الكوارث الإنسانية أياً كان موقعها، هي ظاهرة تجمع حولها البشر أصحاب النفوس السوية، والذين تطغى عليهم الإنسانية ويدركون قيمة الحياة، وكيف أن أبشع أنواع الضرر هي تلك التي تطال أرواح الناس وممتلكاتهم.
بالتالي اليوم حينما نرى التعاطف الكبير مع المناطق المتضررة بفعل الكوارث، بل نرى صور التضامن والمسارعة لتقديم المساعدة، فإننا نقول: الحمد لله مازالت الدنيا بخير.
في مقام أول نترحم على ضحايا الزلزال الذي ضرب كلاً من سوريا وتركيا، ونترحم عليهم وندعو للمصابين بالشفاء العاجل ولأهاليهم بأن يكون الله معهم. وفي مقام ثانٍ نثمن كل جهد ومساعدة قدمت لهم، وكل صور التضامن، ونشكر البحرين عبر توجيهات ملكنا لتقديم الغوث والمساعدة، ولإقامة صلاة الغائب على الضحايا في صلوات الجمعة أمس.
انطلق من هذا الحديث عن «الإنسانية» وعن «التضامن البشري السوي»، والذي يتجلى في الكوارث والمصائب التي تطال البشر وتقلب حياتهم رأساً على عقب، لأسقط وصف «الكوارث» على نوع آخر منها، هو ليس كارثة طبيعية لا يد ولا حكم لنا عليها بل هي تقدير إلهي له حكمته، بل أتحدث عن كوارث بشرية، في غالبها نمتلك كصناع قرار الأمر في إيقافها ومنع ضررها على الناس، أو قد نتسبب في استمرارها إذا لم ننتبه إلى مدى الضرر الذي تتسبب فيه.
حينما أسحب المثال على الأساليب الإدارية، وطرق الإدارة النموذجية، فإنك ستجد نماذج يمكن وصفها بـ«الكوارث البشرية»، وخاصة لو كانت معنية بإدارة العمل أي على رأس قطاع أو مؤسسة، وكيف أن الأسلوب الخاطئ في الإدارة سواء عن جهل أو تعمد، لو تلاقى بضمير ميت أو انعدام إحساس بالإنسانية، فإن النتيجة لا محالة ستكون ضحايا بشرية في نفسياتها وفي صحتها وفي مستقبلها الوظيفي بالتالي أضرار في حياتها ونمط معيشتها.
مثلما الزلزال المدمر حينما يعصف بكل شيء فيحصد الأرواح والممتلكات، فإن الإداري السيئ المتجرد من الضمير والذي يسعى بتعمد وإصرار لإلحاق الضرر النفسي والمهني بالموظفين، وتحديداً الذين ليسوا على مزاجه أو من ضمن مجموعة المقربين منه، فإنه يعتبر زلزالاً مدمراً، الإيجابي أننا يمكن التصدي له وإيقاف ضرره، لو بحثنا وتقصينا وعرفنا رأي الموظفين وقيمنا في الوقت نفسه عمله، ووجدنا أن وجوده في هذا الموقع واستمراره يلحق ضرراً بالمؤسسة والعاملين فيها، بالتالي يضر بالدولة.
بشأن الزلازل تستخدم مجسات وأجهزة استشعار لتعرف مسبقاً وقبل فترة أن هناك زلزالاً قد يقع وقد تتوقع قوته وعلى أي درجة سيكون على مقياس «ريختر» للزلازل. لكن بشأن الزلزال الإداري فإن العملية أسهل، إذ بمجرد وضع الشخص على الكرسي، ومتابعة أدائه وسلوكاته وتعامله مع البشر وتقييم أسلوب إدارته، فإنك ستعرف تماماً إن كان «نعمة» وضعت في هذا القطاع، أو كان «نقمة» ابتلينا بها وستؤدي إلى زلزال أضراره جسيمة، بالتالي عملية تفادي الضرر ممكنة قبل أن يقع الفأس في الرأس.
مثلما نتعاطف إنسانياً مع كل متضرر بسبب هذه الكوارث الطبيعية، من المهم أن نتعاطف إنسانياً مع المتضررين من الكوارث البشرية، بل أن نهب لإنقاذهم وحمايتهم، ومنحهم شخصاً إدارياً ذا ضمير ويتصرف كالبشر الأسوياء، حينما نضمن وقف الضرر عن البلاد والعباد.
بالتالي اليوم حينما نرى التعاطف الكبير مع المناطق المتضررة بفعل الكوارث، بل نرى صور التضامن والمسارعة لتقديم المساعدة، فإننا نقول: الحمد لله مازالت الدنيا بخير.
في مقام أول نترحم على ضحايا الزلزال الذي ضرب كلاً من سوريا وتركيا، ونترحم عليهم وندعو للمصابين بالشفاء العاجل ولأهاليهم بأن يكون الله معهم. وفي مقام ثانٍ نثمن كل جهد ومساعدة قدمت لهم، وكل صور التضامن، ونشكر البحرين عبر توجيهات ملكنا لتقديم الغوث والمساعدة، ولإقامة صلاة الغائب على الضحايا في صلوات الجمعة أمس.
انطلق من هذا الحديث عن «الإنسانية» وعن «التضامن البشري السوي»، والذي يتجلى في الكوارث والمصائب التي تطال البشر وتقلب حياتهم رأساً على عقب، لأسقط وصف «الكوارث» على نوع آخر منها، هو ليس كارثة طبيعية لا يد ولا حكم لنا عليها بل هي تقدير إلهي له حكمته، بل أتحدث عن كوارث بشرية، في غالبها نمتلك كصناع قرار الأمر في إيقافها ومنع ضررها على الناس، أو قد نتسبب في استمرارها إذا لم ننتبه إلى مدى الضرر الذي تتسبب فيه.
حينما أسحب المثال على الأساليب الإدارية، وطرق الإدارة النموذجية، فإنك ستجد نماذج يمكن وصفها بـ«الكوارث البشرية»، وخاصة لو كانت معنية بإدارة العمل أي على رأس قطاع أو مؤسسة، وكيف أن الأسلوب الخاطئ في الإدارة سواء عن جهل أو تعمد، لو تلاقى بضمير ميت أو انعدام إحساس بالإنسانية، فإن النتيجة لا محالة ستكون ضحايا بشرية في نفسياتها وفي صحتها وفي مستقبلها الوظيفي بالتالي أضرار في حياتها ونمط معيشتها.
مثلما الزلزال المدمر حينما يعصف بكل شيء فيحصد الأرواح والممتلكات، فإن الإداري السيئ المتجرد من الضمير والذي يسعى بتعمد وإصرار لإلحاق الضرر النفسي والمهني بالموظفين، وتحديداً الذين ليسوا على مزاجه أو من ضمن مجموعة المقربين منه، فإنه يعتبر زلزالاً مدمراً، الإيجابي أننا يمكن التصدي له وإيقاف ضرره، لو بحثنا وتقصينا وعرفنا رأي الموظفين وقيمنا في الوقت نفسه عمله، ووجدنا أن وجوده في هذا الموقع واستمراره يلحق ضرراً بالمؤسسة والعاملين فيها، بالتالي يضر بالدولة.
بشأن الزلازل تستخدم مجسات وأجهزة استشعار لتعرف مسبقاً وقبل فترة أن هناك زلزالاً قد يقع وقد تتوقع قوته وعلى أي درجة سيكون على مقياس «ريختر» للزلازل. لكن بشأن الزلزال الإداري فإن العملية أسهل، إذ بمجرد وضع الشخص على الكرسي، ومتابعة أدائه وسلوكاته وتعامله مع البشر وتقييم أسلوب إدارته، فإنك ستعرف تماماً إن كان «نعمة» وضعت في هذا القطاع، أو كان «نقمة» ابتلينا بها وستؤدي إلى زلزال أضراره جسيمة، بالتالي عملية تفادي الضرر ممكنة قبل أن يقع الفأس في الرأس.
مثلما نتعاطف إنسانياً مع كل متضرر بسبب هذه الكوارث الطبيعية، من المهم أن نتعاطف إنسانياً مع المتضررين من الكوارث البشرية، بل أن نهب لإنقاذهم وحمايتهم، ومنحهم شخصاً إدارياً ذا ضمير ويتصرف كالبشر الأسوياء، حينما نضمن وقف الضرر عن البلاد والعباد.