تبين عيني، لج عيوني، أنا وكل ما أملك.. كلمات خالدة فعلاً عبر التاريخ، كونها تعبر عن وجدان كل بحريني، بل وكل شخص يقطن على هذه الأرض.
يفدونها بعيونهم، وبكل ما يملكون، هي حقيقة وليست خيالاً، يفدون أرضها، وشعبها، وحكومتها، وقيادتها، وترابها، واسمها وعلمها. يعملون بكل جد واجتهاد، يتميزون في كل المجالات، يحتملون كل الظروف، دون كلل أو ملل، من أجل البحرين، وليس أي شيء آخر.
حقيقة لهذه الأرض سحر خاص جداً، لا أعلم ما هو، ولكن كل من سكنها لا يمكن له أن يتركها، مهما كانت جنسيته.. هذه حقيقة أدركتها منذ بدايات قدومي إلى مملكة البحرين.. ومازالت كل يوم تتأكد لي بصورة أكبر من السابقة.
أمس، تحدث معي أحد الأساتذة الذين عملوا في البحرين لسنوات محدودة، ورغم أنه انتقل للعيش إلى دولة أخرى، إلا أنه لايزال يحب البحرين بكل تفاصيلها، وينتظر أقرب إجازة للقدوم إلى هنا، رغم أنه ليس لديه أهل أو أقارب في البحرين.
الحقيقة هي أن كل البحرينيين هم أقرباء للآخرين، وهم أقرباء لبعضهم.
لا يمكن لنا إلا أن نحب البحرين، ونعشقها أرضاً وعلماً وسكاناً وحكومةً، وقيادةً.. لا يمكن لنا إلا أن نكون مخلصين لها وكل ما يتعلق بها، كما لا يمكن لنا إلا أن نضعها أولوية في كل حياتنا.
البحرين حباها الله بمميزات لا توجد في أي دولة أخرى، فأين نجد مثلاً بلداً صغيراً آمناً، مطمئناً، شعبه مهذب ومضياف ومرحب بكل من يقدم له؟
وأين نجد بلداً، كل من فيه لديه صلة قرابة بالآخر، مهما كان أصله أو دينه أو عرقه، لابد أن تجد هناك صلة قرابة، أو في أقل الأحوال «معرفة».
بل وأين تجد شعباً يعتذر لمجرد أنه تجاوز عليك بالطريق، ويعطيك شرطي المرور مخالفة وهو يعتذر لك رغم أنك أنت المخالف؟
وهل تجد بلداً، يحب المقيمين على أرضه كما يحب مواطنيه؟، وبلداً أجمع الجميع على حبه؟
كلمات خرجت من القلب، غير منمقة، لبلد وشعب وحكومة، لا أملك لهم إلا كل الحب والوفاء والتقدير والاحترام.
فكل عام والبحرين وأهلها وشعبها بكل خير ورخاء وسعادة وأمن وأمان.