أربعة أيام على التوالي الآن، وفي كل يوم منها يصادفني شخص أو اثنان ويكون السؤال نفسه بلهجتنا الدارجة «ها في شي»؟!

طبعاً المقصد سؤالنا ككتاب وإعلاميين عما إذا كانت تلوح في الأفق، بناء على معلوماتنا ومصادرنا، بوادر قرارات أو توجهات تسعد الناس في العيد تحديداً، مثلاً زيادات أو مزايا جديدة وغيرها من أمور مرتبطة بتحسين الوضع المعيشي.

«شدراني، شعرفني، والله العالم»، هي أغلب ردود الإعلاميين الذين يوجه لهم السؤال، إذ بالفعل هذه الأمور كيف تصل لها، ومن أي مصدر؟! لكنني أقرن جوابي دائماً بتكملة للجملة وهي «اسأل النائب اللي رشحته»!

لكن هذه الأيام زاد «طول» جملة الإجابة، بإضافة «اسأل النواب الذين أقروا راتباً إضافياً للمواطن في رمضان»!

في 25 مارس، أي قبل 9 أيام، كتبت هنا عن الخبر الذي تصدر الصحف بشأن موافقة مجلس النواب على اقتراح برغبة يهدف إلى صرف راتب إضافي للمواطنين في رمضان، وانتقدت تقديمه بصفة اقتراح برغبة، لأن أغلب هذه النوعية من الاقتراحات تُقدَّم وتُطرح للأسف وكأنها «جبر خواطر» أو «تسكيت للناخب»، بطريقة أن موضوعاً موعوداً هو به خلال الفترة الانتخابية ها هو قد طُرح. لكنه للأسف طُرح بصفة غير ملزمة كونه اقتراحاً برغبة يمكن الرد عليه بجملة قصيرة مفادها «غير ممكن» ومن ثم يُنسى ويدخل في أدراج النسيان. وبشأن المقترح كتبت يومها إن كنتم تريدون إقناعنا كمواطنين بأنكم جادون، فقدموه بصفة اقتراح بقانون وتوحدوا جميعاً كنواب وممثلين عن الناس لإقراره وكسب موافقة السلطة التنفيذية بشأنه.

عموماً، سطورنا اليوم مجرد تذكير لمن تقدموا بالاقتراح، ولمن صوتوا بالموافقة عليه، ولمن تأثر الناس بشأن حراكهم هذا، ولمن بسببهم كثير من الناس يظن بأنه سيتحصل على راتب إضافي أو نصفه قبل نهاية رمضان، وبات يلاحقنا كإعلاميين وكتاب ويسألنا: «متى سيصرفون الراتب الإضافي؟! وهل وافقت الحكومة؟!!».

فقط لاحظ يا ناخب، لست أنت من تنزعج بسبب بعض التحركات والاقتراحات التي يقدمها النواب، ولا يستمرون فيها أو يصرون عليها، بل حتى الإعلام والصحافة تنزعج، لأن الناس تتصل بها لتتحصل على إجابات، وبعض الناس يفاجئك ويقول: «نحصلكم أنتم أسهل من نحصل النائب اللي صوتنا له»!!!

خلاصة الكلام، اليوم الأحد بداية أسبوع عمل، وبحكم حساب الأيام فقد تعدينا نصف أيام رمضان، وبالعودة للمقترح برغبة الذي وافق عليه المجلس بشأن الراتب أو نصف الراتب الإضافي في رمضان، نذكر من أعطى المواطنين هذا الوعد الجميل بوعده، لربما تفاجئون الناس بعيدية يستحقونها على صبرهم وعلى مواجهتهم متطلبات رمضان والعيد.

لكن حتى الآن يا مواطن يا من تسأل، بشأن الموضوع أعلاه، سؤالك وجّهه رجاءً للنواب: «ها في شي»!