مأساة كبيرة، أطفال، كبار سن، شباب، وعوائل بأكملها لا تزال تحت الأنقاض، والحال ليس بأفضل عند من نجوا، وكتب الله لهم حياة جديدة أخرى، فشدة البرد، والفقر، وغيرها من الظروف المحيطة تصعب من مهمتهم.الجميع تضرر، سواء في سوريا أو تركيا، والدولتان أقل ما يقال عنهما أنهما يعيشان في نكبة الزلزال، إلا أن سوريا، وضعها أصعب، فهي تعاني منذ 12 عاماً من ظروف حرب قاهرة، دمرت الأخضر واليابس.الآن الكارثة موجودة، وهناك دول استجابت وبدأت بإرسال المعونات والمساعدات والفرق الطبية والإنقاذية.. ولكن للأسف، الاستجابة كانت بصورة أقل بكثير لسوريا منها لتركيا، وهنا أتحدث عن شعب سوريا، لا النظام.صحيح أن الكارثة وقعت في البلدين، ولكن تركيا دولة قوية، لها مواردها وقوتها، وجيشها المنظم، وأجهزتها المختصة التي تعمل بشكل متكامل، أما في سوريا، فهي مقسمة لمناطق، وأنهكتها الحروب، وليست لديها حتى الموارد الكافية، ولا الأجهزة المختصة، وكل ما نراه وتنقله وسائل الإعلام هي جهود تطوعية.وأنا هنا بكل تأكيد لا أدعو لعدم إرسال مساعدات لتركيا، فهي دولة منكوبة أيضاً، ولكن أنتقد الازدواجية في المعايير، وتدخل السياسة «أحياناً» في عمليات إنقاذ الأرواح ومساعدة الأشقاء، وهو أمر غير مقبول لا سياسياً ولا عرفياً ولا أخلاقياً.ما نقلته وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا هو كارثة أخرى، فهناك مناطق لا تزال لم تصلها فرق الإنقاذ، ولا يوجد حتى شخص واحد أو جرافة واحدة، لإنقاذ من بقي على قيد الحياة، كما لا يوجد من سيأوي هؤلاء فالجميع مشردون أساساً، خصوصاً مناطق النزاع في الشمال السوري.كما لا يوجد لديهم لا طعام ولا شراب، ولا حتى المستشفيات التي تستطيع معالجة الأحياء منهم، فالبنية التحتية والخدمات منتهية أساساً بسبب ظروف الحرب، وليست لديها القدرة على مساعدة المنكوبين بطبيعة الحال.الحمدلله أن البحرين وعدة دول خليجية وعربية، تعاملت مع الجهتين بواقعية، ووفق ما يحتاجه المتضررون والمنكوبون في البلدين، ولكن للأسف الحال لا ينطبق على العديد من دول العالم، التي أخذت الموضوع بمنحى سياسي للمتاجرة به.ومن هنا، دعوتي مجدداً للجميع، بأن يتعاملوا مع الموضوع بواقعية، وأن تكون المساعدات للمحتاجين بحق.. لا أقول إن تركيا لا تحتاج إلى يد العون، ولكن هناك سوريا أيضاً، المنكوبة منذ سنوات.