لم نكن نعرف الفلتر سابقاً إلا لتصفية المياه والهواء من الشوائب. ظهر فجأة مع تقدم وسائل التواصل الاجتماعي وتمكينها لأي شخص من أن يكون متحدثاً وصاحب منصة يخرج على العالم ويستعرض ما يمكن أن يكون مهاراته أو أحياناً، سخافاته. وصارت الفلاتر متعددة ومختلفة حسب البرامج. بعضها يجمل الوجه بإضافة ما يشبه المساحيق أو الرموش الإضافية، أو يعدل في هندسة الوجه. ومنها ما يضفي منظراً مضحكاً أو مرعباً أو تنكرياً. والهدف من الفلتر في كل صوره ومن مختلف مواقعه هو إخفاء أو تعديل الصورة الحقيقية لتبدو شيئاً آخر.
ارتباط الفلتر بوسائل التواصل الاجتماعي هو ارتباط بما هو افتراضي. فمن يطلق عليهم مشاهير التواصل الاجتماعي يواجهون هذا العالم من وراء شاشات عالية الجودة مضافاً إليها برامج لفلترة صورهم. إنهم أشخاص يميلون إلى أن يكونوا مجهولين. متواضعي المؤهلات. برزوا في ظروف غامضة أغلبها التورط في مشكلة أو نكتة. وأغلبهم يروجون لسلع كمالية تهدر مال المتابعين، أو أفكار فارغة. والمادة التي يعملون على استهلاكها واستنفادها هي الوقت. إنهم ملاذ من لديه فائض من الوقت لا يملك أسلوباً آخر لاستثماره غير إنفاقه عليهم.
ونحن هنا بالطبع لا نتكلم عن أصحاب المحتوى الجيد أو المتخصصين. بل نتكلم عن الفارغين من محترفي استخدام الفلاتر. الذين يقضون أوقاتهم في غرف النوم، والمطارات والمطاعم والمحلات بيع مختلف أنواع البضاعة.
قد يبدو هؤلاء في مظهر المقدامين وذوي الجرأة العالية. يلبسون ما يشاؤون يتحدثون عما يشاؤون تستقطبهم الإعلانات وتلاحقهم الكاميرات «بفلاتر وفلاش عالٍ طبعاً». ولكنهم يواجهون هذا العالم من خلف شاشات مبطنة بالفلاتر تغطي الكثير من حقائقهم. وهي معادلة متناقضة فعلاً. فكيف تواجه العالم وتتعامل مع كم كبير من البشر والمتابعين وأنت تخفي وجهك الحقيقي. لذلك يحاول كثير من المغامرين اقتناص صور طبيعية لبعض المشاهير بدون مساحيق تجميل وبدون فلاتر ليصلوا إلى «الترند» في كشفهم الوجه الحقيقي لمن يقبع خلف الفلتر.
أغلب الدراسات الحديثة تحذر من سقوط مستخدمي الفلاتر في مشاكل اكتئاب ورهاب من مواجهة الآخرين بسبب التخفي خلف الصور الجميلة. إنه ذات التحذير الموجه للجميلات والفنانات اللاتي يخفن من تقدم العمر ويلهثن خلف عمليات التجميل. كل هؤلاء يخافون من الحقيقة ويتجنبونها.
ولو سألت أحد مشاهير الفلاتر: هل يمكنك الظهور على جمهورك دون فلتر؟ سيكون اتجاه تفكيره ما الذي سوف يستحق الظهور للجمهور دون فلتر؟ عندها ستتغير المعادلة ولن يخرج علينا إلا من يواجهنا بعقله ومنطقه.
ارتباط الفلتر بوسائل التواصل الاجتماعي هو ارتباط بما هو افتراضي. فمن يطلق عليهم مشاهير التواصل الاجتماعي يواجهون هذا العالم من وراء شاشات عالية الجودة مضافاً إليها برامج لفلترة صورهم. إنهم أشخاص يميلون إلى أن يكونوا مجهولين. متواضعي المؤهلات. برزوا في ظروف غامضة أغلبها التورط في مشكلة أو نكتة. وأغلبهم يروجون لسلع كمالية تهدر مال المتابعين، أو أفكار فارغة. والمادة التي يعملون على استهلاكها واستنفادها هي الوقت. إنهم ملاذ من لديه فائض من الوقت لا يملك أسلوباً آخر لاستثماره غير إنفاقه عليهم.
ونحن هنا بالطبع لا نتكلم عن أصحاب المحتوى الجيد أو المتخصصين. بل نتكلم عن الفارغين من محترفي استخدام الفلاتر. الذين يقضون أوقاتهم في غرف النوم، والمطارات والمطاعم والمحلات بيع مختلف أنواع البضاعة.
قد يبدو هؤلاء في مظهر المقدامين وذوي الجرأة العالية. يلبسون ما يشاؤون يتحدثون عما يشاؤون تستقطبهم الإعلانات وتلاحقهم الكاميرات «بفلاتر وفلاش عالٍ طبعاً». ولكنهم يواجهون هذا العالم من خلف شاشات مبطنة بالفلاتر تغطي الكثير من حقائقهم. وهي معادلة متناقضة فعلاً. فكيف تواجه العالم وتتعامل مع كم كبير من البشر والمتابعين وأنت تخفي وجهك الحقيقي. لذلك يحاول كثير من المغامرين اقتناص صور طبيعية لبعض المشاهير بدون مساحيق تجميل وبدون فلاتر ليصلوا إلى «الترند» في كشفهم الوجه الحقيقي لمن يقبع خلف الفلتر.
أغلب الدراسات الحديثة تحذر من سقوط مستخدمي الفلاتر في مشاكل اكتئاب ورهاب من مواجهة الآخرين بسبب التخفي خلف الصور الجميلة. إنه ذات التحذير الموجه للجميلات والفنانات اللاتي يخفن من تقدم العمر ويلهثن خلف عمليات التجميل. كل هؤلاء يخافون من الحقيقة ويتجنبونها.
ولو سألت أحد مشاهير الفلاتر: هل يمكنك الظهور على جمهورك دون فلتر؟ سيكون اتجاه تفكيره ما الذي سوف يستحق الظهور للجمهور دون فلتر؟ عندها ستتغير المعادلة ولن يخرج علينا إلا من يواجهنا بعقله ومنطقه.