للوهلة الأولى عندما قرأت عنواناً في أحد المقالات اعتقدت أنه يقصد فيه القوة البشرية الناعمة، وهو ليس بالأمر المكرر، لكن لربما تم تطبيقه منذ عقدين أو أكثر، ولكن حينما تمعنت في ماذا يقصد بالقوة الناعمة، أدركت أننا مقبلون على طرق استثمارية جديدة.مصطلح القوة الناعمة ليس بجديد، حيث كان له تداول سياسي في الفترة من 1990 إلى 2004، وهي إحدى وسائل النجاح في السياسة الدولية، ولكننا سوف نقوم بإعادة تعريف القوة الناعمة لتوظيف المعنى الحقيقي في شرح أحد الطرق الجديدة الرائجة في الاستثمار بعائد أفضل، حيث يعني المصطلح أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق واهتمام بمجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن، ما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم اتباع مصادره.ثم إن القوة الناعمة تقوم على 3 مصادر، أولاً ثقافتها في الأماكن التي تجذب فيها الآخرين، وثانياً قيمها السياسية عندما ترقى إليهم في الداخل والخارج، وأخيراً سياستها الخارجية عندما يراها الآخرون شرعية وأخلاقية.سبب الحديث عن الاستثمار في القوة الناعمة على أنها أكثر من مجرد الإقناع أو القدرة على تحريك الناس بالحجة، فهي أيضاً القدرة على الجاذبية التي تقود غالباً إلى الرضا، وهي بالعادة ما تختص فيه وزارة السياحة والترفيه بكل دول العالم، ويعتبر حالياً مؤشراً مهماً سوف يطرح قريباً كمعيار لمدى تطور الدول، حيث أصبح نموذج قياس الدول عسكرياً أو اقتصاديا نموذجاً قديماً لا يستقطب ولا يستهوي نقود المستثمرين لما له من عوائد سريعة بأقل التكاليف وقلة التسويق، وهو أحد التوجهات الحالية للمملكة العربية السعودية في منطقة العلا كنموذج حي لقواها «القوة الناعمة»، حيث تجمع المنطقة بين جمال روحانية المنطقة وعراقة تاريخ المكان مع استثمار بسيط في إثراء المنطقة بالمنتجعات والمسارح الترفيهية التي أصبحت تستقطب آلاف السياح يومياً!هناك محاولات لقياس القوة الناعمة، وترتيب دول العالم وفقاً لمقدار ما تملكه منها، بسبب صعوبات القياس، حيث إن المقاييس العالمية للقوة الناعمة لا تصل إلى حد ترتيب كل دول العالم، ولكنها تقتصر فقط على تصنيف الدول الأكثر امتلاكا للقوة الناعمة، التي لا تزيد عن 30 دولة في أكثر المقاييس طموحاً.القوة الناعمة مفهوم مهم، ولكن البعض يرى أنه أيضاً مفهوم مراوغ، والأرجح أنه لا وجود للقوة الناعمة في غياب قدر مناسب من النجاح الاقتصادي، وجهاز سياسي وإطار تنظيمي كفء يقود المجتمع.لكن لا يمنعنا أن نقوم بهذا الطرح لعموم النواب بما أنهم في بداية عملهم حتى يلهمهم بمزيد من الرؤى الاقتصادية، من خلال توجيه الوزيرة الشابة فاطمة الصيرفي بأخذها بعين الاعتبار في وضع خطة سياحية ترفيهية تقوم على هذا التوجه المربح الفعال.* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90