لا اعتراض على قضاء الله وقدره، قال الله تعالى "لكل أجل كتاب"، عندما وفقني الله تعالى وبمساعدة من زملائي المؤسسين لنادي اللؤلؤ، الذي كان فريقاً لكرة القدم، واختارني الأعضاء المؤسسين لأكون رئيساً للجنة التأسيس ومخاطبة الجهة الحكومية. حررت رسالة الى القائم بأعمال سكرتير حكومة البحرين وهو صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي أصبح بعد الاستقلال رئيساً للوزراء، تغمده الله تعالى بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. ومما ذكرت في مقدمة الطلب أنه نادٍ ثقافي رياضي اجتماعي، لا دخل له في السياسة البتة، ضم اسم النادي والشروط الواجب ذكرها لكسب العضوية العاملة، وتشكيل المجلس الإداري المؤسس، والعمل على إنشاء اللجان التي من أهمها الثقافية والرياضية والاجتماعية. قبل هذه النقلة المباركة كنا نحن الشباب لدينا مقر على شارع الشيخ عبدالله بالمنامة، أسوة بأكثر فرق كرة القدم في تلك الحقبة.
المرحوم العزيز خليل الهاشمي، كان صغيراً وتلميذاً في المدرسة الابتدائية، وتقدم بطلب الانضمام إلى نادي اللؤلؤ. فهو بسيط في ملابسهِ، الابتسامة لا تغيب عن محياهُ، هادئ في طبعهِ، هو أمامك لكنك تحس أن تفكيره سارح في شيء بعيد، لا يغضب ولم يجرح شعور أحد قط، وهذه طباعهُ لم تفارقهُ طيلة حياته، ولم يشارك لأي نشاط رياضي في النادي، لكن تبين لاحقاً أن له سمعة خاصة في البيت، يمارس هوايته وهي الفن التشكيلي بنظرة مبتكرة. وكان نادي اللؤلؤ شعلة في الثقافة بمجموعها، والرياضة على تعددها، وإقامة المعارض الفنية داخل النادي.
وكالعادة كنا -نحن المؤسسين الأربعة والأعضاء العاملين- كتلة واحدة، يهمنا هدف واحد هو احتواء المواهب الكامنة، حتى تبين لنا أن أغلبية أبناء فريق الشيوخ بالمنامة -بوصرة- يتميزون بمواهب كثيرة، وكان النادي هو الحاضن والراعي لهم.
في أحد المعارض الداخلية بصالة النادي وفي عهد رئاستي، سمع عنه خليل الهاشمي الصغير وجاءني وعرض عليّ عملاً فنياً، فما إن رأيته أكبرتهُ وأدهشني، ولم أرَ شيئاً من قبل مثلهُ، أدواتهُ وخامته أوراق بيضاء وأخرى سوداء ومقص، منها يُخرج صوراً كأنها أحياء وطبيعة غناء مادتها الورق الأسود، ويلصقها على الأوراق البيضاء، تبهرك إذا رأيتها. وحالاً وافقت على تخصيص ركن المعرض لها وعرضها على الجمهور في الافتتاح، وفي أحد أيام المعرض زارنا الدكتور الإنجليزي "bell" الذي يعمل في مستشفى النعيم "أخصائي نظام"، وما إن وقع نظره على العمل الفني للتلميذ النابغة خليل الهاشمي، حتى قال لي "أين هذا الفنان؟"، ولم يكن قد حضر حينها، فطلب مني إحضاره إلى المستشفى، واشترى كل ما أبدعته أنامل وعبقرية خليل الهاشمي! وبعد المقابلة وسماع عبارات الإشادة من الدكتور "bell" ما ظننت أن أحظى بمثل هذه الإطراء قط!! ثم سافر خليل النابغة إلى لبنان ثم روسيا وعاد إلى موطنه الحبيب إلى نفسه، وذاع صيتهُ كفنان في النحت والمجسمات والنصب التذكارية، الخشبية والنحاسية والحجرية، وحاز على الكثير من المسابقات التي شارك فيها بجوائز بل في بعضها نال الدرجات الأولى. سيظل اسمهُ في سجل الخالدين من أبناء البحرين. رحمه الله تعالى رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا الله الصبر والسلوان على فراقه.
المرحوم العزيز خليل الهاشمي، كان صغيراً وتلميذاً في المدرسة الابتدائية، وتقدم بطلب الانضمام إلى نادي اللؤلؤ. فهو بسيط في ملابسهِ، الابتسامة لا تغيب عن محياهُ، هادئ في طبعهِ، هو أمامك لكنك تحس أن تفكيره سارح في شيء بعيد، لا يغضب ولم يجرح شعور أحد قط، وهذه طباعهُ لم تفارقهُ طيلة حياته، ولم يشارك لأي نشاط رياضي في النادي، لكن تبين لاحقاً أن له سمعة خاصة في البيت، يمارس هوايته وهي الفن التشكيلي بنظرة مبتكرة. وكان نادي اللؤلؤ شعلة في الثقافة بمجموعها، والرياضة على تعددها، وإقامة المعارض الفنية داخل النادي.
وكالعادة كنا -نحن المؤسسين الأربعة والأعضاء العاملين- كتلة واحدة، يهمنا هدف واحد هو احتواء المواهب الكامنة، حتى تبين لنا أن أغلبية أبناء فريق الشيوخ بالمنامة -بوصرة- يتميزون بمواهب كثيرة، وكان النادي هو الحاضن والراعي لهم.
في أحد المعارض الداخلية بصالة النادي وفي عهد رئاستي، سمع عنه خليل الهاشمي الصغير وجاءني وعرض عليّ عملاً فنياً، فما إن رأيته أكبرتهُ وأدهشني، ولم أرَ شيئاً من قبل مثلهُ، أدواتهُ وخامته أوراق بيضاء وأخرى سوداء ومقص، منها يُخرج صوراً كأنها أحياء وطبيعة غناء مادتها الورق الأسود، ويلصقها على الأوراق البيضاء، تبهرك إذا رأيتها. وحالاً وافقت على تخصيص ركن المعرض لها وعرضها على الجمهور في الافتتاح، وفي أحد أيام المعرض زارنا الدكتور الإنجليزي "bell" الذي يعمل في مستشفى النعيم "أخصائي نظام"، وما إن وقع نظره على العمل الفني للتلميذ النابغة خليل الهاشمي، حتى قال لي "أين هذا الفنان؟"، ولم يكن قد حضر حينها، فطلب مني إحضاره إلى المستشفى، واشترى كل ما أبدعته أنامل وعبقرية خليل الهاشمي! وبعد المقابلة وسماع عبارات الإشادة من الدكتور "bell" ما ظننت أن أحظى بمثل هذه الإطراء قط!! ثم سافر خليل النابغة إلى لبنان ثم روسيا وعاد إلى موطنه الحبيب إلى نفسه، وذاع صيتهُ كفنان في النحت والمجسمات والنصب التذكارية، الخشبية والنحاسية والحجرية، وحاز على الكثير من المسابقات التي شارك فيها بجوائز بل في بعضها نال الدرجات الأولى. سيظل اسمهُ في سجل الخالدين من أبناء البحرين. رحمه الله تعالى رحمةً واسعة وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا الله الصبر والسلوان على فراقه.