تشرفت بحضور فعاليات المنتدى السعودي للإعلام الذي عقدت نسخته الثانية في الرياض خلال الأيام الماضية بحضور كوكبة كبيرة من الإعلاميين والصحافيين والخبراء.
أكثر ما شد الحضور، هو كلمة لمعالي وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان قال فيها «أشعر بحزن كبير عندما يعتقد أي وزير يمثل المملكة العربية السعودية؛ أنه «القائد المحنك والملهم»؛ حيث «الأنا تتضخم».
كلمة جاءت في محلها، الجميع فكر بها، وصفقوا بحرارة لمقولته التي بكل تأكيد سيخلدها التاريخ الحديث، وستكون مرجعاً، واقتباساً دائم الحضور في شتى المحافل.
العمق في هذا التعبير أكمله الوزير بقوله «لولا تمثيل أي منا للمملكة؛ لكان ليس له قيمة»، وهذا هو جوهر الحديث، ومربط الفرس.
دائماً ما نقول بأن المناصب هي تكليف لا تشريف، وأن من يكون جالساً على الكرسي، يتحمل مسؤوليات مضاعفة، ويجب عليه أن يكون على قدر هذا التكليف، وليس متكبراً على من حوله.
القيادة في أي بلد، عندما تختار شخصاً ما ليكون مسؤولاً رفيعاً، إنما اختارته ليخدم وطنه وشعبه، وينفذ رؤية قيادته، وهذا بكل تأكيد لا يعطيه أي حصانة من الانتقاد، أو الترفع على المواطنين، أو حتى الموظفين الأقل درجة.
الحقيقة الأخرى في حديث الأمير عبدالعزيز بن سلمان، هو أن القيادة السعودية تبنت هذا النهج مبكراً، والشواهد عديدة حول إعفاء وزراء ومسؤولين من مناصبهم، بسبب مقاطع فيديو تظهر ارتفاع نسبة «الأنا» لديهم على مواطن أو موظف، أو حتى تقصير في المهام الموكلة إليهم.
هذا النهج هو فعلاً ما نتمناه أن يكون قاعدة عامة في جميع الدول، فهو أول خطوة للتطور والنماء والتقدم نحو المستقبل، فمن يرى في نفسه «أنا مرتفعة»، يجب أن يكون بعيداً عن السلطة بكافة أشكالها.
لن تتقدم دولة لا يمكن انتقاد الأداء الحكومي فيها، ولن تسير وزارة يرى الوزير فيها نفسه محصناً من أي انتقاد، ولن يقدم أي مسؤول شيئاً طالما كان قابعاً في برجه العاجي.
المنتدى السعودي أثبت هذه الحقيقة، والنقاشات التي دارت خلال أيامه، أظهرت مدى تطور فكر الإعلام العربي عموماً والسعودي خصوصاً، وكيف واكب تطور الإعلام في المملكة الشقيقة، التطورات والقفزات النوعية التي تحققها، وانطلاقها بسرعة الصاروخ نحو المستقبل.
السلطة الرابعة لا تنازل عنها، وأي تراجع فيها أو في مستوى حريتها، يؤدي بالضرورة لتراجع الدولة ذاتها، وأي تقدم فيها، يؤدي لتقدم الدولة، فهي المرآة الحقيقية العاكسة، التي يحتاجها الجميع، لتصحيح أوضاعهم، وهي من تعطي الانتقاد الصحيح، وبارقة الأمل، وتكون وسيطاً بين مختلف السلطات وبين الشعب.
شكراً للأمير عبدالعزيز بن سلمان على هذه الصراحة وهذا النهج المتطور، وشكراً للقائمين على المنتدى السعودي للإعلام، خاصة الزميل القدير الاستاذ محمد فهد الحارثي رئيس المنتدى على كل ما قدموه، وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وشكراً لكل من يساهم دوماً بتطور السلطة الرابعة، ومنحها المزيد من الحريات.
{{ article.visit_count }}
أكثر ما شد الحضور، هو كلمة لمعالي وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان قال فيها «أشعر بحزن كبير عندما يعتقد أي وزير يمثل المملكة العربية السعودية؛ أنه «القائد المحنك والملهم»؛ حيث «الأنا تتضخم».
كلمة جاءت في محلها، الجميع فكر بها، وصفقوا بحرارة لمقولته التي بكل تأكيد سيخلدها التاريخ الحديث، وستكون مرجعاً، واقتباساً دائم الحضور في شتى المحافل.
العمق في هذا التعبير أكمله الوزير بقوله «لولا تمثيل أي منا للمملكة؛ لكان ليس له قيمة»، وهذا هو جوهر الحديث، ومربط الفرس.
دائماً ما نقول بأن المناصب هي تكليف لا تشريف، وأن من يكون جالساً على الكرسي، يتحمل مسؤوليات مضاعفة، ويجب عليه أن يكون على قدر هذا التكليف، وليس متكبراً على من حوله.
القيادة في أي بلد، عندما تختار شخصاً ما ليكون مسؤولاً رفيعاً، إنما اختارته ليخدم وطنه وشعبه، وينفذ رؤية قيادته، وهذا بكل تأكيد لا يعطيه أي حصانة من الانتقاد، أو الترفع على المواطنين، أو حتى الموظفين الأقل درجة.
الحقيقة الأخرى في حديث الأمير عبدالعزيز بن سلمان، هو أن القيادة السعودية تبنت هذا النهج مبكراً، والشواهد عديدة حول إعفاء وزراء ومسؤولين من مناصبهم، بسبب مقاطع فيديو تظهر ارتفاع نسبة «الأنا» لديهم على مواطن أو موظف، أو حتى تقصير في المهام الموكلة إليهم.
هذا النهج هو فعلاً ما نتمناه أن يكون قاعدة عامة في جميع الدول، فهو أول خطوة للتطور والنماء والتقدم نحو المستقبل، فمن يرى في نفسه «أنا مرتفعة»، يجب أن يكون بعيداً عن السلطة بكافة أشكالها.
لن تتقدم دولة لا يمكن انتقاد الأداء الحكومي فيها، ولن تسير وزارة يرى الوزير فيها نفسه محصناً من أي انتقاد، ولن يقدم أي مسؤول شيئاً طالما كان قابعاً في برجه العاجي.
المنتدى السعودي أثبت هذه الحقيقة، والنقاشات التي دارت خلال أيامه، أظهرت مدى تطور فكر الإعلام العربي عموماً والسعودي خصوصاً، وكيف واكب تطور الإعلام في المملكة الشقيقة، التطورات والقفزات النوعية التي تحققها، وانطلاقها بسرعة الصاروخ نحو المستقبل.
السلطة الرابعة لا تنازل عنها، وأي تراجع فيها أو في مستوى حريتها، يؤدي بالضرورة لتراجع الدولة ذاتها، وأي تقدم فيها، يؤدي لتقدم الدولة، فهي المرآة الحقيقية العاكسة، التي يحتاجها الجميع، لتصحيح أوضاعهم، وهي من تعطي الانتقاد الصحيح، وبارقة الأمل، وتكون وسيطاً بين مختلف السلطات وبين الشعب.
شكراً للأمير عبدالعزيز بن سلمان على هذه الصراحة وهذا النهج المتطور، وشكراً للقائمين على المنتدى السعودي للإعلام، خاصة الزميل القدير الاستاذ محمد فهد الحارثي رئيس المنتدى على كل ما قدموه، وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وشكراً لكل من يساهم دوماً بتطور السلطة الرابعة، ومنحها المزيد من الحريات.