أستطيع أن أضع نفسي في منطقة سعداء الحظ بأن أحتفل هذا العام بيوم المرأة الدولي وأنا أمثل مملكة البحرين وطني الغالي في أول اجتماع تحضيري بعد رئاستي للمجلس المركزي للاتحاد العربي للمصارف والتأمينات والأعمال المالية، فكل عام والمرأة بخير وتقدم وريادة.

ويأتي يوم المرأة الدولي هذا العام ليبحث في استخدام المرأة للإنترنت حيث يؤكد موقع الأمم المتحدة أن 37٪ من النساء لا يستخدمن الإنترنت وأن عدد المستخدمات للإنترنت يقل بـ259 مليون امرأة عن عدد الرجال، مع أنهن يمثلن ما يقرب من نصف سكان العالم.

ويؤكد موقع الأمم المتحدة الإلكتروني أنه بحلول عام 2050، ستكون 75٪ من الوظائف مرتبطة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومع ذلك، فإن المرأة تشغل 22٪ فقط من الوظائف في مجال الذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من رمادية الأخبار التي أوردها الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة عن وضع المرأة تكنولوجياً، إلا أنها لا تمثل حقائق تنطبق على كافة دول ومناطق العالم، لأن المرأة البحرينية تجاوزت هذا الواقع وتلك الأرقام والنسب منذ فترة بعيدة، ويمكن القول بأن المرأة البحرينية أكثر استخداماً للإنترنت من الرجل في التعاملات اليومية والتواصل.

بل إن هناك العديد من الكوادر الوطنية الشابة بدأت الدخول بقوة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وقد قرأت قبل أيام عن مركز سيتي للتكنولوجيا الذي دشنه بنك سيتي، وقصص نجاح شابات بحرينيات منهن مطورة البرامج فاطمة العالي ومهندسة البرمجيات حوراء أحمد ورأيت فيهما ما يدعو للفخر والاعتزاز، وكذلك الرد على تقرير الأمم المتحدة بأن البحرين تختلف عن باقي الدول.

إن هذه النماذج الوطنية التي نراها اليوم وتنفرد بها مملكة البحرين، تمثل إحدى ثمار الجهود الوطنية لحكومة المملكة منذ سنوات عندما زرعت البذرة الأولى للتكنولوجيا ووفرت لها التربة المناسبة، ثم قدمت الدعم اللامحدود للمرأة بأن تتقدم لهذه المنطقة غير المأهولة من جنس النساء، وتخرج لنا في النهاية بهذه الوجوه العلمية الواعدة.

اليوم المرأة البحرينية تنشط منذ سن مبكرة في مجالات خاصة بالمستقبل، وها نحن نستعد لهذه المرحلة وندخل إليها من خلال النماذج الشابة التي تقتحم عملاً عالمياً فريداً من نوعه، فتحية للمرأة ويومها الدولي، ورسالة للأمم المتحدة بأن البحرين تختلف عن واقع باقي الدول.