عادة ما يتزامن مع شهر رمضان المبارك متابعة التلفزيون والمسلسلات الدرامية التي تضيف لشهر رمضان نافذة للترفيه العائلي، خاصة عندما يكون المسلسل كوميدياً أو هزلياً فيلتف الجميع حول حلقاته كل يوم.
وعادة ما يتم الإعلان عن هذه المسلسلات قبل بداية شهر رمضان كنوع من الدعاية، لكني وجدت إعلاناً عن مسلسل كوميدي بدأت حلقاته قبل الشهر الكريم، وهو مسلسل يحكي قصة كوميديا سوداء حملت عنوان «المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، وتطرق الإعلان الترويجي لبعض تفاصيل المسلسل حيث قالت المحكمة إن بوتين متورط في جرائم حرب في أوكرانيا.
لا أعرف مُخرج هذا المسلسل الجديد لكن أعتقد أنه من أطفال المحكمة الجنائية الدولية، الذي لم يعي أو حتى يقرأ عن عشرات ومئات جرائم الحرب التي فعلها الغرب حول العالم قبل فترة ليست بالبعيدة، وإذا لم يكن هذا المخرج مبتدئاً، فلن يكون إلا المخرج الأكثر جهلاً في عالم دراما القرارات الدولية.
كان على هذه المحكمة الدولية التي تصدر أحكاماً مفصلة على مزاج أصحابها، أن تخجل من إصدار هذه المذكرة أو ترفضها باعتبارها محكمة «دولية» أو أن تغير اسمها لتكون «المحكمة الجنائية الغربية» التي تعمل لحساب من يسيطرون عليها.
بل كان على المحكمة التي يفترض في أعضائها أن لديهم خبرة في القانون الدولي أن يتريثوا قبل فتح أبواب جهنم عليهم وعلى من يدفعون لهم، فلو كان بوتين مجرماً، فالغرب كله هارب من العدالة منذ عقود، ولم يحاسب، ولكي يكون هناك محكمة دولية «عادلة» فعليها أن تبدأ بمحاكمة مجرمي حروب ما زالوا على قيد الحياة واعترفوا بجرائمهم وتتوافر عشرات الأدلة على إدانتهم.
لكن القصة كلها تتلخص في جملة واحدة وهي أن «القوانين وضعت للضعفاء»، ولا تسري على أصحابها، وأن من وضعوها أو من أنشؤوا المحكمة وأطلقوا عليها «دولية» لأنهم الذين يستخدمونها وقت الحاجة إليها، ويغلقون أبوابها حتى إشعار آخر، وإلى أن يجدوا لها وظيفة تحقق مصالحهم.
وإذا كان الرئيس بوتين مجرماً فأصحاب المحكمة «الدولية» ومن يديرونها لمصالحهم هم السلف الطالح وأصحاب تاريخ الجرائم «الدولية» وأكبر سجل دامٍ في تاريخ البشر، لكن الخجل قد انتهى من مشاعر البشر، وعلى رأي المثل المصري القائل «إللي اختشوا ماتوا»، ولهذا المثل قصة، أن حريقاً شب في أحد المنازل فهرب الجميع إلا النسوة اللائي لم يتمكنّ من ارتداء ملابس محتشمة، وفضلوا الموت خشية من الخروج عرايا، وعندما سأل عنهم الناس قيل لهم «إللى اختشوا ماتوا».
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية
وعادة ما يتم الإعلان عن هذه المسلسلات قبل بداية شهر رمضان كنوع من الدعاية، لكني وجدت إعلاناً عن مسلسل كوميدي بدأت حلقاته قبل الشهر الكريم، وهو مسلسل يحكي قصة كوميديا سوداء حملت عنوان «المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، وتطرق الإعلان الترويجي لبعض تفاصيل المسلسل حيث قالت المحكمة إن بوتين متورط في جرائم حرب في أوكرانيا.
لا أعرف مُخرج هذا المسلسل الجديد لكن أعتقد أنه من أطفال المحكمة الجنائية الدولية، الذي لم يعي أو حتى يقرأ عن عشرات ومئات جرائم الحرب التي فعلها الغرب حول العالم قبل فترة ليست بالبعيدة، وإذا لم يكن هذا المخرج مبتدئاً، فلن يكون إلا المخرج الأكثر جهلاً في عالم دراما القرارات الدولية.
كان على هذه المحكمة الدولية التي تصدر أحكاماً مفصلة على مزاج أصحابها، أن تخجل من إصدار هذه المذكرة أو ترفضها باعتبارها محكمة «دولية» أو أن تغير اسمها لتكون «المحكمة الجنائية الغربية» التي تعمل لحساب من يسيطرون عليها.
بل كان على المحكمة التي يفترض في أعضائها أن لديهم خبرة في القانون الدولي أن يتريثوا قبل فتح أبواب جهنم عليهم وعلى من يدفعون لهم، فلو كان بوتين مجرماً، فالغرب كله هارب من العدالة منذ عقود، ولم يحاسب، ولكي يكون هناك محكمة دولية «عادلة» فعليها أن تبدأ بمحاكمة مجرمي حروب ما زالوا على قيد الحياة واعترفوا بجرائمهم وتتوافر عشرات الأدلة على إدانتهم.
لكن القصة كلها تتلخص في جملة واحدة وهي أن «القوانين وضعت للضعفاء»، ولا تسري على أصحابها، وأن من وضعوها أو من أنشؤوا المحكمة وأطلقوا عليها «دولية» لأنهم الذين يستخدمونها وقت الحاجة إليها، ويغلقون أبوابها حتى إشعار آخر، وإلى أن يجدوا لها وظيفة تحقق مصالحهم.
وإذا كان الرئيس بوتين مجرماً فأصحاب المحكمة «الدولية» ومن يديرونها لمصالحهم هم السلف الطالح وأصحاب تاريخ الجرائم «الدولية» وأكبر سجل دامٍ في تاريخ البشر، لكن الخجل قد انتهى من مشاعر البشر، وعلى رأي المثل المصري القائل «إللي اختشوا ماتوا»، ولهذا المثل قصة، أن حريقاً شب في أحد المنازل فهرب الجميع إلا النسوة اللائي لم يتمكنّ من ارتداء ملابس محتشمة، وفضلوا الموت خشية من الخروج عرايا، وعندما سأل عنهم الناس قيل لهم «إللى اختشوا ماتوا».
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية