إن ما يجري من أحداث على مسرح العراق اليوم يذكرنا بمسرحية «الليلة الكبيرة» التي أبدع فيها الراحلان الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوي رحمهما الله والتي كانت تقام على مسرح العرائس وننتظرها بشغف في صباح العيد على شاشة التلفزيون بالبث الأبيض والأسود، وكنا في ستينات القرن الماضي صغاراً قُصَّراً لم نتوقع أن خلف تلك الكواليس أصابع تحركهم بخيوط ناعمة وبخفة ودقة وما يشدنا لها هو التركيز على حركاتهم والموسيقى الممتعة والأداء الجميل.
بالضبط هذا ما يجري على المسرح العراقي اليوم، فكل ما يحدث فيه هو ضمن إيقاع منضبط تتحكم فيه جميع الدول التي لها فيه مصالح تتقدمهم أمريكا وبريطانيا والتخادم الإيراني. لذا فإن التغيير فيه يحتاج إلى تكاتف ووعي داخلي وإسناد دولي مازال مغيباً إقليمياً وعربياً وإسلامياً.
وما تشاهدونه اليوم من اختلاف وتقاطع السياسيين واتهام بعضهم بعضاً حد الخيانة وكيل أشكال الاتهامات والتسريبات فجميع ما يعلن عنه هو تضارب مصالح وليس صحوة ضمير ولا لانتشال البلد من الغرق ولا تختلف كتلة عن أخرى ببرنامجها النهضوي، بل إن الاختلاف هو على كيفية الاستحواذ على المناصب ونسب الحصص في تقاسم السرقات، وعند وصولهم لحافة الاصطدام تلوح لهم إيران بالعصا الغليظة لتصدر منهم صباحاً بيانات مشتركة «أن رابط الأخوة بينهم متين والجميع يسعى في خدمة المذهب في دغدغة لمشاعر العامة، والحقيقة هو التوافق على الخيانة والنهب والعمالة والحفاظ على مصالحهم وَمصالح أسيادهم».
هذا هو واقع الحال وكل الاحتمالات واردة في الملف العراقي بعد أن تمت محاصرة هذا النظام ووضعه تحت المجهر والوصاية في مراقبة حركة الدولار فيه وربطه بالبنك الفيدرالي الأمريكي وإلزامه بشروط صعبة التطبيق في التحويلات المصرفية «نظام سويفت» في خطوة أمريكية جديدة لقطع إمدادات تهريب الدولار من البنك المركزي العراقي ليصب في مصارف إيران تحايلاً على العقوبات الاقتصادية، علماً بأن أمريكا كانت مطلعة على هذا الخرق وتتغافل عنه عمداً لكنه وبعد أن تغيرت قواعد اللعبة في اصطفاف النظام الإيراني مع الدب الروسي بالضد من أمريكا وأوروبا في الحرب الأوكرانية قررت قطع الإمدادات، وستتعاظم وتتسارع هذه المعضلة ولا يستطيع أحد أن يتكهن بما ستؤول إليه الأمور.
إن من سيعاني من تبعات هذا الضغط الأمريكي هو الشعب العراقي، فالسوق العراقية مضطربة وقد فشلت الحكومة في حلولها الترقيعية في تخفيض سعر الصرف بالمحافظة على القوة الشرائية للدينار العراقي، ومعلوم أن أغلب الثورات والانتفاضات تنفجر عند محاصرة الشعوب في رزقها، فثورة الجياع لا يمكن احتواؤها والوقوف بوجهها وربما قدح شرارة قد يقلب الموازين. هذا هو ملخص الوضع العراقي بإيجاز.
بالضبط هذا ما يجري على المسرح العراقي اليوم، فكل ما يحدث فيه هو ضمن إيقاع منضبط تتحكم فيه جميع الدول التي لها فيه مصالح تتقدمهم أمريكا وبريطانيا والتخادم الإيراني. لذا فإن التغيير فيه يحتاج إلى تكاتف ووعي داخلي وإسناد دولي مازال مغيباً إقليمياً وعربياً وإسلامياً.
وما تشاهدونه اليوم من اختلاف وتقاطع السياسيين واتهام بعضهم بعضاً حد الخيانة وكيل أشكال الاتهامات والتسريبات فجميع ما يعلن عنه هو تضارب مصالح وليس صحوة ضمير ولا لانتشال البلد من الغرق ولا تختلف كتلة عن أخرى ببرنامجها النهضوي، بل إن الاختلاف هو على كيفية الاستحواذ على المناصب ونسب الحصص في تقاسم السرقات، وعند وصولهم لحافة الاصطدام تلوح لهم إيران بالعصا الغليظة لتصدر منهم صباحاً بيانات مشتركة «أن رابط الأخوة بينهم متين والجميع يسعى في خدمة المذهب في دغدغة لمشاعر العامة، والحقيقة هو التوافق على الخيانة والنهب والعمالة والحفاظ على مصالحهم وَمصالح أسيادهم».
هذا هو واقع الحال وكل الاحتمالات واردة في الملف العراقي بعد أن تمت محاصرة هذا النظام ووضعه تحت المجهر والوصاية في مراقبة حركة الدولار فيه وربطه بالبنك الفيدرالي الأمريكي وإلزامه بشروط صعبة التطبيق في التحويلات المصرفية «نظام سويفت» في خطوة أمريكية جديدة لقطع إمدادات تهريب الدولار من البنك المركزي العراقي ليصب في مصارف إيران تحايلاً على العقوبات الاقتصادية، علماً بأن أمريكا كانت مطلعة على هذا الخرق وتتغافل عنه عمداً لكنه وبعد أن تغيرت قواعد اللعبة في اصطفاف النظام الإيراني مع الدب الروسي بالضد من أمريكا وأوروبا في الحرب الأوكرانية قررت قطع الإمدادات، وستتعاظم وتتسارع هذه المعضلة ولا يستطيع أحد أن يتكهن بما ستؤول إليه الأمور.
إن من سيعاني من تبعات هذا الضغط الأمريكي هو الشعب العراقي، فالسوق العراقية مضطربة وقد فشلت الحكومة في حلولها الترقيعية في تخفيض سعر الصرف بالمحافظة على القوة الشرائية للدينار العراقي، ومعلوم أن أغلب الثورات والانتفاضات تنفجر عند محاصرة الشعوب في رزقها، فثورة الجياع لا يمكن احتواؤها والوقوف بوجهها وربما قدح شرارة قد يقلب الموازين. هذا هو ملخص الوضع العراقي بإيجاز.