من نفس منبر مقالاتي السابقة في فن صناعة الأمل والتسويق المتقن لبرنامج الدولة الإصلاحي، ليعطي بالمقابل أعلى مقومات والنتائج المرغوبة لإنعاش الاقتصاد المحلي، لابد من إعادة برمجة الأدوات الفعالة ليتفاعل الشارع بدلاً من الإحباط وفقدان الأمل.نحن مقبلون على دورة تشريعية جديدة، فرغم اعتقادي السابق بأنها سوف تكون دورة هادئة جداً نظراً للوضع الاقتصادي الراهن والتغييرات الكبيرة التي طالت دار الحكومة تحت راية وحكمة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، وازدياد عدد المرشحين إلى السباق الانتخابي مما قلل الحظوظ الفردية بسبب تقسيم الأصوات الانتخابية، إلا أني تفاجأت بتواجد مسؤولين غير مرشحين في الانتخابات من دار الحكومة الحالية والسابقة والقسم التشريعي، حيث بدا واضحاً في الشارع وفي المجمعات والتصريحات النارية والمقابلات حتى مع نشطاء التواصل الاجتماعي بكل رحابة صدر، وكأنما تخلى الكثير عن رداء المنصب أو كما نسميه باللغة المحلية بـ«البشت المسؤول»، وهو بالتأكيد الأمر الذي يستحق الثناء.اليوم، نحتاج ثقافة القرب من الشارع والنزول عند رغبات الناس لتفعيل الأمل وهو أفضل أدوات التسويق لبرنامج الدولة بل الأقل كلفة خصوصاً أن المسؤولين يعتبرون أعلى قمة الهرم في الدولة، وبالتأكيد فإن الدولة الكريمة تحيط برعايتها لهم ليسخروا كل ما لديهم من طاقة لخدمة الجمهور وهو تفعيل لنجاح برنامج «تواصل» الباهر الذي أصبح الوسيلة الأساسية للناس ومحط آمالهم أكثر من لقاء أي وزير أو وكيل أو محافظ وأقل كلفة بلاشك!أنا بنت المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، منذ صباح فجر الألفية الجديدة وتعودت على قامة وزراء ومسؤولين بدءاً من الستري ومعالي الأستاذ علي الصالح التي كان لهم في دار الوزارة مجلس أسبوعي مفتوح لعامة الناس بدون أي فلترة من يدخل ومن يخرج، كنت في دار البلدية الشمالية مع عضو مجلس الشورى الدكتور محمد علي حسن الذين واكبوا نفس النمط الذي لم أشعر أبداً أنه انتقاص لشأن المسؤول بل رفعه لقامات عريقة نحترمها إلى الآن.لا يمكن معالجة المشاكل العالقة عبر الأنظمة الإلكترونية وإلا فقدنا أهم عنصر تسويقي حسب دراستي الأكاديمية وهو مبدأ التفاعل والأمل لدى الناس وهو ما فقدناه أكثر مع أزمة كورونا (كوفيد 19)، الأمر الذي جعل المسؤولين السابقين مرتاحين أكثر والأقرب إلى الركود بينما تغيير المزاج العام إلى جعل المسؤولين أقرب إلى الشباب والشارع، حتى إن البعض بدأ في لباس الكجوال وهو لغة ممتازة وجديدة لم نرها في الشارع طيلة الـ8 سنوات الماضية، وفي اعتقادي هي أول بوادر التجديد والتغيير ولربما سوف نشهد لاحقاً إضافات جديدة على الحقل التشريعي والتنفيذي سوف تحفزنا إلى الإنجاز والعمل والتطور لخدمة هذا الوطن الغالي.* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية