يمثل العمل المروري في الدول المتحضرة أحد ركائز التنمية الاقتصادية، ولو أنه لا يظهر بصورة مباشرة في المشهد الاقتصادي للدولة، إلا أننا يمكن أن نلاحظه عند حدوث عطل لسيارة واحدة في شارع رئيس، وتوقف انسيابية الحركة المرورية وتعطل شاحنات ومركبات وأمور كثيرة قد تصل إلى الإضرار بأرواح الناس التي تسير في تلك الشوارع.
ولقد لفت تقرير الإدارة العامة للمرور الصادر مؤخراً بشأن رصد أكثر من 630 مخالفة تجاوز خاطئ من مسار الطوارئ خلال 5 أيام فقط، وحجز 44 مركبة لتكرار المخالفة ذاتها، وما يمكن أن يتسبب فيه ذلك الفعل في تعريض حياة مستخدمي الطرق للخطر، وتساءلت عن طبيعة هؤلاء الذين يفتعلون تلك المخالفات ويكررونها، فلربما تعذروا بحدوث ظرف طارئ أجبرهم على العجلة واتخاذ المسار الخاطئ لمرة واحدة، لكن تكرار هذا الفعل يؤكد عدم تحلي أصحابه بالإنسانية ومقاصد الدين ولا حتى بالوطنية.
ففي شق الإنسانية نجد أن هؤلاء لم يفكروا في تبعات ما فعلوه، وتأثر الناس به وأثره غير المباشر على حياة البشر ومصالحهم، بل نظروا إلى مصلحتهم الشخصية فقط وأصابهم فرط الأنانية، ونأوا بأنفسهم عن إحدى صفات الإنسانية وهي العقل والتفكير والتدبر في أثر فعلتهم على حياة وصحة الناس الذين يشاركونهم الطريق. وفي شق مقاصد الدين، فقد خرج هؤلاء عن أوامر الشريعة الإسلامية التي أمرتنا بإماطة الأذى عن الطريق، بينما هم بما يفعلونه، وكأنهم يضعون الأذى في طريق الناس، وهم في ذلك خالفوا الدين، ونسأل الله تعالى أن يهديهم سبيل الرشاد. وفي شق الوطنية، فقد نزع هؤلاء حقاً من حقوق المواطنة الخاصة بشركائهم في الوطن بما فعلوه، وأساؤوا إلى أنفسهم وإلى البحرين التي يعيش فيها من الأجانب أكثر من المواطنين، والذين سيعتبرون هذا إساءة للبحرين، وتتسبب أفعالهم المشينة بنقل صورة غير حقيقية عن المملكة التي تعتبر من أرقى الدول في التعامل مع البشر.
قد تكون الصورة المبدئية لهذه الأفعال بسيطة بالنسبة لفاعلها ولكنها تتعدى البساطة بتعدد فاعليها وتكرارها حتى تتحول إلى سمة من سمات الحياة اليومية، فيباشرها الآخرون باعتبارها حقاً لا يوجب العقاب، ولذلك فهنا أوجه الشكر والتحية لرجال المرور الذين بذلوا جهداً كبيراً في رصد أكثر من 600 مخالفة خلال خمسة أيام فقط، وهو ما يؤكد أنهم على قدر المسؤولية ومتواجدون دوماً في موقع الحدث، كما أشكر لهم نشر هذا الخبر للتوعية بمدى خطورة فعل هذه المخالفات، وحتى لا تتكرر أو تصبح نشاطاً معتاداً من قائدي المركبات.
وكلمة أخيرة أقولها لمن يرتكب هذه المخالفات ويعتبرها بسيطة، بأنك تمثل بلدك ودينك وقد يراك الصغار قدوة لما يمكن أن يفعلوه في المستقبل، لذلك راقب نفسك لأن هناك شباباً وأطفالاً يراقبون أفعالك على الطريق.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية
ولقد لفت تقرير الإدارة العامة للمرور الصادر مؤخراً بشأن رصد أكثر من 630 مخالفة تجاوز خاطئ من مسار الطوارئ خلال 5 أيام فقط، وحجز 44 مركبة لتكرار المخالفة ذاتها، وما يمكن أن يتسبب فيه ذلك الفعل في تعريض حياة مستخدمي الطرق للخطر، وتساءلت عن طبيعة هؤلاء الذين يفتعلون تلك المخالفات ويكررونها، فلربما تعذروا بحدوث ظرف طارئ أجبرهم على العجلة واتخاذ المسار الخاطئ لمرة واحدة، لكن تكرار هذا الفعل يؤكد عدم تحلي أصحابه بالإنسانية ومقاصد الدين ولا حتى بالوطنية.
ففي شق الإنسانية نجد أن هؤلاء لم يفكروا في تبعات ما فعلوه، وتأثر الناس به وأثره غير المباشر على حياة البشر ومصالحهم، بل نظروا إلى مصلحتهم الشخصية فقط وأصابهم فرط الأنانية، ونأوا بأنفسهم عن إحدى صفات الإنسانية وهي العقل والتفكير والتدبر في أثر فعلتهم على حياة وصحة الناس الذين يشاركونهم الطريق. وفي شق مقاصد الدين، فقد خرج هؤلاء عن أوامر الشريعة الإسلامية التي أمرتنا بإماطة الأذى عن الطريق، بينما هم بما يفعلونه، وكأنهم يضعون الأذى في طريق الناس، وهم في ذلك خالفوا الدين، ونسأل الله تعالى أن يهديهم سبيل الرشاد. وفي شق الوطنية، فقد نزع هؤلاء حقاً من حقوق المواطنة الخاصة بشركائهم في الوطن بما فعلوه، وأساؤوا إلى أنفسهم وإلى البحرين التي يعيش فيها من الأجانب أكثر من المواطنين، والذين سيعتبرون هذا إساءة للبحرين، وتتسبب أفعالهم المشينة بنقل صورة غير حقيقية عن المملكة التي تعتبر من أرقى الدول في التعامل مع البشر.
قد تكون الصورة المبدئية لهذه الأفعال بسيطة بالنسبة لفاعلها ولكنها تتعدى البساطة بتعدد فاعليها وتكرارها حتى تتحول إلى سمة من سمات الحياة اليومية، فيباشرها الآخرون باعتبارها حقاً لا يوجب العقاب، ولذلك فهنا أوجه الشكر والتحية لرجال المرور الذين بذلوا جهداً كبيراً في رصد أكثر من 600 مخالفة خلال خمسة أيام فقط، وهو ما يؤكد أنهم على قدر المسؤولية ومتواجدون دوماً في موقع الحدث، كما أشكر لهم نشر هذا الخبر للتوعية بمدى خطورة فعل هذه المخالفات، وحتى لا تتكرر أو تصبح نشاطاً معتاداً من قائدي المركبات.
وكلمة أخيرة أقولها لمن يرتكب هذه المخالفات ويعتبرها بسيطة، بأنك تمثل بلدك ودينك وقد يراك الصغار قدوة لما يمكن أن يفعلوه في المستقبل، لذلك راقب نفسك لأن هناك شباباً وأطفالاً يراقبون أفعالك على الطريق.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية