هذا المثل ينطبق تماماً على من يخرج اليوم ليصرح بشأن العراق أو بالأصح «غزو» العراق من المسؤولين الأمريكيين أو البريطانيين سواء من الحاليين، وخصوصاً السابقين الذين «برمجوا» العملية برمتها خلال فترة حكم جورج بوش الابن، وخلال رئاسة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.
ما يقولونه اليوم من «أخطاء» حدثت بشأن تقييم وضع العراق يومها وتحديداً ما يخطط له صدام حسين، كلها أمور نعرفها كعرب منذ يومها الأول. إذ من صدق حينها بأن الأمريكان وحلفاءهم «قلوبهم علينا» وعلى «سلامة بلداننا»، فهو المفترض أن يراجع نفسه. إذ متى دخل الأمريكان بلداً بالقوة إن لم تكن له مصلحة فيه؟!
خطأ كارثي كبير ولا يغتفر هو ما قام به صدام حسين بغزو جارته الكويت التي لم تقصر على العراق بحكم الأخوة والجيرة. كانت كارثة بالفعل آلمت جميع العرب، فلم نتعود إطلاقاً أن يغزو الشقيق شقيقه، لكن بهذا الخطأ الجسيم فتحت جبهة إلى اليوم لم تغلق.
هنا لسنا نتحدث عن إيران التي حصلت على فرصتها لالتهام العراق وسلب إرادتها وخيرها ونشر الميليشيات العديدة الموالية لها، وحولت أرضاً خصبة بخيرها وبلداً غنياً بثرواته الطبيعية إلى ساحة اقتتال طائفي وفئوي. بل أتحدث عن الغزو الأول للأمريكان الذين ادعوا وبدعم البريطانيين أن أسلحة الدمار الشامل موجودة في العراق وأنها ستوجه للدول العربية القريبة.
وماذا فعلوا بالعراق؟! ها أنتم ترون بأعينكم وعايشتم بالضبط ما حصل. إذ إن كانت المشكلة في وجود صدام فإنه رحل وأعدم. لكن القادمين لأرض العراق لم يرحلوا إلا بعد حين، ورحلوا بطريقة مكنت «العدو الظاهري» الأول لواشنطن من ابتلاع دولة بخيراتها، ومنحتها السطوة لتنصيب ودعم من يدين لها بالولاء، ووصلنا لمرحلة رأينا مليارات وخيرات العراق لا تذهب إلى شعبها الشقيق وهي حقه، بل تذهب لجيوب انتفعت بالسياسة وانفضح بأنها مدعومة لغير العراق.
مثلما فعلوا في أفغانستان بدعوى تخليصنا من خطر أسامة بن لادن والقاعدة، والهدف كان نهب خيرات البلد ووضع موطئ قدم على مشارف حدود الغريم الروسي، فعلوا نفس الشيء مع العراق. وهنا ألا زال شخص يفكر بأن النفط العراقي أبداً لم يستهوِ جورج بوش وإدارته، وأن الوجود الأجنبي في شمال الخليج العربي وفي موقع متوسط بالشرق الأوسط لم يكن ذا أهمية إطلاقاً؟!
توني بلير خرج واعترف بجريمة «غزو العراق» وأن الحجج كانت واهية للدخول وأنهم لم يكونوا متأكدين، واليوم الأمريكان يكررون ويعيدون بشأن الخطأ، ورغم ذلك يتذرعون بأن صدام كانت في نيته أن يفعل شيئاً. والنتيجة بعد سنوات أن ترك العراق هكذا، ولم يجد حوله سوى أشقائه الخليجيين والعرب الذين لم يتخلوا عنه ويسعون لدعمه ومساعدته حباً بهذا الشعب الشقيق الذي عانى الكثير، ويستحق أن يعيش بكرامة وعز وأن يستفيد من خير بلده.
اليوم يخرجون بخجل ليعترفوا بما فعلوه بالعراق، لكنه خروج لابد وراءه شيء ما. هل هو تأنيب ضمير؟! هذا أمر مستبعد. هل هو تمهيد لمخطط جديد يدار بالسياسة الهادئة؟! ممكن. هل هي محاولة لكسب تعاطف العرب وإخلاء المسؤولية؟! ربما.
لكن ما نحن متأكدون منه، بأن موضوع العراق كان يمكن أن يدار بطريقة لا تدمر هذا البلد وتبعثر خيراته، وتضيع مستقبل شعبه وتدفعه للمعاناة في أرض تنعم بخير كثير.
{{ article.visit_count }}
ما يقولونه اليوم من «أخطاء» حدثت بشأن تقييم وضع العراق يومها وتحديداً ما يخطط له صدام حسين، كلها أمور نعرفها كعرب منذ يومها الأول. إذ من صدق حينها بأن الأمريكان وحلفاءهم «قلوبهم علينا» وعلى «سلامة بلداننا»، فهو المفترض أن يراجع نفسه. إذ متى دخل الأمريكان بلداً بالقوة إن لم تكن له مصلحة فيه؟!
خطأ كارثي كبير ولا يغتفر هو ما قام به صدام حسين بغزو جارته الكويت التي لم تقصر على العراق بحكم الأخوة والجيرة. كانت كارثة بالفعل آلمت جميع العرب، فلم نتعود إطلاقاً أن يغزو الشقيق شقيقه، لكن بهذا الخطأ الجسيم فتحت جبهة إلى اليوم لم تغلق.
هنا لسنا نتحدث عن إيران التي حصلت على فرصتها لالتهام العراق وسلب إرادتها وخيرها ونشر الميليشيات العديدة الموالية لها، وحولت أرضاً خصبة بخيرها وبلداً غنياً بثرواته الطبيعية إلى ساحة اقتتال طائفي وفئوي. بل أتحدث عن الغزو الأول للأمريكان الذين ادعوا وبدعم البريطانيين أن أسلحة الدمار الشامل موجودة في العراق وأنها ستوجه للدول العربية القريبة.
وماذا فعلوا بالعراق؟! ها أنتم ترون بأعينكم وعايشتم بالضبط ما حصل. إذ إن كانت المشكلة في وجود صدام فإنه رحل وأعدم. لكن القادمين لأرض العراق لم يرحلوا إلا بعد حين، ورحلوا بطريقة مكنت «العدو الظاهري» الأول لواشنطن من ابتلاع دولة بخيراتها، ومنحتها السطوة لتنصيب ودعم من يدين لها بالولاء، ووصلنا لمرحلة رأينا مليارات وخيرات العراق لا تذهب إلى شعبها الشقيق وهي حقه، بل تذهب لجيوب انتفعت بالسياسة وانفضح بأنها مدعومة لغير العراق.
مثلما فعلوا في أفغانستان بدعوى تخليصنا من خطر أسامة بن لادن والقاعدة، والهدف كان نهب خيرات البلد ووضع موطئ قدم على مشارف حدود الغريم الروسي، فعلوا نفس الشيء مع العراق. وهنا ألا زال شخص يفكر بأن النفط العراقي أبداً لم يستهوِ جورج بوش وإدارته، وأن الوجود الأجنبي في شمال الخليج العربي وفي موقع متوسط بالشرق الأوسط لم يكن ذا أهمية إطلاقاً؟!
توني بلير خرج واعترف بجريمة «غزو العراق» وأن الحجج كانت واهية للدخول وأنهم لم يكونوا متأكدين، واليوم الأمريكان يكررون ويعيدون بشأن الخطأ، ورغم ذلك يتذرعون بأن صدام كانت في نيته أن يفعل شيئاً. والنتيجة بعد سنوات أن ترك العراق هكذا، ولم يجد حوله سوى أشقائه الخليجيين والعرب الذين لم يتخلوا عنه ويسعون لدعمه ومساعدته حباً بهذا الشعب الشقيق الذي عانى الكثير، ويستحق أن يعيش بكرامة وعز وأن يستفيد من خير بلده.
اليوم يخرجون بخجل ليعترفوا بما فعلوه بالعراق، لكنه خروج لابد وراءه شيء ما. هل هو تأنيب ضمير؟! هذا أمر مستبعد. هل هو تمهيد لمخطط جديد يدار بالسياسة الهادئة؟! ممكن. هل هي محاولة لكسب تعاطف العرب وإخلاء المسؤولية؟! ربما.
لكن ما نحن متأكدون منه، بأن موضوع العراق كان يمكن أن يدار بطريقة لا تدمر هذا البلد وتبعثر خيراته، وتضيع مستقبل شعبه وتدفعه للمعاناة في أرض تنعم بخير كثير.