الحديث الدائم عن «فن الإدارة» هدفه الأصيل هو صناعة «وسط مهني» نموذجي، فيه ينمو ويزدهر الموظف، ويحس بالعدالة والإنصاف، ويطالب بالتطوير والتقدير، وبالتالي انعكاس ذلك يكون واضحاً على العطاء الذي به تتطور المجتمعات والأوطان.
هذا الفن، أي فن الإدارة، ليس مقتصراً على إدارة الأعمال، بل علينا أن نفهم وجوده في كل مظاهر ومعاملات الحياة، إذ بلا إدارة تتحول المجتمعات كما الغابات التي لا يسودها قانون، رغم خطأ هذه المقولة، إذ حتى بقية المخلوقات في صور حياتها المختلفة وأنماط تعايشها في أوساطها هناك إدارة تكمن في التفاصيل هنا وهناك.
لكننا حينما نتحدث عن الإدارة، نتحدث عن حاجة ملحة في كثير من قطاعاتنا، نتحدث عن أصالة في القيادة، وفن في تسيير الأمور وقيادة ذكية للبشر، وهي حاجة ملحة لأنك لو بحثت ستجد تبايناً بين مكان وآخر، ستجد نفسيات متقلبة بين البشر، مبعثها طريقة الإدارة وأسلوبها، ومنطقها آليات التعامل والقيادة.
لذلك دائما أقول إن المحظوظ هو الذي يعمل في قطاع يدار بأعلى مستويات الإدارة الصالحة والنموذجية، المحظوظ هو الذي يعمل مع مسؤول تشرب فن الإدارة، بل يتصرف ويتعامل وكأنه «منبع لفنون الإدارة»، هذا هو المحظوظ الحقيقي كموظف.
وكقائد ومسؤول ووزير أو مدير، لو وصل إلى مستوى الإدارة الاحترافية الراقية، ستجد أن آثار ذلك تنعكس بالضرورة على الموظفين، وستجد النفسيات في أفضل حالاتها، وستجد العطاء في أوجه، وستجد الانتماء الوظيفي في أعلى مستوياته.
والحق يقال، لدينا هكذا أمثلة وهكذا نوعيات، وبالتأكيد، كحال أي بقعة في العالم، لدينا من مازال يظن أن قوة الإدارة تكمن في التسلط والعجرفة والتحكم في البشر وظلمهم أو تصنيفهم كحاشية مقربة أو مبعدين مهمشين حتى لو كانوا أكفأ الأكفاء.
لذلك حتى نضمن جودة كل قطاعاتنا، ونضمن الحفاظ على ثروتنا الأثيرة المتمثلة في هذا المواطن الموظف المفترض به إخلاصه وحبه لبلاده وسعيه لتقديم الأفضل لها، علينا أن نتأكد من وضع المسؤول الصح، ولن أقول وضع المسؤول الصح في الموقع الصح، لأنه حتى المتخصص لو وضعته مسؤولاً في تخصصه البحت لكنه يفتقد لمهارات الإدارة والقيادة المثالية والنموذجية، فإنك قد تأتي بمتخصص يحول الموقع إلى جحيم إداري ينفر منه الناس وتهرب منه الكفاءات. بل النجاعة في الإتيان بمن يملك فن إدارة البشر، ومن يؤمن بأن الإدارة الصالحة هي أساس كل بناء ونهوض وتطور، ولو وجدت نماذج تجمع العنصرين، أي التخصص وفن الإدارة، فإنك كسبت قيادياً ثميناً في موقعه.
قياس رضا العملاء عملية ليست مقصورة على العملاء الخارجيين كمستهلكين أو متلقي خدمات من هذا القطاع أو ذاك، بل الأهم بشكل دوري قياس رضا العملاء الداخليين أي الموظفين، ومعرفة موقفهم من أساليب الإدارة، وما هي السلبيات وما هي الإيجابيات، لأننا اليوم لا بد من أن ندرك مدى التأثير الخطير لو كان رأس المنظومة هنا أو هناك «فاشلاً في الإدارة» أو «ظالماً» في إدارة البشر، إذ المتضرر مع الناس سيكون المجتمع والوطن بأكمله.
الإدارة فن معقد التفاصيل بحد ذاته، لكنه عالم سحري رائع لمن أدرك تأثيره وقوته، هو محيط كبير عميق، من ينجح في الغوص وسبر أغواره سينجح حتماً في كل جوانب حياته، وخاصة تلك المرتبطة بتعامله مع البشر وفي أدائه المهني، وسيكون بالتالي مكسباً لا يستغني عنه الوطن.
خلاصة القول، حينما يعين إداري فاشل في الإدارة، فلا تتوقع منه إلا الفشل.
{{ article.visit_count }}
هذا الفن، أي فن الإدارة، ليس مقتصراً على إدارة الأعمال، بل علينا أن نفهم وجوده في كل مظاهر ومعاملات الحياة، إذ بلا إدارة تتحول المجتمعات كما الغابات التي لا يسودها قانون، رغم خطأ هذه المقولة، إذ حتى بقية المخلوقات في صور حياتها المختلفة وأنماط تعايشها في أوساطها هناك إدارة تكمن في التفاصيل هنا وهناك.
لكننا حينما نتحدث عن الإدارة، نتحدث عن حاجة ملحة في كثير من قطاعاتنا، نتحدث عن أصالة في القيادة، وفن في تسيير الأمور وقيادة ذكية للبشر، وهي حاجة ملحة لأنك لو بحثت ستجد تبايناً بين مكان وآخر، ستجد نفسيات متقلبة بين البشر، مبعثها طريقة الإدارة وأسلوبها، ومنطقها آليات التعامل والقيادة.
لذلك دائما أقول إن المحظوظ هو الذي يعمل في قطاع يدار بأعلى مستويات الإدارة الصالحة والنموذجية، المحظوظ هو الذي يعمل مع مسؤول تشرب فن الإدارة، بل يتصرف ويتعامل وكأنه «منبع لفنون الإدارة»، هذا هو المحظوظ الحقيقي كموظف.
وكقائد ومسؤول ووزير أو مدير، لو وصل إلى مستوى الإدارة الاحترافية الراقية، ستجد أن آثار ذلك تنعكس بالضرورة على الموظفين، وستجد النفسيات في أفضل حالاتها، وستجد العطاء في أوجه، وستجد الانتماء الوظيفي في أعلى مستوياته.
والحق يقال، لدينا هكذا أمثلة وهكذا نوعيات، وبالتأكيد، كحال أي بقعة في العالم، لدينا من مازال يظن أن قوة الإدارة تكمن في التسلط والعجرفة والتحكم في البشر وظلمهم أو تصنيفهم كحاشية مقربة أو مبعدين مهمشين حتى لو كانوا أكفأ الأكفاء.
لذلك حتى نضمن جودة كل قطاعاتنا، ونضمن الحفاظ على ثروتنا الأثيرة المتمثلة في هذا المواطن الموظف المفترض به إخلاصه وحبه لبلاده وسعيه لتقديم الأفضل لها، علينا أن نتأكد من وضع المسؤول الصح، ولن أقول وضع المسؤول الصح في الموقع الصح، لأنه حتى المتخصص لو وضعته مسؤولاً في تخصصه البحت لكنه يفتقد لمهارات الإدارة والقيادة المثالية والنموذجية، فإنك قد تأتي بمتخصص يحول الموقع إلى جحيم إداري ينفر منه الناس وتهرب منه الكفاءات. بل النجاعة في الإتيان بمن يملك فن إدارة البشر، ومن يؤمن بأن الإدارة الصالحة هي أساس كل بناء ونهوض وتطور، ولو وجدت نماذج تجمع العنصرين، أي التخصص وفن الإدارة، فإنك كسبت قيادياً ثميناً في موقعه.
قياس رضا العملاء عملية ليست مقصورة على العملاء الخارجيين كمستهلكين أو متلقي خدمات من هذا القطاع أو ذاك، بل الأهم بشكل دوري قياس رضا العملاء الداخليين أي الموظفين، ومعرفة موقفهم من أساليب الإدارة، وما هي السلبيات وما هي الإيجابيات، لأننا اليوم لا بد من أن ندرك مدى التأثير الخطير لو كان رأس المنظومة هنا أو هناك «فاشلاً في الإدارة» أو «ظالماً» في إدارة البشر، إذ المتضرر مع الناس سيكون المجتمع والوطن بأكمله.
الإدارة فن معقد التفاصيل بحد ذاته، لكنه عالم سحري رائع لمن أدرك تأثيره وقوته، هو محيط كبير عميق، من ينجح في الغوص وسبر أغواره سينجح حتماً في كل جوانب حياته، وخاصة تلك المرتبطة بتعامله مع البشر وفي أدائه المهني، وسيكون بالتالي مكسباً لا يستغني عنه الوطن.
خلاصة القول، حينما يعين إداري فاشل في الإدارة، فلا تتوقع منه إلا الفشل.