للأسف هي عادة سارية عند كثير من البشر، قد تصدر عنهم دون تقصد، وأعني بها عملية «استصغار» بعض المهن، رغم أننا كمجتمع نمتلك أخلاقيات وأدبيات عديدة من ضمنها العبارة التي تسمعونها مراراً وتكراراً «العمل ليس عيباً» طالما أنه عمل شريف. كثير منا قد يستهين بمهن عديدة ويراها من المهن «الدونية» في نظرة قاصرة مخجلة، رغم أنه قد يحتاج لأصحابها وممتهنيها في أوقات حرجة جداً، وبدونهم قد تنقلب حياته رأساً على عقب، وقد يمر بأسوأ كوابيسه.
تستصغر مهنة «السباك»! لكنك لو واجهت تسرباً للمياه في منزلك، ولو فاض خزان المياه ليلاً وأغرقك، فإن السباك الذي ستشق الأرض بحثاً عنه سيكون أهم شخص في الدنيا حينها. كذلك حال عديد من أصحاب المهن الذين ينظر إليهم نظرة فوقية معيبة جداً، لكنهم هم من ينقذون رغد حياة الآخرين.
من المهن الرائعة التي أحب ضرب الأمثال بها وإسقاطها على جوانب أعمق بل أكبر بخصوص مستوى العمل والإنجاز، مهنة «الميكانيكي»! نعم وأحياناً أقولها بصوت عال وصادح: «يا بختك لو تعرف ميكانيكيا شاطرا».
هنا لست أتحدث عن ميكانيكي السيارات المهم وجوده في حياتنا، بقدر ما أقصد المعنى من وراء الكلمة، فالميكانيكي بمجرد سماع توصيفه المهني نستوعب أنه الشخص القادر على إصلاح المعطوب، الشخص الذي تأخذ له سيارتك وأنت تجهل العلل التي فيها، وخاصة العلل غير الظاهرة، فيفاجئك بتشخيص محترف، وتصليح يبهرك. بالتالي هو المصلح لكل ما هو معطوب، وهو من يمكنه إعادة سيارتك جديدة كما كانت، أو أقلها يجعلها تعمل بكفاءة أفضل مما كانت عليه.
وعطفاً على ما سبق، فالميكانيكي الذي أعنيه بدوره المهم في مجتمعنا وحياتنا هو ذلك الشخص الخبير في فنون الإصلاح الإداري، القيادي الخبير الذي يمكن أن تعول عليه وتضعه في مكان منهار ومتدهور، فيعيد إحياء هذا المكان، بل يقلب حاله من الفشل إلى النجاح، ويطور في أساليب العمل ويطور القوى البشرية ويستقطب الكفاءات ليحقق النتائج الباهرة.
الميكانيكي الإداري الكفء، هو الذي تعطيه مسؤولية قطاع معتل، فيشخص حالته، ويحدد أمراضه، ويضع علاجاته، ويباشر إصلاحه وشفاءه، ويستطيع بفضل خبرته وحسن إدارته واحترافية قيادته أن يصنع المستحيل ويحول التراب إلى ذهب.
هل أبالغ؟ هل أتحدث عن فنتازيا خيالية لا وجود لها؟! أبداً، إذ لدينا في بلادنا الحبيبة قصص نجاح باهرة في الإصلاح الإداري والتطوير الذي يلوي الأعناق تجاهه إعجاباً، والسبب وجود عينات كهؤلاء الميكانيكيين الخبراء العظماء بإدارتهم، والذين أصبحوا مطلباً لإصلاح ومعالجة أي قطاع فيه أخطاء أو كوارث أو علل.
لن أسرد أمثلة أو أسماء، إذ كثير منكم يعرف نماذج مشرفة هنا وهناك، هم يمثلون كنوزاً وجواهر لوطنهم، عبر عملهم المخلص وحبهم للإصلاح والتطوير القائم على الإدارة القويمة المثالية والرائدة.
{{ article.visit_count }}
تستصغر مهنة «السباك»! لكنك لو واجهت تسرباً للمياه في منزلك، ولو فاض خزان المياه ليلاً وأغرقك، فإن السباك الذي ستشق الأرض بحثاً عنه سيكون أهم شخص في الدنيا حينها. كذلك حال عديد من أصحاب المهن الذين ينظر إليهم نظرة فوقية معيبة جداً، لكنهم هم من ينقذون رغد حياة الآخرين.
من المهن الرائعة التي أحب ضرب الأمثال بها وإسقاطها على جوانب أعمق بل أكبر بخصوص مستوى العمل والإنجاز، مهنة «الميكانيكي»! نعم وأحياناً أقولها بصوت عال وصادح: «يا بختك لو تعرف ميكانيكيا شاطرا».
هنا لست أتحدث عن ميكانيكي السيارات المهم وجوده في حياتنا، بقدر ما أقصد المعنى من وراء الكلمة، فالميكانيكي بمجرد سماع توصيفه المهني نستوعب أنه الشخص القادر على إصلاح المعطوب، الشخص الذي تأخذ له سيارتك وأنت تجهل العلل التي فيها، وخاصة العلل غير الظاهرة، فيفاجئك بتشخيص محترف، وتصليح يبهرك. بالتالي هو المصلح لكل ما هو معطوب، وهو من يمكنه إعادة سيارتك جديدة كما كانت، أو أقلها يجعلها تعمل بكفاءة أفضل مما كانت عليه.
وعطفاً على ما سبق، فالميكانيكي الذي أعنيه بدوره المهم في مجتمعنا وحياتنا هو ذلك الشخص الخبير في فنون الإصلاح الإداري، القيادي الخبير الذي يمكن أن تعول عليه وتضعه في مكان منهار ومتدهور، فيعيد إحياء هذا المكان، بل يقلب حاله من الفشل إلى النجاح، ويطور في أساليب العمل ويطور القوى البشرية ويستقطب الكفاءات ليحقق النتائج الباهرة.
الميكانيكي الإداري الكفء، هو الذي تعطيه مسؤولية قطاع معتل، فيشخص حالته، ويحدد أمراضه، ويضع علاجاته، ويباشر إصلاحه وشفاءه، ويستطيع بفضل خبرته وحسن إدارته واحترافية قيادته أن يصنع المستحيل ويحول التراب إلى ذهب.
هل أبالغ؟ هل أتحدث عن فنتازيا خيالية لا وجود لها؟! أبداً، إذ لدينا في بلادنا الحبيبة قصص نجاح باهرة في الإصلاح الإداري والتطوير الذي يلوي الأعناق تجاهه إعجاباً، والسبب وجود عينات كهؤلاء الميكانيكيين الخبراء العظماء بإدارتهم، والذين أصبحوا مطلباً لإصلاح ومعالجة أي قطاع فيه أخطاء أو كوارث أو علل.
لن أسرد أمثلة أو أسماء، إذ كثير منكم يعرف نماذج مشرفة هنا وهناك، هم يمثلون كنوزاً وجواهر لوطنهم، عبر عملهم المخلص وحبهم للإصلاح والتطوير القائم على الإدارة القويمة المثالية والرائدة.