هل يشعر بعضكم بالحنين لفترة الجائحة وما عايشناه فيها من تباعد اجتماعي والحصول على أعذار للامتناع عن الذهاب إلى المناسبات التي نستثقلها؟ أم يحن البعض إلى طريقة العمل التي تنوعت بين العمل عن بعد وتقليص ساعات الدوام والبحث عن الإنتاجية بدل سجل الحضور والانصراف، وتفكير عدد من المسؤولين الذي تحول من العقل الورقي إلى العقل الإلكتروني والاستغناء عن المعاملات الورقية والعمل على أتمتتها؟
ولا ننسى الشوارع التي أصبحنا فعلاً نشعر بالحنين تجاهها والتي كان الموظف يصل فيها من أبعد منطقة إلى العاصمة في معدل نصف ساعة فقط والتي تضاعفت مع ما نشهده اليوم من ازدحام مروري خانق يصل فيه الموظف إلى عمله منهك القوى مشتت الذهن بسبب وعثاء الطريق التي جعلت من مسافة العشرين دقيقة تتحول إلى ساعة بعد عودة عجلة الحياة الطبيعية.
بعيداً عن اللحظات التي شعرنا بها بالضعف والحزن لكل من فقدنا، نتحدث اليوم عن الأمور التي دفعتنا فيها الجائحة للخروج عن المألوف والابتكار في أمور كثيرة، كالانتقال للعمل عن بعد أو «الهايبرد» بحيث كان الموظف يملك حرية العمل بين الحضور والبقاء في المنزل والخروج إلى المكتب وقت حاجته، والمعاملات الداخلية في مختلف الجهات الحكومية والخاصة التي توقفت فيها الأوراق وأصبحت تتم بشكل إلكتروني وعملي جداً، كذلك عملية التعليم التي نضجت بشكل كبير في نهاية فترة الجائحة.
كل تلك التجارب كانت ناجحة بامتياز، وكان مقدراً لها الاستمرارية بما يتناسب مع الوضع الطبيعي، إذ أدرك المسؤول أن الموظف ليس طفلاً وحضوره لا يتعلق بإنتاجيته وكفاءته، كما أدرك القائمون على التعليم أن عملية التلقين لم تعد فعالة مع هذا الجيل بل تنمية المهارات وتنمية حس البحث والتعلم لدى الطالب أيضاً جزء مهم من تكوينه!
ومع كل ذلك لماذا لم تستمر هذه الممارسات الإيجابية لتكون هي الوضع الطبيعي ولا نعمل بها في أوقاتنا الصعبة فقط؟ فلماذا لا يكون التعليم مطعماً بفترات متنوعة يحضر فيها الطالب عن بعد في بعض الأيام أو بعض الحصص؟ ولماذا لا يخول كل مسؤول أن ينوع في طريقة عمل فريقه دون خوفه من إدارة الموارد البشرية التي تركز على البصمة والدخول والخروج؟ ولماذا لا يعطى الموظف نوعاً من المرونة في ساعات العمل في ظل الزحمة التي نختنق فيها قبل العمل وبعده؟ الكثير من الممارسات الإيجابية التي طرأت وقت الجائحة ستكون ذات أثر إيجابي في حالة استمرارها مع بعض التعديلات والضوابط ولعلها تكون أحد حلول الزحمة التي أصبحت هاجساً للبحريني اليوم.
ولا ننسى الشوارع التي أصبحنا فعلاً نشعر بالحنين تجاهها والتي كان الموظف يصل فيها من أبعد منطقة إلى العاصمة في معدل نصف ساعة فقط والتي تضاعفت مع ما نشهده اليوم من ازدحام مروري خانق يصل فيه الموظف إلى عمله منهك القوى مشتت الذهن بسبب وعثاء الطريق التي جعلت من مسافة العشرين دقيقة تتحول إلى ساعة بعد عودة عجلة الحياة الطبيعية.
بعيداً عن اللحظات التي شعرنا بها بالضعف والحزن لكل من فقدنا، نتحدث اليوم عن الأمور التي دفعتنا فيها الجائحة للخروج عن المألوف والابتكار في أمور كثيرة، كالانتقال للعمل عن بعد أو «الهايبرد» بحيث كان الموظف يملك حرية العمل بين الحضور والبقاء في المنزل والخروج إلى المكتب وقت حاجته، والمعاملات الداخلية في مختلف الجهات الحكومية والخاصة التي توقفت فيها الأوراق وأصبحت تتم بشكل إلكتروني وعملي جداً، كذلك عملية التعليم التي نضجت بشكل كبير في نهاية فترة الجائحة.
كل تلك التجارب كانت ناجحة بامتياز، وكان مقدراً لها الاستمرارية بما يتناسب مع الوضع الطبيعي، إذ أدرك المسؤول أن الموظف ليس طفلاً وحضوره لا يتعلق بإنتاجيته وكفاءته، كما أدرك القائمون على التعليم أن عملية التلقين لم تعد فعالة مع هذا الجيل بل تنمية المهارات وتنمية حس البحث والتعلم لدى الطالب أيضاً جزء مهم من تكوينه!
ومع كل ذلك لماذا لم تستمر هذه الممارسات الإيجابية لتكون هي الوضع الطبيعي ولا نعمل بها في أوقاتنا الصعبة فقط؟ فلماذا لا يكون التعليم مطعماً بفترات متنوعة يحضر فيها الطالب عن بعد في بعض الأيام أو بعض الحصص؟ ولماذا لا يخول كل مسؤول أن ينوع في طريقة عمل فريقه دون خوفه من إدارة الموارد البشرية التي تركز على البصمة والدخول والخروج؟ ولماذا لا يعطى الموظف نوعاً من المرونة في ساعات العمل في ظل الزحمة التي نختنق فيها قبل العمل وبعده؟ الكثير من الممارسات الإيجابية التي طرأت وقت الجائحة ستكون ذات أثر إيجابي في حالة استمرارها مع بعض التعديلات والضوابط ولعلها تكون أحد حلول الزحمة التي أصبحت هاجساً للبحريني اليوم.