لست أسأل هنا المترشحين سواء أكانوا شخصيات جديدة تتنافس للمرة الأولى، أو نواباً سابقين وآخرين تواجدوا في الفصل السابق، بل أسأل المواطنين الذين يمثلون شريحة الناخبين، والذين هم بيدهم القرار في إيصال أي شخص للكرسي البرلماني أو حرمانه.
هذا الأسبوع نشط جداً بالتحديد، إذ تمثل الأيام فيه الفرصة الأخيرة للدعاية الانتخابية، والمساحة المتاحة لكل مترشح ليدلي بدلوه محاولاً إقناع الناخبين بالتصويت له، ولذلك سيكون جدولك يا ناخب مزدحماً جداً لو كنت ممن يحرصون على زيارة المترشحين كلهم في دائرتك والاستماع لبرامجهم ورؤاهم داخل مقارهم الانتخابية.
هنا نحن أمام نوعين من الناخبين، النوع الأول هو الجاد والذي يتعامل مع الوضع في المقار الانتخابية باهتمام مبعثه الرغبة في معرفة من يستحق أن يحظى بصوته، وبالتالي تجد هذه النوعية من الناس هم الذين تنامت لديهم الخبرة طوال المشوار الديمقراطي الذي عشناه لعقدين وأكثر، وعليه يهمهم ماذا سيقول المترشح، وما هي مشاريعه، وما هي أفكاره، والمهم لديهم أيضاً ما يطرحه من إجابات على تساؤلاتهم، وهل بمقدوره عبر أفكاره ووعوده حلحلة وضع ملفات صعبة يراها المواطن من الأولويات الملحة؟!
أمام النوع الثاني، فهم من يذهبون للمقار الانتخابية كنوع من الفرجة، ولإشباع الفضول برؤية الناس وما يعرف ما يدور، وطبعاً دون نسيان إشباع البطون، خاصة وأنه عرف عن المقار الانتخابية حسن الضيافة وكرم الوفادة، ونقول من باب حسن النية أنه تقدير للحاضرين الذين خصصوا وقتاً لديهم للحضور والاستماع للمترشح.
أنت كناخب أمامك اليوم بوفيه مفتوح وواسع، ولست أتحدث عن الطعام، بل عن الخيارات الانتخابية بالنظر لكثرة المترشحين، أمامك اليوم متنافسون كل واحد منهم لديه برنامج انتخابي هو عبارة عن وعود بتطبيق واقتراح بعض الأفكار التي تمثل حلولاً لمشاكل موجودة، أو مساعٍ لتحقيق رغبات مطلوبة.
وبناء عليه فإن كل المعطيات أمامك على الأرض، كل مترشح يقف أمامك بما لديه وبما يقوله، وأنت لديك الفرصة لتسأل وتناقش وتدرك مدى جديته ومدى قوته ومدى إصراره ومدى نضجه وعلمه وخبرته، والعكس بالتأكيد، قد تكتشف بأن المترشح أمامك هو من فئة «خلني أجرب حظي»، وهذا النوع هو الذي قد يصدمك صدمات قوية طوال أربعة أعوام لو أوصلته لكرسي البرلمان. ما نراه من تفاعل الشارع، وما نرصده من تواجد الناس في المقار الانتخابية المختلفة، والأهم ما نرصده من تفاعل الكثيرين عبر طرح الأسئلة والنقاشات الجادة، يثبت بالتأكيد ما نقوله دائماً بأن الوعي لدى الناخب البحريني يتنامى دوماً بشأن الانتخابات ودور النائب والفرق بين التشريع والخدمات، بل يكشف لك بأن الحصول على موافقة الناس ورضاهم أمر لم يعد سهلاً كما السابق، فالعملية ليست شعارات تدغدغ المشاعر، بل إجابات منطقية وواقعية، ووعوداً صادقة بحراك له مصداقية، وعليه إن انتخبك الناس وأوصلوك اليوم للبرلمان فأنت محظوظ بالفعل، وفي المقابل عليك مسؤولية أكبر بكثير من الالتزام بالتواجد في مقر انتخابي والحديث مراراً وتكراراً عن برنامجك ووعودك، لأن وقت الكلام سيكون انتهى وبدأ وقت تنفيذ ما وعدت وتحقيق ما تعهدت به للناس.
الناخب اليوم يمتلك وعياً يختلف تماماً عن البدايات قبل عشرين عاماً، واختياراته هي التي تعكس مستوى وعيه، وهذه الأيام هي الفرصة الأخيرة لقياس مدى وعيك بشأن المترشح الذي يستحق ثقتك.
{{ article.visit_count }}
هذا الأسبوع نشط جداً بالتحديد، إذ تمثل الأيام فيه الفرصة الأخيرة للدعاية الانتخابية، والمساحة المتاحة لكل مترشح ليدلي بدلوه محاولاً إقناع الناخبين بالتصويت له، ولذلك سيكون جدولك يا ناخب مزدحماً جداً لو كنت ممن يحرصون على زيارة المترشحين كلهم في دائرتك والاستماع لبرامجهم ورؤاهم داخل مقارهم الانتخابية.
هنا نحن أمام نوعين من الناخبين، النوع الأول هو الجاد والذي يتعامل مع الوضع في المقار الانتخابية باهتمام مبعثه الرغبة في معرفة من يستحق أن يحظى بصوته، وبالتالي تجد هذه النوعية من الناس هم الذين تنامت لديهم الخبرة طوال المشوار الديمقراطي الذي عشناه لعقدين وأكثر، وعليه يهمهم ماذا سيقول المترشح، وما هي مشاريعه، وما هي أفكاره، والمهم لديهم أيضاً ما يطرحه من إجابات على تساؤلاتهم، وهل بمقدوره عبر أفكاره ووعوده حلحلة وضع ملفات صعبة يراها المواطن من الأولويات الملحة؟!
أمام النوع الثاني، فهم من يذهبون للمقار الانتخابية كنوع من الفرجة، ولإشباع الفضول برؤية الناس وما يعرف ما يدور، وطبعاً دون نسيان إشباع البطون، خاصة وأنه عرف عن المقار الانتخابية حسن الضيافة وكرم الوفادة، ونقول من باب حسن النية أنه تقدير للحاضرين الذين خصصوا وقتاً لديهم للحضور والاستماع للمترشح.
أنت كناخب أمامك اليوم بوفيه مفتوح وواسع، ولست أتحدث عن الطعام، بل عن الخيارات الانتخابية بالنظر لكثرة المترشحين، أمامك اليوم متنافسون كل واحد منهم لديه برنامج انتخابي هو عبارة عن وعود بتطبيق واقتراح بعض الأفكار التي تمثل حلولاً لمشاكل موجودة، أو مساعٍ لتحقيق رغبات مطلوبة.
وبناء عليه فإن كل المعطيات أمامك على الأرض، كل مترشح يقف أمامك بما لديه وبما يقوله، وأنت لديك الفرصة لتسأل وتناقش وتدرك مدى جديته ومدى قوته ومدى إصراره ومدى نضجه وعلمه وخبرته، والعكس بالتأكيد، قد تكتشف بأن المترشح أمامك هو من فئة «خلني أجرب حظي»، وهذا النوع هو الذي قد يصدمك صدمات قوية طوال أربعة أعوام لو أوصلته لكرسي البرلمان. ما نراه من تفاعل الشارع، وما نرصده من تواجد الناس في المقار الانتخابية المختلفة، والأهم ما نرصده من تفاعل الكثيرين عبر طرح الأسئلة والنقاشات الجادة، يثبت بالتأكيد ما نقوله دائماً بأن الوعي لدى الناخب البحريني يتنامى دوماً بشأن الانتخابات ودور النائب والفرق بين التشريع والخدمات، بل يكشف لك بأن الحصول على موافقة الناس ورضاهم أمر لم يعد سهلاً كما السابق، فالعملية ليست شعارات تدغدغ المشاعر، بل إجابات منطقية وواقعية، ووعوداً صادقة بحراك له مصداقية، وعليه إن انتخبك الناس وأوصلوك اليوم للبرلمان فأنت محظوظ بالفعل، وفي المقابل عليك مسؤولية أكبر بكثير من الالتزام بالتواجد في مقر انتخابي والحديث مراراً وتكراراً عن برنامجك ووعودك، لأن وقت الكلام سيكون انتهى وبدأ وقت تنفيذ ما وعدت وتحقيق ما تعهدت به للناس.
الناخب اليوم يمتلك وعياً يختلف تماماً عن البدايات قبل عشرين عاماً، واختياراته هي التي تعكس مستوى وعيه، وهذه الأيام هي الفرصة الأخيرة لقياس مدى وعيك بشأن المترشح الذي يستحق ثقتك.