أجمل ما في البحرين، بأن فيها شعباً بوزنه ذهب، مهما حاولوا الإساءة لها ومهما حاولوا استهدافها وجدوا هذا الشعب سداً منيعاً «يدحر» أمانيهم ويحوّل أحلامهم إلى «كوابيس وأضغاث».
بلادنا كانت ومازالت عصيّة، وستظل عصيّة بإذن الله ثم بقيادة ربانها ووالد الجميع الرجل الذي يحبه هذا الشعب المخلص، والذي يلتف حوله، والذي لو قال لهم الملك حمد بن عيسى «يا شعب»، فلن تجد إلا كلمة «لبيه» للقائد والوالد وولي الأمر وحامي حمى البحرين وشعبها.
نجاح الانتخابات أمر مُسَلَّم بالنسبة لنا كبحرينيين نحب هذه الأرض ونفتدي ترابها، إذ ليس لدينا ذرة شك واحدة بأن عرسنا الديمقراطي سيتأثر بمن حاول واستمات ليفشله، ولمن سعى بأساليب قُطّاع الطُرُق والقراصنة لينشر الأكاذيب ويخترق الحسابات ويؤثر على البحرينيين المخلصين.
وها هي نسبة المشاركة، والتي وصلت إلى 73% تأتي لتقيم القيامة لدى إيران وأذنابها، لتدفع الوفاق التي فيما مضى كانت تتشدق بأن لها نواباً يصلون لـ17 نائباً وغيرهم بلديون، دفعتها لتفتح بثاً في «تويتر» وتشغّل آلتها الإعلامية لتضرب في انتخاباتنا، وتعلن «من قمّة رأسها» عن نِسَب يرضى عنها ولي النعمة في إيران، ومن ينعق باسم مرشده يتوسل البحرينيين ليقاطعوا.
ها هو شعب البحرين أمامكم، بسنته وشيعته الكرام، وبكل الأطياف والمعتقدات والأجناس، ها هو يقدم لكم أجمل صورة من صور الوفاء والإخلاص لتراب هذا الوطن، والولاء لملك لم يأتِ بهذا المشروع الإصلاحي إلا لأجل أبنائه ومستقبلهم، إلا ليُعلي من شأن دولة ترفض أن تتراجع أمام أي شيء.
تتحدَّون شعباً مخلصاً وقف يوماً وقفة أسود ليدافع عن بلاده وعن حكامها وعن عروبته؟! تتحدَّون شعباً حتى لو كان يعاني من مشكلات وهموم ومحرقات معيشية، لكنه فقط لو علم بأن أمه البحرين تُستهدف لأراكم العجب العُجاب؟! ولكم في 2011 أبلغ مثال، ذاك العام الذي بانت معادن البحرينيين المخلصين، وبان الرجال وبانت شقيقات الرجال ممن قالوا «لا وألف لا» لمن أراد اختطاف بلادهم، و«لا وألف لا» لمن أساء لملكنا الغالي وشعب البحرين المخلص.
ها هي البحرين تمضي في مسيرتها الإصلاحية، ها هي الانتخابات تمضي من نجاح إلى آخر، نجاح أساسه مشاركة الشعب، مبعثها الثقة بملك ومشروعه، ثقة بأن البحرين مهما تموّجت داخلياً بأمور وحراك مجتمعي ومطالب ومشاريع وتباين، إلا أنها الثقة بأنها البحرين الغالية التي لا نرخص بها، والتي لا نقبل بأن يستهدفها أحد، وإن حاولوا استهدافها فليس الشعب البحريني المخلص بذاك الشعب الذي يسكت ويقف ويتفرج.
لأجل البحرين الغالية، ولأجل ملكنا الغالي وإيماناً وثقة به، خرج هذا الشعب ليمارس حقه الدستوري، خرج ليردّ على كل تخرّصات العملاء والكارهين والحاقدين، خرج ليثبت بأن البحرين لا تتراجع بل تمضي للأمام.
«كفو» يا شعب، بكَ البحرين دائماً وأبداً عصية.
اتجاه معاكس
من سيصل إلى البرلمان كنائب بفضل صوت الشعب، فقط تمعّن فيما حصل من مشاركة، فقط تابع الصور واللقطات التي تبيّن لك شعب هذه الأرض وهو يتوجّه لصناديق الاقتراع، فقط استوعب مضامين كلمة جلالة الملك حفظه الله بعد انتهاء التصويت وبيان النسبة العالية للمشاركة. كل هذه الأمور توجب عليك وأنت تحت قبة البرلمان بأن تعمل بإخلاص وتفانٍ لأجل البحرين، أن توفي هذا الشعب حقه، وأن تكون أنت أيضاً أداة بناء ونماء تسهم في المشروع الإصلاحي.
ففي النهاية كلنا للبحرين، والبحرين لنا.