من الإشكاليات التي سيواجهها العالم وبالتحديد الاتحاد الأوروبي هي كيف سيتم إنهاء الصراع الروسي الأوكراني مع بداية العام الجديد؟ وهذا الأمر بحد ذاته صعب تحقيقه بالوقت الراهن، ولكن عدم السيطرة على مجريات الأحداث في أوكرانيا يعني أن عام 2023 سيشهد كارثة أوروبية في جميع المجالات سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.المسألة كلها تدور في فلك، كيف تتم السيطرة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؟ لأنهما كما أرى باتا خارجاً عن السيطرة ولا يمكن التكهن فيما سيفعلانه في المرحلة المقبلة، فزينليسكي يقوم بهجوم بالعمق الروسي واستهداف قواعد عسكرية بها رؤوس نووية، أما الجانب الآخر بوتين يقوم باستهداف البنية التحتية لأوكرانيا وجعلها بلا كهرباء.وبالتالي فإن أوروبا وأمريكا والعالم إن لم يتدخلوا في الوقت المناسب فإن الأمر لن يخرج عن السيطرة، بل إننا سنشهد حرباً مميتة للطرفين سواء باستخدام السلاح النووي أو بأخرى، ولا يمكن حينها العودة في الطريق مرة أخرى، بسبب عدم اتخاذ أوروبا ولا أمريكا ولا أي كيان بالعالم موقفاً صريحاً للتدخل السريع لاحتواء الجانبين.لن أكون متشائماً غير أن الوضع الحالي لا ينبئ بخير، في الأيام القادمة تذهب إلى أن الروس وما يملكونه من إمكانيات فهم غير قادرين على حسم المعركة سريعاً وهدفهم أصبح واضحاً إفلاس أوروبا، وهذا الشيء لن يطول كثيراً ليستوعبه الأوروبيون، وخير دليل بدء قيام التظاهرات والاحتجاجات، وبنفس الوقت ترى أوكرانيا أن الاستسلام لروسيا أو الهزيمة، قد يتم شطب اسم أوكرانيا من الخارطة وتقسم بين روسيا وبولندا التي لها مطامع تاريخية في الغرب الأوكراني.خلاصة الموضوع، حرب روسيا وأوكرانيا ما هي إلا ملعب يمارس فيه السياسيون ألعابهم للحصول على النفوذ والثروات وإضعاف دول كانت يوماً من الأيام ستنافس القوى المهيمنة، والأيام القادمة ستثبت بأن روسيا ستحقق أهدافها عبر طاولة المفاوضات بعد ضم أربع مناطق في أوكرانيا وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، فيما كييف العاصمة إما تدخل في اتفاقية سلام تلزمها أمريكا وتضمن بقاء أوكرانيا على الخارطة أو تتعنت ويكون مصيرها هو احتلال المتبقي منها لبولندا، فيما يكون مستقبل زينليسكي أمام خيارين، إما أن يهرب أو يكون رقماً في ضحايا الحرب.