تتسارع شعوب العالم أجمع لتقديم المساعدة ومد يد العون لإغاثة المناطق المنكوبة في كل من تركيا وسوريا بعد الزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا قرب الحدود السورية وأجزاء من شمال وغرب سوريا في الساعات الأولى من صباح الإثنين والذي دمر هذه المناطق وخلف كثيراً من القتلى والمصابين ولا تزال فرق البحث تعمل للبحث عن صرخات وإغاثات من تحت الركام. جهود واسعة من فرق الإنقاذ للبحث عن أحياء وانتشال الجثث فاللقطات التي تصور وتبث لنا تظهر حجم الكارثة التي ألمت بهذه المناطق وتظهر أيضاً حجم العقبات التي تواجه فرق الإنقاذ في ظل الظروف المناخية شديدة البرودة والركام الذي خلفه الزلزال وسقوط كثير من البنايات والمنازل وقلة الأدوات المستخدمة للبحث مع مراعاتهم لوجود أحياء محاصرين تحت الأنقاض.في مثل هذه المواقف المؤلمة تظهر معادن الشعوب فكل المساعدات المالية والمادية والمعنوية تتقدمها الإنسانية فالضحايا والمتضررون في الزلازل والكوارث الطبيعية لا حول لهم ولا قوة ووجب على الجميع باسم الإنسانية أن نقف معهم ونمد لهم يد العون حتى تهون عليهم المصاب ولو بالشيء البسيط، وها هي توجيهات سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه بتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة للدول المتضررة وإعلان سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب عن فتح باب التبرع من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، جعل ذلك في ميزان حسنات الجميع.المواطنون والمقيمون في مملكة البحرين فزعوا منذ اليوم الأول من الكارثة التي ألمت بالدول الصديقة وآثروا لتقديم المساعدة والمساندة لضحايا الزلزال وهذا بالتأكيد ليس بالشيء الغريب على المجتمع البحريني بكافة شرائحه ولطالما كانت المملكة حكومة وشعباً من أوائل المساندين للشعوب المنكوبة، واليوم تتوجه المساعدات إلى تركيا وسوريا، جعل ذلك دفع بلاء عن الجميع، ولكن من المهم أن تتوجه هذه المساعدات إلى القنوات الصحيحة لتصل إلى الضحايا ويجب ألا يأخذنا الحماس في تقديم حتى القليل من المال إلى جهات غير معروفة سواء كانوا أفراداً أو جمعيات، علينا التأكد من وصول مساعداتنا إليهم بدلاً من جمع أغراض أخرى ونكون بعدم تريثنا سبباً في فواجع كثيرة، فالداعمون للإرهاب والتطرف يستغلون عاطفة الآخرين ويجمعون المال لأغراض تدمر الإنسانية، واجب الجميع كمسلمين المساعدة والمساهمة في مثل هذه الأزمات وواجبنا أيضاً التحقق لتصل إلى القنوات الصحيحة، «الصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار».