في اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي انعقد في تونس، أكد معالي وزير الداخلية الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أن «هناك تحديات أمنية شهدها مسرح العمليات وهي تمثل جرائم مستحدثة وينعكس تأثيرها على السلم والاستقرار الأهلي من خلال ظهور العديد من الجرائم في مقدمتها الجرائم الإلكترونية أو الرقمية وما تشكله من تحدٍ في المجال الاقتصادي، ومنها الهجمات السيبرانية كمصدر تهديد للأمن القومي والمنصات الإلكترونية التي تستهدف الأطفال والشباب أضف إلى ذلك استخدام الطائرات المسيرة باختلاف أنواعها في ضرب المصالح الحيوية».

إن كلمة معالي وزير الداخلية في الاجتماع تعبر عن واقع يعيشه الوطن العربي، وخاصة ما ذهبت إليه المنطقة بوجود تهديدات صريحة ومنها أمنية وثقافية، فمعاليه طرح نقطة جوهرية وهي الجرائم المستحدثة والتي دخلت بها المنصات الإلكترونية والتي باتت تشكل خطراً على ثقافة الأجيال مما يتطلب مكافحتها والتصدي لها عبر التوعية والتعاون بين الدول الأعضاء للتصدي لها.

غير أن النقطة المهمة في تصريحات معالي وزير الداخلية هي الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها الدول كونها تستهدف البنية التحتية للاتصال عبر الشبكة العنكبوتية، بل وصلت كما يعلن في وسائل الإعلام بأن تعطل مصارف وخدمات حكومية مما يتطلب أن يكون هناك رؤية موحدة لمواجهتها وخلق شراكة عربية ذات أبعاد أمنية في الحفاظ على تلك البنية التي تسهم في النمو الاقتصادي وعدم تعطيل مصالح المواطنين، ولعل الإشارة هنا إلى مملكة البحرين والتي كانت ولا زالت تتعرض لهجمات سيبرانية ولكنها بفضل يقظة رجال أمنها والمختصين قد تم إفشالها، وهذا يمثل تهديداً صريحاً ليس على مستوى البحرين بل على مستوى الوطن العربي.

أما النقطة المحورية وهي الطائرات المسيرة وما تشكله من تهديد صريح للأمن القومي العربي، فإيران قد خصصت مصانع ومعامل تطوير لتزويد ميليشاتها في الوطن العربي بتلك الطائرات الانتحارية وكان على رأسها شاهد 136 والتي تم التصدي لها أكثر من مرة من قبل الدفاعات الجوية بالمملكة العربية السعودية، كما أن هذه الطائرات قد تسببت بتهديد صريح للممرات البحرية وبالتالي ومنها مضيق هرمز وباب المندب أضف إلى آبار النفط التي أصبحت تواجه تهديداً واضحاً للدول، وهذه النقطة التي طرحها معالي الوزير هي تلامس حقيقة وتهديداً ملموساً للدول العربية.

خلاصة الموضوع، أن كلمة معالي وزير الداخلية كانت معبرة وتلامس الواقع والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة وتحدي تواجهه الدول العربية لما هو قادم، فقوة المنظومة الأمنية لمملكة البحرين بقيادة معاليه كانت ولا زالت تمثل صمام الأمان للوطن وحافظت على تلك المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية وما طرحه معاليه هو تأكيد على حرص البحرين على تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في مواجهة جميع التحديات الأمنية.