هذا مثل بحريني شهير، كانوا يتندرون به -لكن بنبرة حسرة وخيبة- على أي مسؤول يمكن خداعه بسهولة أو تضليله عبر بطانة متملقة أو أفراد يسمعونه ما يريد من كلام، ومن ثم هم يستفيدون على حساب أناس هم أحق، وفي النهاية يظهر شكل المسؤول بصورة سيئة جداً، وينتشر أنه من النوع الذي «تمدحه وتأخذ بشته».
اليوم نحن نشهد توجهاً كبيراً باتجاه الإصلاح الإداري وإحلال الكفاءات والطاقات المؤهلة، والأهم إيجاد المسؤولين الذين ينظرون إلى الوطن ومصلحته أولاً، والذين يركزون على أهم أساسيات الإدارة القويمة عبر إشاعة أجواء العدالة والإنصاف بين الموظفين، وتجنب ظلمهم أو إجحاف حقوقهم.
هكذا نظن، وهكذا نتمنى، إذ أكثر ما يؤذي الموظفين هو وجود مسؤول يسهل خداعه، مسؤول يمكن تضليله بسهولة، مسؤول يطرب ويسعد بمدح ونفاق بطانة أو أفراد يعملون بخبث ويكذبون عليه وينصبون المكائد لغيرهم، ويعرفون تماماً نقاط ضعفه، وخاصة لو كان مسؤولا يهمه المدح وألا يخالفه أحد في الرأي.
«مدحه وخذ بشته»، هذه معادلة يجب أن تنتهي وتحارب، ومن يمارسها يجب أن يختفي من قطاعاتنا حتى تنظف، سواء المسؤول أو من يتعامل معه بهذا الأسلوب. اليوم يجب إحلال معادلات نزيهة وشفافة ومبنية على المبادئ والأخلاقيات المهنية، بدلاً من أن «تمدحه» ليغدق عليك الحوافز والترقيات التي لا يستحقها كثير من المتملقين ومرتدي فرو الثعالب، بدلاً من ذلك «اعمل معه بصدق» و«صارحه بنزاهة» و«ذكره بالواجب الوطني»، حينها تكون في موقع المواطن النزيه صاحب المبادئ الذي يضع البحرين نصب عينيه، وفي الجانب الآخر يجد المسؤول من «يصدقه القول» لا من يخدعه ويحاول تضليله.
أعرف بعضاً من المسؤولين حينما يجدون أفراداً يمارسون التملق والنفاق الواضح، يقومون فوراً بإبعادهم من أمامهم، بل يعطونهم درساً موجعاً في كيفية العمل باحترافية وترك هذه «العيارة والجمبزة»، بل تراهم يقربون من يقولون الصدق ومن يصارحونهم ومن يعملون بإخلاص؛ فالنوعية الأخيرة هي من تستحق الحصول على «البشت» أي الحوافز والترقيات والتمكين.
بالتالي احذر يا مسؤول من هؤلاء الثعالب، احذر حتى لا تظلم البشر وتجحف حق الكفاءات وتسيء لموقع العمل بالتالي تستهر بالأمانة الموكلة لك، إذ التاريخ يحكي كثيراً عن قصص المسؤولين الذين «تم مدحهم» وأخذ كل ما يمكن أخذه منهم بـ«العيارة والجمبزة»، وبعد أن يتركوا مواقعهم يستوعبون متأخراً أنهم فوق ظلمهم للبشر وأن من جاملهم ونافقهم أخذ «البشت» ونسيهم، ولربما تجده أكثر من يتكلم فيهم ويذم ذكراهم.
لا تكن سهلاً وأنت في موقع المسؤولية، واعرف أن الكفاءات والطاقات والمخلصين لعملهم وبلادهم، هم الذين لا يمارسون المدح المفضوح أمامك فقط لتسعد وتطرب.
اتجاه معاكس
بناءً على ما قلناه أعلاه، هناك قصة طريفة تقول إن مسؤولا كان يقود سيارته ذات الدفع الرباعي في طريق صحراوي ومعه ثلاثة من موظفيه المعروفين بتملقهم ونفاقهم له. وفي أثناء قيادته السريعة ظهر أرنب بري أمامه فحاول تفاديه فانقلبت السيارة عدة مرات لتستقر على الرمال. حينها التفت إلى موظفيه قائلاً: سامحوني، هل أنتم بخير؟! فأجابوه: بل أنت سامحنا طال عمرك، نحن كنا جالسين بطريقة خاطئة!
{{ article.visit_count }}
اليوم نحن نشهد توجهاً كبيراً باتجاه الإصلاح الإداري وإحلال الكفاءات والطاقات المؤهلة، والأهم إيجاد المسؤولين الذين ينظرون إلى الوطن ومصلحته أولاً، والذين يركزون على أهم أساسيات الإدارة القويمة عبر إشاعة أجواء العدالة والإنصاف بين الموظفين، وتجنب ظلمهم أو إجحاف حقوقهم.
هكذا نظن، وهكذا نتمنى، إذ أكثر ما يؤذي الموظفين هو وجود مسؤول يسهل خداعه، مسؤول يمكن تضليله بسهولة، مسؤول يطرب ويسعد بمدح ونفاق بطانة أو أفراد يعملون بخبث ويكذبون عليه وينصبون المكائد لغيرهم، ويعرفون تماماً نقاط ضعفه، وخاصة لو كان مسؤولا يهمه المدح وألا يخالفه أحد في الرأي.
«مدحه وخذ بشته»، هذه معادلة يجب أن تنتهي وتحارب، ومن يمارسها يجب أن يختفي من قطاعاتنا حتى تنظف، سواء المسؤول أو من يتعامل معه بهذا الأسلوب. اليوم يجب إحلال معادلات نزيهة وشفافة ومبنية على المبادئ والأخلاقيات المهنية، بدلاً من أن «تمدحه» ليغدق عليك الحوافز والترقيات التي لا يستحقها كثير من المتملقين ومرتدي فرو الثعالب، بدلاً من ذلك «اعمل معه بصدق» و«صارحه بنزاهة» و«ذكره بالواجب الوطني»، حينها تكون في موقع المواطن النزيه صاحب المبادئ الذي يضع البحرين نصب عينيه، وفي الجانب الآخر يجد المسؤول من «يصدقه القول» لا من يخدعه ويحاول تضليله.
أعرف بعضاً من المسؤولين حينما يجدون أفراداً يمارسون التملق والنفاق الواضح، يقومون فوراً بإبعادهم من أمامهم، بل يعطونهم درساً موجعاً في كيفية العمل باحترافية وترك هذه «العيارة والجمبزة»، بل تراهم يقربون من يقولون الصدق ومن يصارحونهم ومن يعملون بإخلاص؛ فالنوعية الأخيرة هي من تستحق الحصول على «البشت» أي الحوافز والترقيات والتمكين.
بالتالي احذر يا مسؤول من هؤلاء الثعالب، احذر حتى لا تظلم البشر وتجحف حق الكفاءات وتسيء لموقع العمل بالتالي تستهر بالأمانة الموكلة لك، إذ التاريخ يحكي كثيراً عن قصص المسؤولين الذين «تم مدحهم» وأخذ كل ما يمكن أخذه منهم بـ«العيارة والجمبزة»، وبعد أن يتركوا مواقعهم يستوعبون متأخراً أنهم فوق ظلمهم للبشر وأن من جاملهم ونافقهم أخذ «البشت» ونسيهم، ولربما تجده أكثر من يتكلم فيهم ويذم ذكراهم.
لا تكن سهلاً وأنت في موقع المسؤولية، واعرف أن الكفاءات والطاقات والمخلصين لعملهم وبلادهم، هم الذين لا يمارسون المدح المفضوح أمامك فقط لتسعد وتطرب.
اتجاه معاكس
بناءً على ما قلناه أعلاه، هناك قصة طريفة تقول إن مسؤولا كان يقود سيارته ذات الدفع الرباعي في طريق صحراوي ومعه ثلاثة من موظفيه المعروفين بتملقهم ونفاقهم له. وفي أثناء قيادته السريعة ظهر أرنب بري أمامه فحاول تفاديه فانقلبت السيارة عدة مرات لتستقر على الرمال. حينها التفت إلى موظفيه قائلاً: سامحوني، هل أنتم بخير؟! فأجابوه: بل أنت سامحنا طال عمرك، نحن كنا جالسين بطريقة خاطئة!