائفها، زائد مختلف مشاركتها مع سائر أفراد الأسرة، يجعل من هذه البيئة حاضنة لمزيج من الوظائف غير المتجانسة، وفي ذات الوقت مألوفة بوظيفتها المعهودة، وغريبة بالدور المستحدث لها، الأمر الذي شكّل تحدياً صعباً إن لم يكن عويصاً كان يواجه الطالب.
أما بالنسبة لبيئة العالم الافتراضي فكانت تحتوي على العملية التّعليمية، في رحاب فضاء الإنترنت، عبر منصات تعليمية مثل البلاك بورد، ومايكروسوفت تيمز، حيث التواصل والتلقي ليس وجهاً لوجه، وإنما بواسطة الكاميرا والسماعة والمايكرفون في جهاز الكمبيوتر، المزود بخدمة الإنترنت وهي مُكوّنات الشق الثاني للبيئة الدراسية، والذي شكّل نوعاً ثانياً من التّحديات الأشَدّ على الطالب، خاصة في بداية مباشرة حضور الدروس وتلقي المحاضرات في كنفها، وذلك لكونها غير محسوسة، وتخضع لِآليات ونظم التكنولوجيا.
هذا التّحول الجذري في البيئة التّعليمية، والنّقلة النّوعية في أساليب التلقي الرقمية، واستخدام الأدوات السّمعية البصرية، أنتج جيلاً مميزاً من دفعة، صقلتها التّحديات ومختلف المتغيرات، وميّزتها بمرونة التّكيف مع الظروف والمعطيات المتاحة، لتكون بهذه الخصائص مؤهّلة بمواصفات مميّزة.
اليوم نُحيّي في دفعه التّعلم عن بُعد، الأسبقية في هذه النّقلة النّوعية، وخوض تجربة المشوار الدراسي في الميدان الافتراضي، بِجَلَد كلّلَهُ النّجاح، ونُهنّؤُها بهذا الكسبِ والإنجاز، ونُبارك لها سلامة العودة إلى رحاب الجامعات، وإعمار الصفوفِ والمكتبات، وإعادة تشغيل المختبرات، ومواصلة المسيرة نحو تحقيق وتقديم الكثير والكثير من الإنجازات.
إزاء تحديات الجائحة بمختلف أصعدتها الصحية والنفسية، وقيود أساليب داهمة، واجهت فئة من المجتمع تحديات أخرى لها من الأثر البالغ عليها، الأمر الذي من شأنه أنه قد لاتنقضي تداعياته فور انقضاء مسبباته. فقد تعرض فوج الطلبة، الذين أكملوا المرحلة الثانوية والتحقوا بالمرحلة الجامعية، إن كان بمدارج الجامعات الخاصة، أو الحكومية، أو كذلك البعثات الخارجية، إلى تحديات جمة، لعل أشدّها وطأة، التغيرات المتلاحقة والمتتالية، من حيث التحولات في البيئة التّعليمية والاختلافات المتباينة بينها.
ففي مستهل الانتقال من بيئة المرحلة الثانوية إلى بيئة الجامعة باختلاف خصائصها ومتطلباتها ونُظم التعليم بها، من ساعات معتمدة، ونصاب مقررات فصول دراسية، ومقاعد قد تكون محدودة، وقاعات دراسية عدّة بمبانٍ متباعدة، وجدول محاضرات قد يمتد لفترة مسائية، وتقديم امتحانات جماعية بأعداد هائلة بالنّسبة للمواد المشتركة. لم تلبث هذه الدفعة الفتيّة من بدء الدراسة الجامعية، وأن استهلت البيئة الجديدة، وتماثلت للتأقلم مع أجوائها وآلياتها، حتى باغتتها غمامة الجائحة بمختلف أطياف متغيراتها، لتأخذ هذه الدفعة وأيضاً من جاء قبلها وكذلك من جاء بعدها، في طيّاتِ وطأة كثافتها، إلى بيئة فريدة من نوعها، تمزج بين عالم الواقع والعالم الافتراضي.
فكانت هذه الازدواجية بيئة دراسية هجينة، قد قامت على الجمع بين بِيئتين مُتباينتَين، كلاهما غريبتينِ عن محيط الدراسة الذي أبحر فيه الطالب عبر مختلف المراحل السابقة. فبالنّسبة لبيئة عالم الواقع، فقد كانت تحوي التواجد الفيسيولوجي للطالب، وهي ليست الصفوف داخل الحرم الجامعي وإنما إحدى مكونات البيت الذي يقطنه الطالب، قد تكون غرفة نومه، أو غرفة نوم مشتركة مع إخوته، أو غرفة الجلوس المشتركة بين العائلة، أو غرفة خاصة بالدراسة في حالات قليلة، فاختلاف أماكن تواجد الطالب لتَلقّي المحاضرات، مع تعدد وظائفها، زائد مختلف مشاركتها مع سائر أفراد الأسرة، يجعل من هذه البيئة حاضنة لمزيج من الوظائف غير المتجانسة، وفي ذات الوقت مألوفة بوظيفتها المعهودة، وغريبة بالدور المستحدث لها، الأمر الذي شكّل تحدياً صعباً إن لم يكن عويصاً كان يواجه الطالب.
أما بالنسبة لبيئة العالم الافتراضي فكانت تحتوي على العملية التّعليمية، في رحاب فضاء الإنترنت، عبر منصات تعليمية مثل البلاك بورد، ومايكروسوفت تيمز، حيث التواصل والتلقي ليس وجهاً لوجه، وإنما بواسطة الكاميرا والسماعة والمايكرفون في جهاز الكمبيوتر، المزود بخدمة الإنترنت وهي مُكوّنات الشق الثاني للبيئة الدراسية، والذي شكّل نوعاً ثانياً من التّحديات الأشَدّ على الطالب، خاصة في بداية مباشرة حضور الدروس وتلقي المحاضرات في كنفها، وذلك لكونها غير محسوسة، وتخضع لِآليات ونظم التكنولوجيا.
هذا التّحول الجذري في البيئة التّعليمية، والنّقلة النّوعية في أساليب التلقي الرقمية، واستخدام الأدوات السّمعية البصرية، أنتج جيلاً مميزاً من دفعة، صقلتها التّحديات ومختلف المتغيرات، وميّزتها بمرونة التّكيف مع الظروف والمعطيات المتاحة، لتكون بهذه الخصائص مؤهّلة بمواصفات مميّزة.
اليوم نُحيّي في دفعه التّعلم عن بُعد، الأسبقية في هذه النّقلة النّوعية، وخوض تجربة المشوار الدراسي في الميدان الافتراضي، بِجَلَد كلّلَهُ النّجاح، ونُهنّؤُها بهذا الكسبِ والإنجاز، ونُبارك لها سلامة العودة إلى رحاب الجامعات، وإعمار الصفوفِ والمكتبات، وإعادة تشغيل المختبرات، ومواصلة المسيرة نحو تحقيق وتقديم الكثير والكثير من الإنجازات.