لا يمكن أن يكون أحد أدرى بخفايا واحتياجات المنتخب الوطني لكرة القدم أكثر من المدرب البرتغالي «هيليو سوزا»، ولذلك فإن اختياراته لقائمة المنتخب المشارك في «خليجي 25» جاءت مبنية على أساس هذه الاحتياجات التي يتطلبها المنتخب في هذه المشاركة، وهو بذلك يسلم بمسؤوليته المطلقة عن كل ما ستؤول إليه النتائج في هذه النسخة التي يخوضها المنتخب بهدف الدفاع عن اللقب التاريخي الذي حققه في النسخة الفائتة بعد حلم استمر ما يقارب النصف قرن لكي يتحقق للكرة البحرينية وعشاقها.
ما دمنا ننادي دائماً بمنح كل مختص حرية التعامل في اختصاصاته وعدم التدخل فيها، فعلينا أن نلتزم بهذا المبدأ حتى وإن اختلفنا في وجهات النظر حول اختيارات المدرب للقائمة الخليجية التي شهدت العديد من التغييرات، لعل أبرزها يختص بالجانب الهجومي، فمثل هذه الاختلافات المشروعة لن تغير من قناعات المدرب البرتغالي «سوزا» الذي قضى حتى الآن أكثر من ثلاث سنوات مع الكرة البحرينية حقق خلالها لقبين تاريخيين، وهو بلاشك يرغب في تحقيق المزيد من الإنجازات سواء على المستوى الخليجي أو على المستوى القاري.
«سوزا» كأي مدرب يسعى لتحقيق النجاح ويؤمن بأهمية التجديد مثل إيمانه بأهمية المداورة التي اتخذ منها سلاحاً انتصر به في أول امتحانين له مع الكرة البحرينية، وهو يعلم تماماً بأن ذلك السلاح قد لا ينجح هذه المرة في اقتناص النقاط وأن عليه أن يخوض غمار منافسات «البصرة» بأسلحة جديدة من خلال هذا الخليط الجديد الذي شكل به قائمته الممزوجة بلاعبي الخبرة والوجوه الشابة التي قد تبرز نجوميتها في الأراضي العراقية، ويكون «سوزا» بذلك قد رد بطريق غير مباشر على كل ذلك اللغط الذي دار حول اختياراته.
كل ذلك سيتضح عندما تدور عجلة منافسات البطولة يوم الجمعة المقبل وحين يستهل منتخبنا الوطني مشوار الدفاع عن اللقب بمواجهة نظيره الأبيض الإماراتي في اليوم التالي «السبت» في أولى مواجهات المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبهما منتخبي الكويت وقطر، وتبدو فرص «الأحمر» لصدارة أو وصافة هذه المجموعة كبيرة.. فقط علينا ان ننتظر فإن غداً لناظره لقريب.