استكمالاً للحديث بشأن الهوس الغربي بنشر ثقافات منحرفة، بل وإصراره على فرضها في مجتمعاتنا والتسليم بها كأنها أمور عادية، بل نمط حياة متقدم، من لا يدخل ضمنه، أو يؤيده أو يثني عليه هو «متخلف» و«عنصري» و«غير إنساني»، يستحضرني مشهد يفرض غرابته، ويكشف لنا إلى أي مستوى وصلنا إليه، وإلى أي مدى تنجح تلك المخططات في ضرب عقول أجيالنا بالأخص الشابة منها.
نعم، فالقاعدة تقول إن كنت تريد ضرب أمة ما أو التأثير عليها، فعليك باستهداف الشباب فيها، عليك بالتغلغل داخل عقولهم، عليك باستخدام شعارات «الحداثة» و«التمدن» و«المعاصرة»، عليك بالاجتهاد وتطويع كافة الطرائق والسبل
لـ«سلخهم» عن هوياتهم.
لذلك تذكرون قبل سنوات كيف ضربت شبابنا موجة تقليد الصرعات الغربية، كيف وجدنا شبابنا المفترض أن يكونوا رجال مستقبل يتفننون في «تسريحات» الشعر، ويسابقون الفتيات إلى الصالونات، وجدنا «قصات» الديك و«السبايكي»، ووجدنا لبساً غريباً يصعب على أجيالنا السابقة مثل أجدادنا وآبائنا وحتى جيلنا الذي جاء بعدهم أن يستوعبه، إذ باتت موضة تتناقض مع ملامح الرجولة، تلك التي ترى فيها بانطلونات الجينز المتهدلة التي لا تغطي الجسم، بل «الموضة» كانت في إظهار الشباب لملابسهم الداخلية من الخلف، وهو ما أطلق عليه «اللو ويست»!
تقرأ في التاريخ، تسترجع قصص الرجال، من أيام الرسول وصحابته، إلى امتداد ذلك من حضارات إسلامية عربية امتدت لعصرنا الحديث، وكيف بنيت بسواعد الرجال، وسادت بأخلاق وصلابة الرجال، وترى ما يحصل أمامك اليوم لجيل يفترض أنه المسؤول عن حمل موروثات دينه ومجتمعه، فتتألم.
اتركوا السلوكيات والمظهر وحتى الخشونة التي تبدلت بنعومة، وهي أمور نجحوا للأسف في بلوغها عبر تأثير ثقافاتهم وأفلامهم وتنظيراتهم بشأن الحرية الجنسية والتمدن، وركزوا فقط على الدين، هذا الدين الذي أعزنا الله به، لكن كثيراً من أجيالنا ترتبط به بالاسم فقط، بل لو جاءنا غير مسلم ليتمعن في الوضع طمعاً في معرفة ديننا أكثر لعله يسلم ويدخل فيه، سيتفاجأ بأنه سيجد نماذج تدين للإسلام بالاسم فقط، أما الأفعال فلا علاقة لها لا بدين ولا مذهب ولا أي شيء، بل هي اتباع للسلوكيات الغربية المدسوسة دساً في العقول والأمخاخ.
أتذكر مشهداً مؤلماً في أحد مجالس الأصدقاء، حينما قام أحدهم ليبحث عن سجادة ليصلي العشاء، فإذا بأحد «المقلدين للغرب» والذي يصف نفسه
بـ«المودرن والكوول» يقول وكأنه يرى مشهداً غريباً غير مألوف: «حاسب.. قاعد يصلي؟!».
الله أكبر، وصلنا لزمن نستغرب فيه ممن يقوم بأبسط واجبات الدين وهي الصلاة، وهنا لست أتحدث عن إنسان ملتزم معتكف في المساجد، بل أتحدث عن إنسان عادي جداً لكنه يقوم بواجباته تجاه ربه وأقلها الصلاة، ومع ذلك ترى من يستغرب بل وينصعق من ذلك، وكأن أمامه مشهداً نادراً غير مألوف.
الحديث يطول عن هذا الوجع، لكن خلاصة القول بأن انتبهوا لأنفسكم ولأبنائكم، لا تظنوا بأن «الغزو الفكري والثقافي» مصطلح أطلق هكذا في النظريات والأدبيات ومعني بحقبة من الزمان، بل هي أمور تدار بعناية، وأكثر من يستهدف به تلك المجتمعات التي مازال لقيمها ودينها وأخلاقياتها مكان أثير وراسخ في تركيبتها وكيانها.
تذكروها ولا تنسوها، إن كنت تريد تدمير أمة، فاضرب شبابها وأجيالها الواعدة في دينهم وأخلاقهم و«اسلخهم» من هوياتهم.
نعم، فالقاعدة تقول إن كنت تريد ضرب أمة ما أو التأثير عليها، فعليك باستهداف الشباب فيها، عليك بالتغلغل داخل عقولهم، عليك باستخدام شعارات «الحداثة» و«التمدن» و«المعاصرة»، عليك بالاجتهاد وتطويع كافة الطرائق والسبل
لـ«سلخهم» عن هوياتهم.
لذلك تذكرون قبل سنوات كيف ضربت شبابنا موجة تقليد الصرعات الغربية، كيف وجدنا شبابنا المفترض أن يكونوا رجال مستقبل يتفننون في «تسريحات» الشعر، ويسابقون الفتيات إلى الصالونات، وجدنا «قصات» الديك و«السبايكي»، ووجدنا لبساً غريباً يصعب على أجيالنا السابقة مثل أجدادنا وآبائنا وحتى جيلنا الذي جاء بعدهم أن يستوعبه، إذ باتت موضة تتناقض مع ملامح الرجولة، تلك التي ترى فيها بانطلونات الجينز المتهدلة التي لا تغطي الجسم، بل «الموضة» كانت في إظهار الشباب لملابسهم الداخلية من الخلف، وهو ما أطلق عليه «اللو ويست»!
تقرأ في التاريخ، تسترجع قصص الرجال، من أيام الرسول وصحابته، إلى امتداد ذلك من حضارات إسلامية عربية امتدت لعصرنا الحديث، وكيف بنيت بسواعد الرجال، وسادت بأخلاق وصلابة الرجال، وترى ما يحصل أمامك اليوم لجيل يفترض أنه المسؤول عن حمل موروثات دينه ومجتمعه، فتتألم.
اتركوا السلوكيات والمظهر وحتى الخشونة التي تبدلت بنعومة، وهي أمور نجحوا للأسف في بلوغها عبر تأثير ثقافاتهم وأفلامهم وتنظيراتهم بشأن الحرية الجنسية والتمدن، وركزوا فقط على الدين، هذا الدين الذي أعزنا الله به، لكن كثيراً من أجيالنا ترتبط به بالاسم فقط، بل لو جاءنا غير مسلم ليتمعن في الوضع طمعاً في معرفة ديننا أكثر لعله يسلم ويدخل فيه، سيتفاجأ بأنه سيجد نماذج تدين للإسلام بالاسم فقط، أما الأفعال فلا علاقة لها لا بدين ولا مذهب ولا أي شيء، بل هي اتباع للسلوكيات الغربية المدسوسة دساً في العقول والأمخاخ.
أتذكر مشهداً مؤلماً في أحد مجالس الأصدقاء، حينما قام أحدهم ليبحث عن سجادة ليصلي العشاء، فإذا بأحد «المقلدين للغرب» والذي يصف نفسه
بـ«المودرن والكوول» يقول وكأنه يرى مشهداً غريباً غير مألوف: «حاسب.. قاعد يصلي؟!».
الله أكبر، وصلنا لزمن نستغرب فيه ممن يقوم بأبسط واجبات الدين وهي الصلاة، وهنا لست أتحدث عن إنسان ملتزم معتكف في المساجد، بل أتحدث عن إنسان عادي جداً لكنه يقوم بواجباته تجاه ربه وأقلها الصلاة، ومع ذلك ترى من يستغرب بل وينصعق من ذلك، وكأن أمامه مشهداً نادراً غير مألوف.
الحديث يطول عن هذا الوجع، لكن خلاصة القول بأن انتبهوا لأنفسكم ولأبنائكم، لا تظنوا بأن «الغزو الفكري والثقافي» مصطلح أطلق هكذا في النظريات والأدبيات ومعني بحقبة من الزمان، بل هي أمور تدار بعناية، وأكثر من يستهدف به تلك المجتمعات التي مازال لقيمها ودينها وأخلاقياتها مكان أثير وراسخ في تركيبتها وكيانها.
تذكروها ولا تنسوها، إن كنت تريد تدمير أمة، فاضرب شبابها وأجيالها الواعدة في دينهم وأخلاقهم و«اسلخهم» من هوياتهم.