منذ سنوات زرت مع مجموعة من الزميلات إحدى زميلاتنا التي نزلت بيتا جديدا. كان المنزل صغيراً وأنيقاً من الخارج، مع حديقة لطيفة ومرتبة. استقبلتنا الزميلة في صالة المنزل التي كانت واسعة بما يكفي لطقمي جلوس من الحجم الكبير، وطاولة طعام تكفي لاثني عشر شخصاً، وتصميم المنزل الداخلي وأجواء الزيارة كانت مزيجاً من التناقضات العجيبة والغريبة التي ربما لم يشعر بها غيري، أو شعر غيري من الزميلات بأشياء لم أشعر أنا بها.
وجدت ديكور المنزل غريباً فعلاً! الجدران مغطاة بورق حائط مرسوم عليه جدار قديم يملؤه الشقوق، وكنت أجلس مدهوشة جداً وأنا أجد نفسي محاطة بالجدران «البيج» المشرخة بشروخ بنية حتى بداية الأرضيات. أما الأثاث فقد اختارت له الزميلة التصميم المعتق الذي يغلب عليه الخشب، حتى لتشعر كأنك تجلس في قهوة شعبية.
طيلة الزيارة وأنا أتحسر على المنزل الجديد بالجدران المشرخة والأثاث العتيق، ولوهلة شعرت أني في كهف، وأن شقوق الجدران سوف تقفز منها الفئران، لماذا دفعت الزميلة مبلغاً وقدره في جدران حائط تبدو فاخرة وغالية، لكنها ترمز إلى الاهتراء والتصدع؟ ودفعت مبلغاً أكبر في أثاث ذي جودة عالية جداً، لكنه يوحي بالشعبية الموغلة في البساطة على نحو يشير إلى التواضع الاجتماعي؟ ثمة تناقض صارخ بين التكلفة المالية والدلالة الرمزية، إنها معادلة إلى اليوم لم أستطع إيجاد المعادل الموضوعي لخلق التوازن بينها.
لا شك في أننا نختلف في أذواقنا وفي فهمنا للفن والرموز، وليست زميلتي من النوع المتعمق في الاتجاهات الفنية على كل حال، لكن هذا «الستايل» راق لها لسبب لا يعلمه إلا الله، مع ذلك نحن فعلاً مختلفون في ذائقتنا، وهذا الذي يجعل البعض يستسيغ الملابس الممزقة ويعتبرها «موضة» عصرية جذابة، والبعض يقرؤها قراءة تقليدية لا يرى فيها سوى الابتذال وتدني الحس الاجتماعي، وأنا شخصياً أؤمن بأن الذائقة هي انعكاس لأبعاد نفسية معينة قد لا نعيها؛ فمنذ ذلك الوقت وأنا متأثرة سلباً بدلالة الجدران المتصدعة، ولم أستطع أن أقرأ فيها غير الانهيارات والانكسارات وبقايا المساكن المهجورة، كما أن الكراسي الخشبية المعتقة القريبة من كراسي القهوة الشعبية مازالت تشعرني بعدم الاستقرار لما خلفته في مخيلتي من الجلوس على ناصية الشارع.
وكي أقارن انطباعي بباقي الزميلات، سألت إحداهن بعد عدة أيام عن رأيها في ديكور منزل الزميلة، مبديةً إعجابي بالمنزل وتحفظي فقط على ورق الحائط المشابه للجدران المتصدعة، لكن الزميلة استغربت رأيي وعبرت عن عدم انتباهها للجدران، ولكنها كانت متعجبة من شحوب وجه مضيفتنا، وعدم اعتنائها بهندامها في استقبال الضيوف وكيف أن وجهها كان خالياً تماماً من المساحيق حتى بدت كأنها مريضة ومرهقة.
أنا شخصياً لم أنتبه أبداً لهيئة مضيفتنا ولا لما كانت ترتديه!!!
وجدت ديكور المنزل غريباً فعلاً! الجدران مغطاة بورق حائط مرسوم عليه جدار قديم يملؤه الشقوق، وكنت أجلس مدهوشة جداً وأنا أجد نفسي محاطة بالجدران «البيج» المشرخة بشروخ بنية حتى بداية الأرضيات. أما الأثاث فقد اختارت له الزميلة التصميم المعتق الذي يغلب عليه الخشب، حتى لتشعر كأنك تجلس في قهوة شعبية.
طيلة الزيارة وأنا أتحسر على المنزل الجديد بالجدران المشرخة والأثاث العتيق، ولوهلة شعرت أني في كهف، وأن شقوق الجدران سوف تقفز منها الفئران، لماذا دفعت الزميلة مبلغاً وقدره في جدران حائط تبدو فاخرة وغالية، لكنها ترمز إلى الاهتراء والتصدع؟ ودفعت مبلغاً أكبر في أثاث ذي جودة عالية جداً، لكنه يوحي بالشعبية الموغلة في البساطة على نحو يشير إلى التواضع الاجتماعي؟ ثمة تناقض صارخ بين التكلفة المالية والدلالة الرمزية، إنها معادلة إلى اليوم لم أستطع إيجاد المعادل الموضوعي لخلق التوازن بينها.
لا شك في أننا نختلف في أذواقنا وفي فهمنا للفن والرموز، وليست زميلتي من النوع المتعمق في الاتجاهات الفنية على كل حال، لكن هذا «الستايل» راق لها لسبب لا يعلمه إلا الله، مع ذلك نحن فعلاً مختلفون في ذائقتنا، وهذا الذي يجعل البعض يستسيغ الملابس الممزقة ويعتبرها «موضة» عصرية جذابة، والبعض يقرؤها قراءة تقليدية لا يرى فيها سوى الابتذال وتدني الحس الاجتماعي، وأنا شخصياً أؤمن بأن الذائقة هي انعكاس لأبعاد نفسية معينة قد لا نعيها؛ فمنذ ذلك الوقت وأنا متأثرة سلباً بدلالة الجدران المتصدعة، ولم أستطع أن أقرأ فيها غير الانهيارات والانكسارات وبقايا المساكن المهجورة، كما أن الكراسي الخشبية المعتقة القريبة من كراسي القهوة الشعبية مازالت تشعرني بعدم الاستقرار لما خلفته في مخيلتي من الجلوس على ناصية الشارع.
وكي أقارن انطباعي بباقي الزميلات، سألت إحداهن بعد عدة أيام عن رأيها في ديكور منزل الزميلة، مبديةً إعجابي بالمنزل وتحفظي فقط على ورق الحائط المشابه للجدران المتصدعة، لكن الزميلة استغربت رأيي وعبرت عن عدم انتباهها للجدران، ولكنها كانت متعجبة من شحوب وجه مضيفتنا، وعدم اعتنائها بهندامها في استقبال الضيوف وكيف أن وجهها كان خالياً تماماً من المساحيق حتى بدت كأنها مريضة ومرهقة.
أنا شخصياً لم أنتبه أبداً لهيئة مضيفتنا ولا لما كانت ترتديه!!!