هناك منطق «أعوج» يسود الغرب حينما ينظرون إلى دولنا، وخاصة حينما «تختلط» عليهم التعاريف الحقيقية للإرهاب.
قبل مدة اتصلت بي قناة أجنبية تطلب لقاء للتعليق على بعض الأمور التي يثيرها عناصر موجودون في الخارج، يدعون أنهم بحرينيون لكن أفعالهم وأقوالهم كلها تثبت أنهم «أعداء» للبحرين.
وسط نقاش مع معد البرنامج قلت له ستصفني بإعلامي ومحلل سياسي من البحرين، لكن ماذا ستصف به الطرف الآخر؟! قال سيصفه بأنه «بحريني»! فقلت له على أي أساس تصف شخصاً يشتم البحرين ويسقط رموزها ويهلل ويكبر لمن يعادي البحرين من حزب الله التنظيم الإرهابي أو النظام الإيراني، وخاصة حينما يخرج مسؤول منه لينال من البحرين؟! هل من يفعل هذا في بلدك تعتبرونه وطنيا خالصا؟!
احتار ولم يجب بسرعة، لكنه قال إنهم يصفون أنفسهم بذلك. فقلت «سهل» جداً أن تصف نفسك بأنك بحريني، لكن الصعب أن تثبت كونك «بحرينياً حقيقياً»، فالمواطن المنتمي لبلد لا يشتم كل شيء فيه، لا يستهدف كل شيء مهما صغر فقط ليثير الرأي العام في الخارج على بلاده. المواطن الحقيقي لا يروج لجهات معادية ويتمنى أن تغزو بلده وتستحوذ عليها.
سألني: وهل هم يدعمون عملية احتلال البحرين أو غزوها من قبل جهات خارجية؟! قلت له ارجع للتاريخ وسترى كيف أن كثيراً من هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بأنهم معارضة بحرينية وموجودون في بلادكم ويصرفون من أموال جهات خارجية، كيف أنهم كانوا يدعمون أي استهداف خارجي، بل يدعونه للتدخل في البحرين والاستحواذ على الأمور فيها. هؤلاء كانوا يرفعون شعار إسقاط النظام، بل وصلوا إلى مستوى تغيير العلم الرسمي وتخوين كل «وطني» يدافع عن البحرين.
قال لي: لم أعلم بهذه الخلفيات. فقلت إنها هذه هي مصيبة كثير من معدي البرامج في الإعلام الغربي، أنتم تصدقون كل ما يدعونه من أكاذيب وفبركات ومبالغات، وتكذبون كل شيء يصدر بشكل رسمي عن الدولة وأجهزتها، بل تعتبرون حتى الإعلاميين والمواطنين العاديين الذين يدافعون عن بلادهم بأنهم «مستأجرين» من قبل النظام. طيب ماذا عمن تستأجره أنظمة خارجية، ماذا عمن يصرف عليهم من أموال دول معادية للبحرين، ويتبعون نفس السياسة والخط، أليس هؤلاء يطلق عليهم «مرتزقة ومأجورون»؟! بل أليس هؤلاء من تسمونهم أنتم أيها الغرب في بلدانكم وحتى أفلامكم بـ«الخونة»؟!
قال لي طيب بماذا أعرفهم؟! قلت له نحن نعرف مسماهم جيداً، من يبيع أرضه، ويشتم بلاده، ويوالي العدو ويدعوه لغزوها، نحن نسميه «خائناً» بامتياز. أنتم براحتكم سموهم ما شئتم، لكن حينما تكون المواجهة الإعلامية على قناتكم «عيب» عليكم الانحياز إلى صفهم والتدخل في النقاش حينما نصفهم بأنهم خونة وحينما نواجههم بطلب الحقيقة، من يدعمهم ومن يمولهم وكيف يصرفون وكيف يتنقلون في الدول الأوروبية، والأهم لماذا لا يتكلمون عن انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة في الدول التي تدعمهم. لأن هذا التناقض الذي لو انتبهتم له ستدركون بأنكم تدعمون إرهابيين وإنقلابيين وتلمعونهم في قنواتكم وتنحازون إليهم. بينما من يدافع عن وطنه تعتبرونه أجيراً للنظام،
والمهزلة الكبرى حينما يتحول الوطنيون في نظر الإعلام الأجنبي إلى مأجورين، بينما المرتزقة لنظام يعادي بلادهم يصفونهم بمعارضة «وطنية»!
والله وطنيتكم الحقيقية برزت في أحلك الظروف التي مرت بها بلادنا، ظروف بينت من هم الوطنيون ومن هم الخونة. وهذا ما سجله التاريخ ولن يمحوه أي شيء.
{{ article.visit_count }}
قبل مدة اتصلت بي قناة أجنبية تطلب لقاء للتعليق على بعض الأمور التي يثيرها عناصر موجودون في الخارج، يدعون أنهم بحرينيون لكن أفعالهم وأقوالهم كلها تثبت أنهم «أعداء» للبحرين.
وسط نقاش مع معد البرنامج قلت له ستصفني بإعلامي ومحلل سياسي من البحرين، لكن ماذا ستصف به الطرف الآخر؟! قال سيصفه بأنه «بحريني»! فقلت له على أي أساس تصف شخصاً يشتم البحرين ويسقط رموزها ويهلل ويكبر لمن يعادي البحرين من حزب الله التنظيم الإرهابي أو النظام الإيراني، وخاصة حينما يخرج مسؤول منه لينال من البحرين؟! هل من يفعل هذا في بلدك تعتبرونه وطنيا خالصا؟!
احتار ولم يجب بسرعة، لكنه قال إنهم يصفون أنفسهم بذلك. فقلت «سهل» جداً أن تصف نفسك بأنك بحريني، لكن الصعب أن تثبت كونك «بحرينياً حقيقياً»، فالمواطن المنتمي لبلد لا يشتم كل شيء فيه، لا يستهدف كل شيء مهما صغر فقط ليثير الرأي العام في الخارج على بلاده. المواطن الحقيقي لا يروج لجهات معادية ويتمنى أن تغزو بلده وتستحوذ عليها.
سألني: وهل هم يدعمون عملية احتلال البحرين أو غزوها من قبل جهات خارجية؟! قلت له ارجع للتاريخ وسترى كيف أن كثيراً من هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بأنهم معارضة بحرينية وموجودون في بلادكم ويصرفون من أموال جهات خارجية، كيف أنهم كانوا يدعمون أي استهداف خارجي، بل يدعونه للتدخل في البحرين والاستحواذ على الأمور فيها. هؤلاء كانوا يرفعون شعار إسقاط النظام، بل وصلوا إلى مستوى تغيير العلم الرسمي وتخوين كل «وطني» يدافع عن البحرين.
قال لي: لم أعلم بهذه الخلفيات. فقلت إنها هذه هي مصيبة كثير من معدي البرامج في الإعلام الغربي، أنتم تصدقون كل ما يدعونه من أكاذيب وفبركات ومبالغات، وتكذبون كل شيء يصدر بشكل رسمي عن الدولة وأجهزتها، بل تعتبرون حتى الإعلاميين والمواطنين العاديين الذين يدافعون عن بلادهم بأنهم «مستأجرين» من قبل النظام. طيب ماذا عمن تستأجره أنظمة خارجية، ماذا عمن يصرف عليهم من أموال دول معادية للبحرين، ويتبعون نفس السياسة والخط، أليس هؤلاء يطلق عليهم «مرتزقة ومأجورون»؟! بل أليس هؤلاء من تسمونهم أنتم أيها الغرب في بلدانكم وحتى أفلامكم بـ«الخونة»؟!
قال لي طيب بماذا أعرفهم؟! قلت له نحن نعرف مسماهم جيداً، من يبيع أرضه، ويشتم بلاده، ويوالي العدو ويدعوه لغزوها، نحن نسميه «خائناً» بامتياز. أنتم براحتكم سموهم ما شئتم، لكن حينما تكون المواجهة الإعلامية على قناتكم «عيب» عليكم الانحياز إلى صفهم والتدخل في النقاش حينما نصفهم بأنهم خونة وحينما نواجههم بطلب الحقيقة، من يدعمهم ومن يمولهم وكيف يصرفون وكيف يتنقلون في الدول الأوروبية، والأهم لماذا لا يتكلمون عن انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة في الدول التي تدعمهم. لأن هذا التناقض الذي لو انتبهتم له ستدركون بأنكم تدعمون إرهابيين وإنقلابيين وتلمعونهم في قنواتكم وتنحازون إليهم. بينما من يدافع عن وطنه تعتبرونه أجيراً للنظام،
والمهزلة الكبرى حينما يتحول الوطنيون في نظر الإعلام الأجنبي إلى مأجورين، بينما المرتزقة لنظام يعادي بلادهم يصفونهم بمعارضة «وطنية»!
والله وطنيتكم الحقيقية برزت في أحلك الظروف التي مرت بها بلادنا، ظروف بينت من هم الوطنيون ومن هم الخونة. وهذا ما سجله التاريخ ولن يمحوه أي شيء.