حداد، نجار، راعي أغنام، وغيرها، كانت حرف الأنبياء منذ قديم الأزل، ولم يتعروا أو يتبروا منها بتاتاً، بل كانت مصدر فخر لهم، وذكر بعضها في القرآن الكريم، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وحقيقة، لا أعلم ما سبب عزوف بعض الشباب الذين ليس لديهم «بارض» للدراسة، أو حتى الرغبة في إنهاء المتطلبات الجامعية، ولكن لديه يد «تلف بالحرير» كما يقال، ويستطيع أن يقوم بمهن أو حرف تدر عليه ذهباً.
ربما البرستيج الاجتماعي هو من تسبب بهذه الفجوة أو هذا العزوف عن هذه المهن، ولكنه بكل تأكيد غير مبرر، فالأصل هو العمل الشريف الذي يدر على الشخص مالاً، أما وضعه الاجتماعي فتحدده عوامل أخرى كثيرة، وليست فقط مهنته أو شهادته، فربما نجد من يحمل شهادة دكتوراه وهو بعقل طفل، وهناك من لم يكمل الثانوية العامة، ولديه عقل الفطاحلة.
وبالعودة إلى المهن ذاتها، فنحن نعاني اليوم في السوق البحريني من غزو كبير للآسيويين في مهن الآباء والأجداد، وحتى المهن الحديثة، مثل الكهربائي والسباك وغيرها، بل إن البعض من الصيادين ترك هذه المهنة وأصبح مشرفاً فقط، ولا يمارسها بأي شكل من الأشكال، وهلم جراً نحو باقي المهن المهمة.
وهذا الغزو له تبعاته الكثيرة التي لا يمكن حصرها في هذا المقال، ليس أولها عدم خبرة معظمهم وتسببهم بالكوارث في المنازل وفي الأعمال، وبكل تأكيد ليس آخرها الأموال الطائلة التي يحولونها للخارج، فالخمسة والعشرة دنانير في كل مشوار، تساوي أكثر من 1000 دينار شهرياً في غالب الأحيان.
أما خريجو اليوم سواء من التعليم الفني أو حتى ممن حملوا شهادات فنية، فنراهم يعزفون عن هذه المهن، ويتجهون للعمل المكتبي، والبرستيج، حتى وإن كان لا يناسب مؤهلاتهم أو قدراتهم أو حتى ليس من ضمن اهتماماتهم، فقط لمجاراة الآخرين!
وهذا بكل تأكيد تسبب بمشاكل جمة، أولها بطالة مقنعة حال توظيفهم، مروراً بتغير كبير في شكل سوق العمل، وآخرها طبعاً انتظار الجميع الفرصة للحصول على وظيفة.
ربما على الدولة القيام بمجهود أكبر لتشجيع الشباب المناسب للانخراط في هذه المهن، منها الحملات التوعوية أو حتى عروض العمل في الشركات الفنية، بالإضافة إلى إضافتهم في صندوق التقاعد، ليضمنوا لهم دخلاً حال تقاعدهم أو إصابتهم أو غيرها من الظروف التي تمر بأي موظف، مقابل اشتراك شهري أسوة بالموظف في القطاعين الحكومي والخاص.
كما يجب أن نرى المزيد من التخصصات في التعليم المهني والفني، فهناك مهن فنية مستقبلية نحن بحاجة لها ولا تتطلب شهادة جامعية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، صيانة السيارات الكهربائية أو السيارات الهجينة وغيرها، وهو ما يحتاج إلى دراسة متعمقة ومتنبئة بالمستقبل، تقوم بها مختلف الجهات بالتعاون مع بعضها البعض.
آخر لمحة
نصيحة للشباب «اللي مالهم بارض للدراسة»، الجلوس وراء المكاتب ليس جميلاً دائماً، وله سلبيات كما له إيجابيات، فلا تتقوقع في هذه الفقاعة.
وحقيقة، لا أعلم ما سبب عزوف بعض الشباب الذين ليس لديهم «بارض» للدراسة، أو حتى الرغبة في إنهاء المتطلبات الجامعية، ولكن لديه يد «تلف بالحرير» كما يقال، ويستطيع أن يقوم بمهن أو حرف تدر عليه ذهباً.
ربما البرستيج الاجتماعي هو من تسبب بهذه الفجوة أو هذا العزوف عن هذه المهن، ولكنه بكل تأكيد غير مبرر، فالأصل هو العمل الشريف الذي يدر على الشخص مالاً، أما وضعه الاجتماعي فتحدده عوامل أخرى كثيرة، وليست فقط مهنته أو شهادته، فربما نجد من يحمل شهادة دكتوراه وهو بعقل طفل، وهناك من لم يكمل الثانوية العامة، ولديه عقل الفطاحلة.
وبالعودة إلى المهن ذاتها، فنحن نعاني اليوم في السوق البحريني من غزو كبير للآسيويين في مهن الآباء والأجداد، وحتى المهن الحديثة، مثل الكهربائي والسباك وغيرها، بل إن البعض من الصيادين ترك هذه المهنة وأصبح مشرفاً فقط، ولا يمارسها بأي شكل من الأشكال، وهلم جراً نحو باقي المهن المهمة.
وهذا الغزو له تبعاته الكثيرة التي لا يمكن حصرها في هذا المقال، ليس أولها عدم خبرة معظمهم وتسببهم بالكوارث في المنازل وفي الأعمال، وبكل تأكيد ليس آخرها الأموال الطائلة التي يحولونها للخارج، فالخمسة والعشرة دنانير في كل مشوار، تساوي أكثر من 1000 دينار شهرياً في غالب الأحيان.
أما خريجو اليوم سواء من التعليم الفني أو حتى ممن حملوا شهادات فنية، فنراهم يعزفون عن هذه المهن، ويتجهون للعمل المكتبي، والبرستيج، حتى وإن كان لا يناسب مؤهلاتهم أو قدراتهم أو حتى ليس من ضمن اهتماماتهم، فقط لمجاراة الآخرين!
وهذا بكل تأكيد تسبب بمشاكل جمة، أولها بطالة مقنعة حال توظيفهم، مروراً بتغير كبير في شكل سوق العمل، وآخرها طبعاً انتظار الجميع الفرصة للحصول على وظيفة.
ربما على الدولة القيام بمجهود أكبر لتشجيع الشباب المناسب للانخراط في هذه المهن، منها الحملات التوعوية أو حتى عروض العمل في الشركات الفنية، بالإضافة إلى إضافتهم في صندوق التقاعد، ليضمنوا لهم دخلاً حال تقاعدهم أو إصابتهم أو غيرها من الظروف التي تمر بأي موظف، مقابل اشتراك شهري أسوة بالموظف في القطاعين الحكومي والخاص.
كما يجب أن نرى المزيد من التخصصات في التعليم المهني والفني، فهناك مهن فنية مستقبلية نحن بحاجة لها ولا تتطلب شهادة جامعية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، صيانة السيارات الكهربائية أو السيارات الهجينة وغيرها، وهو ما يحتاج إلى دراسة متعمقة ومتنبئة بالمستقبل، تقوم بها مختلف الجهات بالتعاون مع بعضها البعض.
آخر لمحة
نصيحة للشباب «اللي مالهم بارض للدراسة»، الجلوس وراء المكاتب ليس جميلاً دائماً، وله سلبيات كما له إيجابيات، فلا تتقوقع في هذه الفقاعة.