في إجابة عن سؤال خلال البرنامج الإذاعي الذي استضافتني فيه إذاعة البحرين قبل يومين، وُجه لي بشأن الانتخابات مفاده: هل البعض يدخل لـ«يجرب حظه»؟! في إجابتي على ذلك أعترف بأنني تخليت عن أسلوب ترتيب الكلام ليكون لطيفاً أو هادئاً، ورددت بأسلوب أجزم بأن كل مواطن بحريني وناخب سيرد به على أي مترشح نيته الصريحة والمكشوفة «تجربة حظه» في الانتخابات بأسلوب «إما تصيب أو تخيب».
قلت: لا رجاء، لا تجرب حظك على حساب المواطن، إن كانت نيتك شخصية وسعيك لإفادة نفسك بأسلوب فيه تضليل للناس بشعارات تنسى تطبيقها متعمداً حين تصل إلى الكرسي.
رجاء لا تجرب، رجاء ابتعد عن هذا المعترك، ورجاء اجلس في بيتك، إذ يكفي المواطن ما عاناه سابقاً من مترشحين وعدوه بالشمس في يد والقمر في يد، وحين أصبح بعضهم نواباً أول ما فعلوه هو تغيير رقم الهاتف، وإغلاق أي سبيل للتواصل مع الناخبين، وتنصلوا تماماً من شعاراتهم ووعودهم، وهذه حقيقة مثبتة ليس فيها تجنٍّ على أحد.
لا تجرب حظك؛ فهذه ليست ساحة لعب، أو لعبة «يانصيب»، هذا برلمان وُضع ضمن مشروع وطني رصين وجاد هدفه خدمة الوطن والمواطنين، وعليه فإنه مشروع يحتاج لأناس «جادين» وأشخاص «نيتهم الأولى» العمل لأجل الوطن والآخرين، لا تحسين وضعهم الشخصي والحصول على مزايا المنصب.
أقول ذلك من واقع تجربة ممتدة أكثر من عقدين مع العمل البرلماني وتعاملنا كصحافة وككتاب مع هذا الحراك. وهنا أقول إننا وجدنا حالات عديدة لمترشحين في السابق، حينما نتناقش معهم في جلسات مباشرة أو حديث شخصي، نكتشف بكل وضوح، بل هو يعترف بكل «عين قوية» بأن المهم عنده «الوصول» إلى البرلمان وبعدها «يصير خير»!
وإحدى المرات السابقة كنت أتناقش فيها مع مرشح في شأن بعض المواضيع المهمة التي تمثل أولويات للناس، ففوجئت بأنه يجهل معظمها، بل لا يعرف تفاصيلها، فسألته: إن كنت لا تعرف هموم الناس ومطالبهم وآمالهم، فكيف ستترشح وتكون صوتاً لهم؟!
طبعاً أنتم كناخبين ومواطنين تعرفون الإجابة من واقع خبرة، وبعضكم خبرته «أليمة» مع بعض الذين صوتوا لهم، ورأوا كيف يتغير الإنسان غالباً حينما تضعه على كرسي، وهذا الموضوع تحديداً كتبت فيه سابقاً عدة مقالات، مفادها أن المعادلة الثابتة التي أؤمن بها تقول: إن أردت أن تعرف أصالة معدن أحدهم، فضعه على كرسي، وأعطه منصباً، فإن تغير وتبدل وأصبح إنساناً آخر، فالله يعوضنا ويعوض البلد، لأن الذهب الأصيل لا يتغير.
فنعم، من يريد أن يجرب حظه، هنا عليك أنت يا مواطن ويا ناخب أن تقف له وتناقشه في كل وعوده وشعاراته، وإن تأكدت من أنه يريد الوصول إلى هدفه من خلالك وتحويلك إلى «سلم متحرك» أو «مصعد كهربائي»، فهنا أنت صاحب القرار في «احترام صوتك» وفي «تقدير إرادتك»، هل تذهب لشخص يستخدمك كرقم، أم لشخص لن ينساك طيلة أربعة أعوام، ويكون همك هو همه، ويكون رضاك ومصلحتك كمواطن هو هدفه الأسمى؟!
المواطن يفترض أن لديه الوعي، وهذا الوعي سيجعله يكتشف من يدخل ليجرب حظه، ومن يدخل ليعمل بإخلاص لأجل الوطن وأهله، وفي النهاية إن صوت لمن يراها «لعبة حظ»، فلا تحزن بعدها إن حولك إلى «ورقة يانصيب» وغالباً هي «لا تصيب» بل «تخيب».
{{ article.visit_count }}
قلت: لا رجاء، لا تجرب حظك على حساب المواطن، إن كانت نيتك شخصية وسعيك لإفادة نفسك بأسلوب فيه تضليل للناس بشعارات تنسى تطبيقها متعمداً حين تصل إلى الكرسي.
رجاء لا تجرب، رجاء ابتعد عن هذا المعترك، ورجاء اجلس في بيتك، إذ يكفي المواطن ما عاناه سابقاً من مترشحين وعدوه بالشمس في يد والقمر في يد، وحين أصبح بعضهم نواباً أول ما فعلوه هو تغيير رقم الهاتف، وإغلاق أي سبيل للتواصل مع الناخبين، وتنصلوا تماماً من شعاراتهم ووعودهم، وهذه حقيقة مثبتة ليس فيها تجنٍّ على أحد.
لا تجرب حظك؛ فهذه ليست ساحة لعب، أو لعبة «يانصيب»، هذا برلمان وُضع ضمن مشروع وطني رصين وجاد هدفه خدمة الوطن والمواطنين، وعليه فإنه مشروع يحتاج لأناس «جادين» وأشخاص «نيتهم الأولى» العمل لأجل الوطن والآخرين، لا تحسين وضعهم الشخصي والحصول على مزايا المنصب.
أقول ذلك من واقع تجربة ممتدة أكثر من عقدين مع العمل البرلماني وتعاملنا كصحافة وككتاب مع هذا الحراك. وهنا أقول إننا وجدنا حالات عديدة لمترشحين في السابق، حينما نتناقش معهم في جلسات مباشرة أو حديث شخصي، نكتشف بكل وضوح، بل هو يعترف بكل «عين قوية» بأن المهم عنده «الوصول» إلى البرلمان وبعدها «يصير خير»!
وإحدى المرات السابقة كنت أتناقش فيها مع مرشح في شأن بعض المواضيع المهمة التي تمثل أولويات للناس، ففوجئت بأنه يجهل معظمها، بل لا يعرف تفاصيلها، فسألته: إن كنت لا تعرف هموم الناس ومطالبهم وآمالهم، فكيف ستترشح وتكون صوتاً لهم؟!
طبعاً أنتم كناخبين ومواطنين تعرفون الإجابة من واقع خبرة، وبعضكم خبرته «أليمة» مع بعض الذين صوتوا لهم، ورأوا كيف يتغير الإنسان غالباً حينما تضعه على كرسي، وهذا الموضوع تحديداً كتبت فيه سابقاً عدة مقالات، مفادها أن المعادلة الثابتة التي أؤمن بها تقول: إن أردت أن تعرف أصالة معدن أحدهم، فضعه على كرسي، وأعطه منصباً، فإن تغير وتبدل وأصبح إنساناً آخر، فالله يعوضنا ويعوض البلد، لأن الذهب الأصيل لا يتغير.
فنعم، من يريد أن يجرب حظه، هنا عليك أنت يا مواطن ويا ناخب أن تقف له وتناقشه في كل وعوده وشعاراته، وإن تأكدت من أنه يريد الوصول إلى هدفه من خلالك وتحويلك إلى «سلم متحرك» أو «مصعد كهربائي»، فهنا أنت صاحب القرار في «احترام صوتك» وفي «تقدير إرادتك»، هل تذهب لشخص يستخدمك كرقم، أم لشخص لن ينساك طيلة أربعة أعوام، ويكون همك هو همه، ويكون رضاك ومصلحتك كمواطن هو هدفه الأسمى؟!
المواطن يفترض أن لديه الوعي، وهذا الوعي سيجعله يكتشف من يدخل ليجرب حظه، ومن يدخل ليعمل بإخلاص لأجل الوطن وأهله، وفي النهاية إن صوت لمن يراها «لعبة حظ»، فلا تحزن بعدها إن حولك إلى «ورقة يانصيب» وغالباً هي «لا تصيب» بل «تخيب».