ها نحن نعيش الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك.. شهر الخير والبركة والنور.. ولعل من أجل الأعمال التي يحرص المسلمون عليها في رمضان القيام لأكلة السحور، وهي تأتي في الثلث الأخير من الليل وقبل صلاة الفجر بقليل.. وإن كان الكثير من المسلمين قد قدموا وقتها في السنوات الأخيرة فيما تعارفنا عليه «بالغبكة».
ومن أوّل بركات هذه العبادة أن المسلم يقوم بها اتباعاً للسنّة النبوية واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان مداوماً عليها، وهذا ما تُشير إليه الأحاديث فقد جاء عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: «تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة» فقيل له: كم كان بين الأذان والسحور؟ فقال: قدر خمسين آية، وكان صلى الله عليه وسلم ينظر ما هو الأرفق بأمته فيفعله؛ لأنه لو لم يتسحر لاتّبعوه فيشقّ على بعضهم، ولو تسحّر في جوف الليل لشق أيضاً على بعضهم ممن يغلب عليه النوم، فقد يفضي إلى ترك صلاة الصبح، أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر.
وأما ثاني بركات السَّحور وفضائله: أنه مخالفةٌ لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين حُرموا من هذه المنحة الإلهيّة، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر».
وثالث بركات السحور: أنه تقويةٌ للعبد على العبادة وزيادةٌ في النشاط، لعموم الاحتياج إلى الطعام، ولو ترك السَّحور لكان في ذلك مشقّة على البعض ممن لا يحتمل طول وقت الإمساك عن الطعام، فقد يُغشى عليه، وقد يفضي ذلك إلى الإفطار في رمضان، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «لا ضرر ولا ضرار».
ولعلّ هذا السبب الذي لأجله شُرع تأخير السَّحور؛ ليكون فرصةً للنفس كي تأخذ نشاطها كاملاً، فقد كان عبدالله بن مسعود يعجل الإفطار ويؤخر السّحور، ويقول: «هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع»، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «كنت أتسحّر في أهلي، ثم يكون سرعةٌ بي، أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم».
ورابع بركات السحور: اليقظة في وقتٍ مباركٍ يتنزّل فيه الرّب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله فيقول: «هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟» حتى يطلع الفجر، كما جاء في «صحيح مسلم»، ومثل هذا الوقت المبارك يملؤه الصالحون بالذكر والتسبيح والاستغفار، لقوله تعالى: «والمستغفرين بالأسحار».
وخامس بركاته: أن يكون في التسحّر استحضارٌ لرحمة الله تعالى بعباده، ولو شاء لأمرهم بالوصال، فكان في ذلك مشقّة عظيمةٌ عليهم، ومظاهر الرحمة الإلهيّة تتجلّى في كلّ تشريعاته وأحكامه وأقداره.
وأما سادس بركاته: فهي صلاة الله تعالى وصلاة الملائكة على المتسحرين، ويدلّ على هذا الفضل حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحّرين».
ونذكر في الختام أن أفضل ما يتسحر به المؤمن هو التمر، فقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم المتسحرين بالتمر فقال: «نِعْمَ سحور المؤمن التمر»، وفضلاً عن الأجر الحاصل من امتثال هذه السنّة، فإن للتمر قيمة غذائيّة عالية، تقوّي البدن وتعينه على تحمّل أعباء الصيام طيلة اليوم كما يقول الأطباء.
ومن أوّل بركات هذه العبادة أن المسلم يقوم بها اتباعاً للسنّة النبوية واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان مداوماً عليها، وهذا ما تُشير إليه الأحاديث فقد جاء عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: «تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة» فقيل له: كم كان بين الأذان والسحور؟ فقال: قدر خمسين آية، وكان صلى الله عليه وسلم ينظر ما هو الأرفق بأمته فيفعله؛ لأنه لو لم يتسحر لاتّبعوه فيشقّ على بعضهم، ولو تسحّر في جوف الليل لشق أيضاً على بعضهم ممن يغلب عليه النوم، فقد يفضي إلى ترك صلاة الصبح، أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر.
وأما ثاني بركات السَّحور وفضائله: أنه مخالفةٌ لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين حُرموا من هذه المنحة الإلهيّة، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر».
وثالث بركات السحور: أنه تقويةٌ للعبد على العبادة وزيادةٌ في النشاط، لعموم الاحتياج إلى الطعام، ولو ترك السَّحور لكان في ذلك مشقّة على البعض ممن لا يحتمل طول وقت الإمساك عن الطعام، فقد يُغشى عليه، وقد يفضي ذلك إلى الإفطار في رمضان، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «لا ضرر ولا ضرار».
ولعلّ هذا السبب الذي لأجله شُرع تأخير السَّحور؛ ليكون فرصةً للنفس كي تأخذ نشاطها كاملاً، فقد كان عبدالله بن مسعود يعجل الإفطار ويؤخر السّحور، ويقول: «هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع»، وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «كنت أتسحّر في أهلي، ثم يكون سرعةٌ بي، أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم».
ورابع بركات السحور: اليقظة في وقتٍ مباركٍ يتنزّل فيه الرّب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله فيقول: «هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟» حتى يطلع الفجر، كما جاء في «صحيح مسلم»، ومثل هذا الوقت المبارك يملؤه الصالحون بالذكر والتسبيح والاستغفار، لقوله تعالى: «والمستغفرين بالأسحار».
وخامس بركاته: أن يكون في التسحّر استحضارٌ لرحمة الله تعالى بعباده، ولو شاء لأمرهم بالوصال، فكان في ذلك مشقّة عظيمةٌ عليهم، ومظاهر الرحمة الإلهيّة تتجلّى في كلّ تشريعاته وأحكامه وأقداره.
وأما سادس بركاته: فهي صلاة الله تعالى وصلاة الملائكة على المتسحرين، ويدلّ على هذا الفضل حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحّرين».
ونذكر في الختام أن أفضل ما يتسحر به المؤمن هو التمر، فقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم المتسحرين بالتمر فقال: «نِعْمَ سحور المؤمن التمر»، وفضلاً عن الأجر الحاصل من امتثال هذه السنّة، فإن للتمر قيمة غذائيّة عالية، تقوّي البدن وتعينه على تحمّل أعباء الصيام طيلة اليوم كما يقول الأطباء.