كان مفهوم السرقة أيام زمان معلوماً ولا يحتاج لكثير من التفصيل والتبيان ومجاله محصور في نشاطات ضيقة ويمتهنها العاطلون وبعض المدمنين، ولا يتعدى نطاقها سرقة بيت أو محل أو نشال محفظة في سوق وحافلة مزدحمة.
أما سراقو اليوم فقد تشكلت منهم طبقات متماسكة كطبقات الأرض يرص بعضها بعضاًٍ ولا يسد نهمهم آلاف أو ملايين من الدولارات بل تعدى ذلك ليصل إلى المليارات كما حصل مع سرقة القرن بسحب تأمينات الضرائب في العراق ولما يقرب من ثلاثة مليارات دولار!
وقد أسست له الأنظمة الفاسدة، فأفسدوا المجتمع ومزقوه وجعلوا من مهنة السرقة أفضل مهنة استحلها الكثير ويبررون لها وهي مهنة لا تحتاج لكثير من المهارات لا إلى شهادة رصينة ولا لخبرة ممتدة سنوات.
وبسبب الفساد المستشري في قمة هرم الدولة تدرجت حتى جذر القاعدة وأصبحت عرفاً وشطارة، ولا تكاد تخلو أي مؤسسة حكومية وقطاع خاص وحتى بائع الخضرة إلا ويمارسها.
فمهنة السرقة لم تعد في نظرهم عيباً يتحرجون منه كونها إثماً وحراماً وهم يمارسونها في جميع المجالات.
فتعالوا بنا نستعرض الجانب المنظور منها وما خفي كان أعظم.
ولنبدأ بأعلى درجات السلطة عندما يخون المسؤول الأمانة ويرهن قرار بلده وخيراته بيد الدول الكبرى والشركات من أجل بقائه ونظامه أطول فترة في الحكم ، ثم البرلماني الذي يسرق أصوات الناس ويضحك عليهم ولا يحقق لهم أي شيء بل يزيد من معاناتهم بتشريع مزيد من القوانين المكبلة له والضرائب والرسوم، وكذلك الوزير ومن بدرجته ثم ما أن يتبوؤوا مقاعدهم حتى تتفتح شهيتهم على النهب والعمولات، والقاضي الذي يتهم البريء ويبرئ المتهم، ورئيس الكتلة الذي يرشح الفاشل ليتمتع من خلفه بالميزات، والأستاذ والجامعات التي تؤهل الفاشل وتمنحه الشهادة ولا تبالي بتصرفها الذي ينهي العلم ويطيح بمكانة الشهادات، والمهندس الذي يقبل بالعمل الرديء ويتغاضى عنه لأجل العمولات، والمحقق الذي يزوِّر في الإفادة أو ينتزع من المظلوم الاعترافات، وضابط الجمارك الذي يتعاون ويسمح بدخول المغشوش من البضاعة والمخدرات، وكذلك أغلب موظفي الدوائر الرقابية والوزارات، وجشع أصحاب المشافي الخاصة والطبيب الذي يدخلك في دوامة من الأشعة والفحوصات الكاذبة ومتفق معهم بالباطن بصرف وصفة الدواء مع الصيدليات.
والمحامي الذي يدافع عن قضية خاسرة من أجل أن يبتزك أو يدخلك في متاهات.
والتاجر الذي يبيعك بضاعةً مغشوشةً ويحتكر الأغذية ويتلاعب بالأسعار عند الأزمات، والكاتب الذي يدافع عن الخونة والطغاة ويروج لهم في الصحف والفضائيات.
ولو تفرغت لأعددت لكم دهاليز في هذه الآفة التي انتشرت في مجتمعاتنا كما تنتشر النار في الهشيم، لما كفتنا مقالات ولا مجلدات.
ولنا في العراق ودول أخرى مثل سيئ بلا احتراز ولا تحفظات.
{{ article.visit_count }}
أما سراقو اليوم فقد تشكلت منهم طبقات متماسكة كطبقات الأرض يرص بعضها بعضاًٍ ولا يسد نهمهم آلاف أو ملايين من الدولارات بل تعدى ذلك ليصل إلى المليارات كما حصل مع سرقة القرن بسحب تأمينات الضرائب في العراق ولما يقرب من ثلاثة مليارات دولار!
وقد أسست له الأنظمة الفاسدة، فأفسدوا المجتمع ومزقوه وجعلوا من مهنة السرقة أفضل مهنة استحلها الكثير ويبررون لها وهي مهنة لا تحتاج لكثير من المهارات لا إلى شهادة رصينة ولا لخبرة ممتدة سنوات.
وبسبب الفساد المستشري في قمة هرم الدولة تدرجت حتى جذر القاعدة وأصبحت عرفاً وشطارة، ولا تكاد تخلو أي مؤسسة حكومية وقطاع خاص وحتى بائع الخضرة إلا ويمارسها.
فمهنة السرقة لم تعد في نظرهم عيباً يتحرجون منه كونها إثماً وحراماً وهم يمارسونها في جميع المجالات.
فتعالوا بنا نستعرض الجانب المنظور منها وما خفي كان أعظم.
ولنبدأ بأعلى درجات السلطة عندما يخون المسؤول الأمانة ويرهن قرار بلده وخيراته بيد الدول الكبرى والشركات من أجل بقائه ونظامه أطول فترة في الحكم ، ثم البرلماني الذي يسرق أصوات الناس ويضحك عليهم ولا يحقق لهم أي شيء بل يزيد من معاناتهم بتشريع مزيد من القوانين المكبلة له والضرائب والرسوم، وكذلك الوزير ومن بدرجته ثم ما أن يتبوؤوا مقاعدهم حتى تتفتح شهيتهم على النهب والعمولات، والقاضي الذي يتهم البريء ويبرئ المتهم، ورئيس الكتلة الذي يرشح الفاشل ليتمتع من خلفه بالميزات، والأستاذ والجامعات التي تؤهل الفاشل وتمنحه الشهادة ولا تبالي بتصرفها الذي ينهي العلم ويطيح بمكانة الشهادات، والمهندس الذي يقبل بالعمل الرديء ويتغاضى عنه لأجل العمولات، والمحقق الذي يزوِّر في الإفادة أو ينتزع من المظلوم الاعترافات، وضابط الجمارك الذي يتعاون ويسمح بدخول المغشوش من البضاعة والمخدرات، وكذلك أغلب موظفي الدوائر الرقابية والوزارات، وجشع أصحاب المشافي الخاصة والطبيب الذي يدخلك في دوامة من الأشعة والفحوصات الكاذبة ومتفق معهم بالباطن بصرف وصفة الدواء مع الصيدليات.
والمحامي الذي يدافع عن قضية خاسرة من أجل أن يبتزك أو يدخلك في متاهات.
والتاجر الذي يبيعك بضاعةً مغشوشةً ويحتكر الأغذية ويتلاعب بالأسعار عند الأزمات، والكاتب الذي يدافع عن الخونة والطغاة ويروج لهم في الصحف والفضائيات.
ولو تفرغت لأعددت لكم دهاليز في هذه الآفة التي انتشرت في مجتمعاتنا كما تنتشر النار في الهشيم، لما كفتنا مقالات ولا مجلدات.
ولنا في العراق ودول أخرى مثل سيئ بلا احتراز ولا تحفظات.