مما لفت نظري في تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية هذا العام، هو ملاحظاته على أداء مستشفى السلمانية، والتي ما كان لها أن تدخل ضمن التقرير، وإنما تحال مباشرة لمختصين يبحثون حلولها واتخاذ قرارات حاسمة باعتبارها تمس حياة الناس.
المعضلة الأولى كانت - وكالعادة - في تأخر قسم الطوارئ للبدء في علاج بعض الحالات التي تجاوز عددها 102 ألف خلال الفترة من يناير 2019 وحتى أغسطس 2021، وقد جاء الرد بأنه يتم توسعة القسم، رغم أن هذه التوسعة لن تستطيع حل المشكلة بسبب ارتفاع هذه الأرقام عاماً بعد آخر.
المعضلة الثانية هي مواعيد الانتظار لبعض العيادات الخارجية والتي وصلت في تخصصات إلى 245 يوماً، على الرغم من أهمية سرعة الكشف الأول، وكذلك مواعيد المتابعة التي وصلت في أحد التخصصات إلى 268 يوماً، وأعتقد أن المرضى الذين انتظروا تلك الفترة قد جاء موعدهم الأخير قبل لقاء الطبيب.
المعضلة الثالثة تتحدث عن تراكم 6210 عمليات جراحية لمرضى في أكتوبر 2021، و2278 مريض عمليات المناظير الباطنية الروتينية و1323 مريضاً بقسم الأشعة، فضلاً عن حالات الغسيل الكلوي التي لم تتم، فهل تابع التقرير ماذا حدث لمن تأخرت عملياتهم، وهل مازالوا أحياء، وأين حقوقهم الدستورية في الحصول على رعاية صحية كاملة؟
بل إن الأمر استطال إلى الأطفال حيث يشير التقرير إلى تأخر إجراء 500 عملية أسنان لأطفال في بداية السنة الماضية، ولم يتطرق التقرير لما حدث بعد ذلك حتى نهاية العام وإلى اليوم.
أضف إلى ذلك نفاد مخزون بعض الأدوية الهامة دون البحث عن بدائل له أو توفيره قبل مرحلة النفاد بمدة كافية، والذي ردت عليه الجهة المسؤولة بأنه تم تشكيل فريق عمل والذي عقد اجتماعات متابعة وتنسيق مع نهرا وفي النهاية لم يأت بقرار أو حل نهائي للمشكلة.
خلاصة المشكلات التي تطرق لها التقرير يؤكد الحاجة للتفكير خارج «الصندوق» وهنا أقصد التفكير خارج السلمانية نفسها، فهذا الصرح العظيم، قد دخل في مرحلة الشيخوخة، ولا يتحمل المزيد من التوسعة والترميم خاصة مع تنامي الحجيج إليه من كل حدب وصوب في المملكة.
اليوم لدينا وزيرة صحة، شابة، ذكية، طموحه، نشطة، هي بنت الوزارة وتعلم أدق تفاصيلها، ونعول عليها في إيجاد مخرج واقعي، فنحن بحاجة إلى مستشفى سلمانية جديدة في منطقة أخرى تستوعب التضخم السكاني المتوقع، حتى لا نتفاجأ يوماً بأن المستشفى قد فشلت في إدارة مشاكلها التي تتعاظم يوماً بعد آخر، فهل من قرار بسلمانية جديدة؟
* قبطان - رئيس تحرير
جريدة ديلي تريبيون الإنجليزية
المعضلة الأولى كانت - وكالعادة - في تأخر قسم الطوارئ للبدء في علاج بعض الحالات التي تجاوز عددها 102 ألف خلال الفترة من يناير 2019 وحتى أغسطس 2021، وقد جاء الرد بأنه يتم توسعة القسم، رغم أن هذه التوسعة لن تستطيع حل المشكلة بسبب ارتفاع هذه الأرقام عاماً بعد آخر.
المعضلة الثانية هي مواعيد الانتظار لبعض العيادات الخارجية والتي وصلت في تخصصات إلى 245 يوماً، على الرغم من أهمية سرعة الكشف الأول، وكذلك مواعيد المتابعة التي وصلت في أحد التخصصات إلى 268 يوماً، وأعتقد أن المرضى الذين انتظروا تلك الفترة قد جاء موعدهم الأخير قبل لقاء الطبيب.
المعضلة الثالثة تتحدث عن تراكم 6210 عمليات جراحية لمرضى في أكتوبر 2021، و2278 مريض عمليات المناظير الباطنية الروتينية و1323 مريضاً بقسم الأشعة، فضلاً عن حالات الغسيل الكلوي التي لم تتم، فهل تابع التقرير ماذا حدث لمن تأخرت عملياتهم، وهل مازالوا أحياء، وأين حقوقهم الدستورية في الحصول على رعاية صحية كاملة؟
بل إن الأمر استطال إلى الأطفال حيث يشير التقرير إلى تأخر إجراء 500 عملية أسنان لأطفال في بداية السنة الماضية، ولم يتطرق التقرير لما حدث بعد ذلك حتى نهاية العام وإلى اليوم.
أضف إلى ذلك نفاد مخزون بعض الأدوية الهامة دون البحث عن بدائل له أو توفيره قبل مرحلة النفاد بمدة كافية، والذي ردت عليه الجهة المسؤولة بأنه تم تشكيل فريق عمل والذي عقد اجتماعات متابعة وتنسيق مع نهرا وفي النهاية لم يأت بقرار أو حل نهائي للمشكلة.
خلاصة المشكلات التي تطرق لها التقرير يؤكد الحاجة للتفكير خارج «الصندوق» وهنا أقصد التفكير خارج السلمانية نفسها، فهذا الصرح العظيم، قد دخل في مرحلة الشيخوخة، ولا يتحمل المزيد من التوسعة والترميم خاصة مع تنامي الحجيج إليه من كل حدب وصوب في المملكة.
اليوم لدينا وزيرة صحة، شابة، ذكية، طموحه، نشطة، هي بنت الوزارة وتعلم أدق تفاصيلها، ونعول عليها في إيجاد مخرج واقعي، فنحن بحاجة إلى مستشفى سلمانية جديدة في منطقة أخرى تستوعب التضخم السكاني المتوقع، حتى لا نتفاجأ يوماً بأن المستشفى قد فشلت في إدارة مشاكلها التي تتعاظم يوماً بعد آخر، فهل من قرار بسلمانية جديدة؟
* قبطان - رئيس تحرير
جريدة ديلي تريبيون الإنجليزية