قد يصل خيال المتابع لمبادرة السجون المفتوحة إلى مرحلة الاستحسان ورؤية المبادرة باعتبارها شيئاً جميلاً فعلته مملكة البحرين مع المسجونين، وهذا المتابع له الحق في عدم تجاوز هذه المرحلة من رؤية المبادرة.
لكن دائماً حاول وضع نفسك في مكان الأشخاص الذين نتحدث عنهم، وتخيل ردود أفعالهم وما يدور في صدورهم تجاه أي موقف يتعرضون له، وابدأ في وضع التصورات والاحتمالات لشخصية هذا الإنسان، أو شخصيتك حال ما كنت مكانه.
وأدعو القارئ الكريم ليتخيل نفسه مسجوناً «لا قدر الله» يقضي أياماً وليالي لا حصر لها من الوحشة والبعد عن الأهل، والاستقرار في مكان لا يحبه، ولا يملك لنفسه أية خيارات مثل بقية الناس الآخرين.
إنه فعلاً شعور لا يوصف من السوء، وأنت تدخل إلى سجن مبتعداً عن أطفالك وعائلتك وتبدأ في حمل الهموم الخاصة بتبعات هذه العقوبة -ليس على نفسك فقط- ولكن على مستقبل عائلتك وأبنائك ووالديك.
والأسوأ هو أن تضطر أن تتعايش مع أناس فرضهم عليك واقع السجن ولا تملك خيارات استبدالهم بآخرين تحبهم أو ترتاح إليهم، وقد يصادفك الحظ في أحد يسلي عليك أيام وسنين سجنك الطويلة.
ثم أدعو القارئ أن يلبس شخصية والدة المسجون أو والده أو ابنه، والأيام تمر فلا يُفتح الباب الذي كان يدخل منه المسجون ليحتضنه أو حتى يجلس ليتحدث إليه، فكم يبلغ حجم الحسرة والألم الذي لا يستطيع أحد تحمله في مثل هذا الموقف، هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع لوالد أو ابن المسجون وذلك أيضاً عذاب أليم يتعرض له عند كل لقاء ونظرة وهمسة.
الآن أدعو القارئ «المسجون» أن يتخيل نداء اسمه ضمن المشمولين بمبادرة السجون المفتوحة وقياس الشعور بالفرحة الطاغية، ثم أنتقل بالقارئ إلى لحظة التقاء «المسجون» بعائلته في أول مقابلة لهذه المبادرة، وعودته إلى بيته مع أطفاله وزوجته ووالديه.. كم تبلغ درجة الفرحة على مقياس القراء الأعزاء؟
في رأي القارئ العزيز.. ماذا سيكون حجم الامتنان والشكر والعرفان من قبل المسجون أو عائلته وأطفاله أو والدته ووالده، لصاحب فكرة السجون المفتوحة؟.. ولو قُدر لأحد من الأطراف المذكورة سلفاً أن يلتقي مع الذين عملوا على تنفيذ هذه المبادرة.. ماذا سيفعل.. وماذا سيقول؟
إخواني الأعزاء.. كنت أفكر عند كتابة هذا المقال أن أشيد بالمبادرة والقائمين عليها، وبالقيادة الرشيدة الحكيمة التي لا تبخل على أبناء الوطن -حتى لو أخطؤوا- بأن تمد لهم يداً للخروج من بئر اليأس إلى فضاء الحياة الكريمة.. لكن سأترك لكم أيضاً مساحة للتفكير في مدى الفضل العظيم الذي أنعم الله به علينا في هذه المملكة الطيبة الغالية والمسؤولين عن إدارتها.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية
لكن دائماً حاول وضع نفسك في مكان الأشخاص الذين نتحدث عنهم، وتخيل ردود أفعالهم وما يدور في صدورهم تجاه أي موقف يتعرضون له، وابدأ في وضع التصورات والاحتمالات لشخصية هذا الإنسان، أو شخصيتك حال ما كنت مكانه.
وأدعو القارئ الكريم ليتخيل نفسه مسجوناً «لا قدر الله» يقضي أياماً وليالي لا حصر لها من الوحشة والبعد عن الأهل، والاستقرار في مكان لا يحبه، ولا يملك لنفسه أية خيارات مثل بقية الناس الآخرين.
إنه فعلاً شعور لا يوصف من السوء، وأنت تدخل إلى سجن مبتعداً عن أطفالك وعائلتك وتبدأ في حمل الهموم الخاصة بتبعات هذه العقوبة -ليس على نفسك فقط- ولكن على مستقبل عائلتك وأبنائك ووالديك.
والأسوأ هو أن تضطر أن تتعايش مع أناس فرضهم عليك واقع السجن ولا تملك خيارات استبدالهم بآخرين تحبهم أو ترتاح إليهم، وقد يصادفك الحظ في أحد يسلي عليك أيام وسنين سجنك الطويلة.
ثم أدعو القارئ أن يلبس شخصية والدة المسجون أو والده أو ابنه، والأيام تمر فلا يُفتح الباب الذي كان يدخل منه المسجون ليحتضنه أو حتى يجلس ليتحدث إليه، فكم يبلغ حجم الحسرة والألم الذي لا يستطيع أحد تحمله في مثل هذا الموقف، هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع لوالد أو ابن المسجون وذلك أيضاً عذاب أليم يتعرض له عند كل لقاء ونظرة وهمسة.
الآن أدعو القارئ «المسجون» أن يتخيل نداء اسمه ضمن المشمولين بمبادرة السجون المفتوحة وقياس الشعور بالفرحة الطاغية، ثم أنتقل بالقارئ إلى لحظة التقاء «المسجون» بعائلته في أول مقابلة لهذه المبادرة، وعودته إلى بيته مع أطفاله وزوجته ووالديه.. كم تبلغ درجة الفرحة على مقياس القراء الأعزاء؟
في رأي القارئ العزيز.. ماذا سيكون حجم الامتنان والشكر والعرفان من قبل المسجون أو عائلته وأطفاله أو والدته ووالده، لصاحب فكرة السجون المفتوحة؟.. ولو قُدر لأحد من الأطراف المذكورة سلفاً أن يلتقي مع الذين عملوا على تنفيذ هذه المبادرة.. ماذا سيفعل.. وماذا سيقول؟
إخواني الأعزاء.. كنت أفكر عند كتابة هذا المقال أن أشيد بالمبادرة والقائمين عليها، وبالقيادة الرشيدة الحكيمة التي لا تبخل على أبناء الوطن -حتى لو أخطؤوا- بأن تمد لهم يداً للخروج من بئر اليأس إلى فضاء الحياة الكريمة.. لكن سأترك لكم أيضاً مساحة للتفكير في مدى الفضل العظيم الذي أنعم الله به علينا في هذه المملكة الطيبة الغالية والمسؤولين عن إدارتها.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية