كنا قد تطرقنا سابقاً للدور السلبي للعديد من الكتاب في تغطيتهم للأحداث التي تجتاح الأمة دونما البحث والتشخيص وتحليل رصين للأسباب الكامنة، والتغافل عن كشف من يقف وراءها طمعاً أو خوفاً من بطش الأنظمة، وكذلك القصور في وضع الحلول لإنقاذ الشعوب وخاصة طبقة الشباب الذي أصبح ضائعاً في وسط الفوضى وأجندات الأنظمة التي تسعى لإطالة فترة حكمها حتى ولو أدى ذلك بسحق المجتمع وإفقاره.
كذلك يتحمل الوزر طبقة المثقفين والمستشارين المحسوبين على الأنظمة ودورهم السلبي في خلو مناهج التعليم وبجميع مراحلها من التعليم الهادف الرصين والتخلي عن نشر سيرة العظام من تاريخنا الزاهر وزرعها كقدوة في مخلية الشباب.
فمرحلة الطفولة والمراهقة والشباب بحاجة إلى زرع قدوة في حياتهم ليحاكوها ويقلدوها بعد الوالدين وهي اليوم حلقة مفقودة في التعليم والإعلام، مما فتح المجال على مصراعيه ليتقدم الصفوف التافهون والساقطون ليكونوا قدوة لأبنائنا وبناتنا خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها السلبي المباشر والذي تجاوز بمراحل توجيه العائلة والمجتمع في تربية الجيل وهذا يمثل أخطر ما نعانيه بسبب القصور أو الإهمال المقصود.
فتلك الأسباب مجتمعة أوصلت الشباب إلى مرحلة القنوط من تحسن الأوضاع في الأفق المنظور، وقد دفعت بطبقة عريضة منهم في بعض البلدان التي تعاني الحروب والإرهاب والصراعات الداخلية والفقر والبطالة بسلوك طريق اللاعودة إما بانزوائهم أو بانحرافهم ثم إدمانهم المخدرات لترتفع في مجتمعاتنا معدلات الجريمة والتفكك الأسري، أو بطرقهم لباب اللجوء والهجرة الجماعية بعد أن فسحت بعض الدول الأوربية وسهلت لهم عبور أراضيها، وأكاد أجزم بأنه في حال فتح أبواب اللجوء على مصراعيه وتخفيف العقبات على دخولهم لأفرغت بلدان بعينها من الشباب!
فلا تلوموا سادتي الأفاضل الشاب العاجز الذي تخلى عنه الجميع عندما يكون أسمى هدفه في الحياة أن يحصل على أي فرصة للهروب من وطنه الذي عجز أن يحتويه بعد أن عجزت الأنظمة وشاحت بوجهها عن احتوائه وصون كرامته وتأمين لقمة عيشه ليتحول من نعمة إلى نقمة وعالة على أهل بيته.
من هنا أرى أن بعضاً من أقلامنا غير المدركة تماماً لمآلات الأمور وما يبث من قنوات مدمرة ليلاً ونهاراً والتي اتسع نطاقها دونما رقيب قد ساهمت في زيادة المعاناة النفسية للمواطن وبالأخص شريحة الشباب البسطاء منهم وحطت من عزيمتهم خصوصاً بعد انحسار الإعلام المنضبط وأخلاقيات النشر وبروز الإعلام الرقمي المنفلت والذي خرج عن نطاق السيطرة. فاليوم شبابنا بحاجة لمن يعيد زرع الثقة في نفوسهم وإيصالهم لدرجة من الوعي بالابتعاد عن النقمة على الأوطان وهجرها وترك الساحة ليصول بها الأعداء وينعق فيها الغربان.
فالمظلومية اليوم التي تعاني منها الأوطان كما يعاني منها الشيبة والولدان، وربما تفوق بحزنها وظلالها عن كل المظلوميات التي يحييها البعض مع تقلب الزمان.
فلا تغفلوا معاشر المثقفين والكتاب عن الشباب ولا تداهنوا الأنظمة والحكومات.
ولا تتخلوا يا معشر الشباب عن وطنكم ساعة العسرة فتهجروه، فتالله إن أنينه ليفوق أنينكم وينحب كالمكلوم لفراقكم فهو كالأب الذي تقوس ظهره لأجلكم وكألام التي خارت قواها لإسعادكم، فهجره وعقوقه قد يوازي إثماً عقوقهم.
كذلك يتحمل الوزر طبقة المثقفين والمستشارين المحسوبين على الأنظمة ودورهم السلبي في خلو مناهج التعليم وبجميع مراحلها من التعليم الهادف الرصين والتخلي عن نشر سيرة العظام من تاريخنا الزاهر وزرعها كقدوة في مخلية الشباب.
فمرحلة الطفولة والمراهقة والشباب بحاجة إلى زرع قدوة في حياتهم ليحاكوها ويقلدوها بعد الوالدين وهي اليوم حلقة مفقودة في التعليم والإعلام، مما فتح المجال على مصراعيه ليتقدم الصفوف التافهون والساقطون ليكونوا قدوة لأبنائنا وبناتنا خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها السلبي المباشر والذي تجاوز بمراحل توجيه العائلة والمجتمع في تربية الجيل وهذا يمثل أخطر ما نعانيه بسبب القصور أو الإهمال المقصود.
فتلك الأسباب مجتمعة أوصلت الشباب إلى مرحلة القنوط من تحسن الأوضاع في الأفق المنظور، وقد دفعت بطبقة عريضة منهم في بعض البلدان التي تعاني الحروب والإرهاب والصراعات الداخلية والفقر والبطالة بسلوك طريق اللاعودة إما بانزوائهم أو بانحرافهم ثم إدمانهم المخدرات لترتفع في مجتمعاتنا معدلات الجريمة والتفكك الأسري، أو بطرقهم لباب اللجوء والهجرة الجماعية بعد أن فسحت بعض الدول الأوربية وسهلت لهم عبور أراضيها، وأكاد أجزم بأنه في حال فتح أبواب اللجوء على مصراعيه وتخفيف العقبات على دخولهم لأفرغت بلدان بعينها من الشباب!
فلا تلوموا سادتي الأفاضل الشاب العاجز الذي تخلى عنه الجميع عندما يكون أسمى هدفه في الحياة أن يحصل على أي فرصة للهروب من وطنه الذي عجز أن يحتويه بعد أن عجزت الأنظمة وشاحت بوجهها عن احتوائه وصون كرامته وتأمين لقمة عيشه ليتحول من نعمة إلى نقمة وعالة على أهل بيته.
من هنا أرى أن بعضاً من أقلامنا غير المدركة تماماً لمآلات الأمور وما يبث من قنوات مدمرة ليلاً ونهاراً والتي اتسع نطاقها دونما رقيب قد ساهمت في زيادة المعاناة النفسية للمواطن وبالأخص شريحة الشباب البسطاء منهم وحطت من عزيمتهم خصوصاً بعد انحسار الإعلام المنضبط وأخلاقيات النشر وبروز الإعلام الرقمي المنفلت والذي خرج عن نطاق السيطرة. فاليوم شبابنا بحاجة لمن يعيد زرع الثقة في نفوسهم وإيصالهم لدرجة من الوعي بالابتعاد عن النقمة على الأوطان وهجرها وترك الساحة ليصول بها الأعداء وينعق فيها الغربان.
فالمظلومية اليوم التي تعاني منها الأوطان كما يعاني منها الشيبة والولدان، وربما تفوق بحزنها وظلالها عن كل المظلوميات التي يحييها البعض مع تقلب الزمان.
فلا تغفلوا معاشر المثقفين والكتاب عن الشباب ولا تداهنوا الأنظمة والحكومات.
ولا تتخلوا يا معشر الشباب عن وطنكم ساعة العسرة فتهجروه، فتالله إن أنينه ليفوق أنينكم وينحب كالمكلوم لفراقكم فهو كالأب الذي تقوس ظهره لأجلكم وكألام التي خارت قواها لإسعادكم، فهجره وعقوقه قد يوازي إثماً عقوقهم.