في أحد اجتماعات العمل العديدة، والتي كنا نناقشها في رسم استراتيجية جديدة، كانت عيناي ترقب المشاركين الجدد في فريق العمل، بالأخص من الشباب الذين اخترناهم ليشاركونا للمرة الأولى في النقاش بشأن موضوع هام وحساس ومعقد جداً في تفاصيله، والأهم موضوع يرسم ملامح مستقبلية ويناقش التحديات التي يجب أن نتغلب عليها.
بعضنا كمسؤولين وأصحاب مواقع مسؤولية وخبرة نعرف تماماً كيف يدور النقاش بيننا، نعرف جديته، ونعرف حديته، وما يميزنا عن الشباب الجدد الذين اخترناهم ليشاركونا، أننا نعرف تفاصيل كثيرة، ونعرف أموراً تدخل في إطار سياستنا العليا في العمل والتي قد لا يعرفها الشباب الجدد أو الموظفون الواعدون. لكن شخصياً كان لدي فضول في اكتشاف ما يفكر فيه هؤلاء الشباب.
أولاً: في هذا الوضع عليك كمسؤول أن تكون مستمعاً جيداً ومنصتاً ذكياً، فقد تورد أفكار ومقترحات من هؤلاء الشباب بإمكانك خلال سردها أن تقاطعهم أو أن تصحح لهم، أو أن تبين لهم أن هناك أموراً لا تتفق مع طرحهم وبالتالي يصعب تحقيقه، لكن احذر أن تفعل ذلك؛ دعهم يتكلمون ودعهم يقترحون ودعهم يندمجون معك في مواضيع النقاش، فالمعرفة لا تقتصر على خبرة معينة وليست حكراً على سن معينة، ولربما يأتيك موظف جديد لم تمضِ على توظيفه أيام بفكرة يعجز عن التفكير منها صاحب خبرة مرت عليه عقود مهنية طويلة.
ثانياً: ركز في طريقة الشرح والسرد وإيراد الأفكار، لعلك في لحظة معينة تكتشف أن المتحدث أمامك مشروع نجم أو صاحب قدرات عبر الاهتمام بها وصقلها وتوجيهها قد تصنع منه ظاهرة لافتة وطاقة خارقة، وهنا الدرس المهم لأي مسؤول، إذ لا تحجم الطاقات، ولا تستصغر الأفكار بربطها بأصحابها ومواقعهم، فالتعلم عملية مستمرة ومنابعها كثيرة جداً، إذ حتى من المخلوقات الأخرى نتعلم، وحتى من أطفالنا نتعلم.
لفت انتباهي حماستهم هؤلاء الشباب، أعجبني ارتباطهم بالأفكار المطروحة، بل أبهرتني جديتهم في الحديث وكيف تبنوا الموضوع واعتبروه قضية أساسية وأولوية بالنسبة لهم. كنت أنظر إلى أقراني من أصحاب الخبرة وفهمت نظرات بعضهم، تلك النظرات التي تكشف لك إلمامهم بكل التفاصيل وقدرتهم على اتخاذ القرار وصناعة التوجه الأمثل الذي نريده للمشاريع التي نناقشها، لكنهم رغم ذلك شاركوني تلك الرغبة الملحة في ترك الشباب يتحدثون ويعبرون عن أنفسهم حتى نعرف قدراتهم وطرائق تفكيرهم، وحتى نتكشف من منهم يمكننا أن نصنع منه نجماً للمستقبل.
هذه ليست سياسة ابتكرناها نحن فقط في موقع عملنا، بل هي سياسة دولة تمضي فيها بقوة عبر تمكين الشباب واستكشاف الطاقات والقدرات ومنحهم الفرص ليلمعوا كنجوم بالإمكان التعويل عليهم للتطوير والابتكار وخدمة الوطن.
بالتالي يا مسؤولين إن وجدتم مثل هذه النوعيات من الشباب المتقد نشاطاً وحماساً وفيه من الطاقة الإيجابية والمبادرة الطيبة ادعموهم، احتضنوهم، افتحوا أمامهم الأبواب والآفاق، والأهم امنحوهم الثقة، وقولوا لهم بأنكم معهم داعمون لهم، مساندون لهم، وأنهم مهما اجتهدوا لن يسقطوا لأنكم ستكونون هناك كحماية لهم.
لا تقتلوا مثل هذه النماذج بالإحباط والتحجيم والحرمان من الفرص وإمكانية التطوير، إذ حينما تقتل كفاءة اعلم بأنك قتلت فرصة قد يستفيد منها وطننا الحبيب.
{{ article.visit_count }}
بعضنا كمسؤولين وأصحاب مواقع مسؤولية وخبرة نعرف تماماً كيف يدور النقاش بيننا، نعرف جديته، ونعرف حديته، وما يميزنا عن الشباب الجدد الذين اخترناهم ليشاركونا، أننا نعرف تفاصيل كثيرة، ونعرف أموراً تدخل في إطار سياستنا العليا في العمل والتي قد لا يعرفها الشباب الجدد أو الموظفون الواعدون. لكن شخصياً كان لدي فضول في اكتشاف ما يفكر فيه هؤلاء الشباب.
أولاً: في هذا الوضع عليك كمسؤول أن تكون مستمعاً جيداً ومنصتاً ذكياً، فقد تورد أفكار ومقترحات من هؤلاء الشباب بإمكانك خلال سردها أن تقاطعهم أو أن تصحح لهم، أو أن تبين لهم أن هناك أموراً لا تتفق مع طرحهم وبالتالي يصعب تحقيقه، لكن احذر أن تفعل ذلك؛ دعهم يتكلمون ودعهم يقترحون ودعهم يندمجون معك في مواضيع النقاش، فالمعرفة لا تقتصر على خبرة معينة وليست حكراً على سن معينة، ولربما يأتيك موظف جديد لم تمضِ على توظيفه أيام بفكرة يعجز عن التفكير منها صاحب خبرة مرت عليه عقود مهنية طويلة.
ثانياً: ركز في طريقة الشرح والسرد وإيراد الأفكار، لعلك في لحظة معينة تكتشف أن المتحدث أمامك مشروع نجم أو صاحب قدرات عبر الاهتمام بها وصقلها وتوجيهها قد تصنع منه ظاهرة لافتة وطاقة خارقة، وهنا الدرس المهم لأي مسؤول، إذ لا تحجم الطاقات، ولا تستصغر الأفكار بربطها بأصحابها ومواقعهم، فالتعلم عملية مستمرة ومنابعها كثيرة جداً، إذ حتى من المخلوقات الأخرى نتعلم، وحتى من أطفالنا نتعلم.
لفت انتباهي حماستهم هؤلاء الشباب، أعجبني ارتباطهم بالأفكار المطروحة، بل أبهرتني جديتهم في الحديث وكيف تبنوا الموضوع واعتبروه قضية أساسية وأولوية بالنسبة لهم. كنت أنظر إلى أقراني من أصحاب الخبرة وفهمت نظرات بعضهم، تلك النظرات التي تكشف لك إلمامهم بكل التفاصيل وقدرتهم على اتخاذ القرار وصناعة التوجه الأمثل الذي نريده للمشاريع التي نناقشها، لكنهم رغم ذلك شاركوني تلك الرغبة الملحة في ترك الشباب يتحدثون ويعبرون عن أنفسهم حتى نعرف قدراتهم وطرائق تفكيرهم، وحتى نتكشف من منهم يمكننا أن نصنع منه نجماً للمستقبل.
هذه ليست سياسة ابتكرناها نحن فقط في موقع عملنا، بل هي سياسة دولة تمضي فيها بقوة عبر تمكين الشباب واستكشاف الطاقات والقدرات ومنحهم الفرص ليلمعوا كنجوم بالإمكان التعويل عليهم للتطوير والابتكار وخدمة الوطن.
بالتالي يا مسؤولين إن وجدتم مثل هذه النوعيات من الشباب المتقد نشاطاً وحماساً وفيه من الطاقة الإيجابية والمبادرة الطيبة ادعموهم، احتضنوهم، افتحوا أمامهم الأبواب والآفاق، والأهم امنحوهم الثقة، وقولوا لهم بأنكم معهم داعمون لهم، مساندون لهم، وأنهم مهما اجتهدوا لن يسقطوا لأنكم ستكونون هناك كحماية لهم.
لا تقتلوا مثل هذه النماذج بالإحباط والتحجيم والحرمان من الفرص وإمكانية التطوير، إذ حينما تقتل كفاءة اعلم بأنك قتلت فرصة قد يستفيد منها وطننا الحبيب.