صيام وعبادة وطقوس دينية ودنيوية صارت عند البعض وكأنها نبراس. وعلى رأي البعض بأن شهر رمضان لا يكتمل ولا يحلو إلا مع البرامج والمسلسلات. والتجمع أمام الشاشة الفضية لديهم يعد أمراً أساسياً لا مجال وغير قابل للنقاش، ومهما كان يحمل من إساءة في الطرح أو الأفكار.

سنة بعد سنة نلحظ أن الدراما العربية في انهيار، من ناحية الطرح والأفكار وتحديداً خلال شهر رمضان. فهي تصّر على أن تكون مثيرة للجدل وحديث الناس وذلك كي تكثر عليها المشاهدات وتكون ورقة رابحة لجذب الإعلانات. عملية تسويقية بحتة خالية من الفكر الإنساني الراقي النظيف.

فالمسألة لا تقتصر على تغيير المحطة وحسب، فالأمر مستنسخ بين الأغلبية من المحطات التجارية التي تقوم بعرض البرامج الموبوءة في الساعات الأولى من الليل أي بتواجد من هم اقلّ من 18 سنة للأسف. والأكثر من ذلك أن الأغلبية من المسلسلات تدور حول قصص واحدة بممثلين مختلفين. وعند السؤال والاستفسار يأتي الجواب؛ أن ما يتم تمثيله هو ترجمة للواقع!! هذا الواقع الذي لا نعلم إن كنا نحن نعيشه أو هو الذي يعيشنا؟!

والأمر لا يقف عند حد الطرح الهزيل وإنما أيضاً ما يتم ترويجه من أزياء وملابس وإيحاءات مخلّة وتصرفات لا ترقى أن تراه عين المشاهد في بيته ومع أسرته أو حتى وحده، ولا تعكس بيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا.

لنجد بأن ما يتم بثه خلال ثلاثين يوماً فهو مدروس ومحسوب... إلى أن نصل للمبدأ الذي كان بالأمس مرفوض سيصبح اليوم مقبولاً ومسموحاً وغير مشروط.

فيوجد فرق كبير من أن أطرح فكرة من خلال موضوع أحاول أن أعالجه بطريقة درامية أصل من خلاله إلى نتيجة فعالة، وفي أن يكون الطرح ترجمة لواقع مغلوط فقط لإثارة الجدل الموهوم.

وهنا على بالي أن أطرح سؤالاً: لماذا لا تتمتع برامجنا الدينية أو الاجتماعية والإنسانية بنفس القدر من الجذب الذي تتمتع به كثيراً من البرامج الهابطة والتي نتوجّه لمشاهدتها دون قيد أو شرط؟!