هنا حديث عن «المعايير» التي باتت تحدد كونك إما «منفتحاً» أي «أوبن مايندد» أو «متخلفاً»، وطبعاً هي اشتراطات تضعها شريحة كبيرة من البشر، ترى في غيرها «دونية» لو لم «يسايرهم» فيما يعتبرونه تطوراً أو تمدناً أو تحضراً.
للأسف، وصف «المتخلف» بات يطلق في زمننا، وفي أوساط مجتمعاتنا اليوم تجاه كل شخص «ملتزم دينياً» في مقام أول، وبعدها يأتي من مازالوا يتمسكون بالموروثات والتقاليد المجتمعية، ويتعاملون بحذر وحرص مع موجات التغيير والتأثير التي باتت تستهدف وبكل ضراوة أجيالنا الشابة.
حينما أكون وسط نقاش يجمع أفراداً متبايني طرائق التفكير والتنشئة والأوضاع الاجتماعية، أرى هذه المعايير ومحاولة إلصاقها بالآخرين تبرز وبشكل واضح، بل وتُطرح بأسلوب تستوعب معه بأن الطرف الذي يتهم الآخر بـ«التخلف»، وكأنما يبحث لنفسه عن مسوغات وبواعث تبرر له ما يقوم به على اعتباره «تمدناً أو انفتاحاً».
مثال ذلك، هل صادف يوماً في جلسة بمجلس أو حتى بمقهى أو أي تجمّع أن قام أحدهم ليتوضأ ويصلي، وسط نظرات شذرة ستدركها من فورها، حينما تصطبغ على وجوه بعض الجالسين، وكأن الشخص قام بفعل شاذ وغريب؟! رغم أننا في دولة مسلمة، والصلاة أمر طبيعي وبديهي يقوم بها كل فرد حتى لو لم يكن ملتزماً أو متشدداً دينياً!
العلاقات الاجتماعية وكيف أن بعضها يحاكي أساليب تشابه المجتمعات الغربية والقابلة بل الداعية للانحلال والتفسخ الأخلاقي بشكل متعمد، وكيف أن البعض بات يرى في اتباع نمط حياة الغرب هو «التمدن» و«التحضر»، وأن التمسك بقيمنا المجتمعية وموروثاتنا القديمة هو «التخلف بعينه»!
المشكلة ليست بامتلاك ثوابت والرجوع إليها، وليست المشكلة بالالتزام حتى بأخلاقيات الدين والتمسك بها في زمن بات عدم التنازل عنها هو بمثابة «مسك الجمر باليد» كما وصف الرسول الكريم ذلك بنفسه، بل المشكلة هي في الاقتناع والإيمان بأن ما يأتينا من الخارج هو «التحضر» وهو «التمدن» وهو «الرقي»، وأننا في كل ما نفعله «متخلفون»!
وهنا لسنا نتحدث عن علوم ومعارف وثورات صناعية وتقنية تأتينا من الخارج ويكون لها مردود إيجابي على مجتمعاتنا وحياة الأفراد فيها، بل نتحدث عن «انسلاخ» كامل في الهوية، واتباع «أعمى» لكل نمط وأسلوب غربي يُروج له على أنه تمدن وتحضر ويمنحك الأحقية في وصف نفسك بـ«أوبن مايندد»!
ألم تصادفوا في علاقاتكم مع الناس من يسارع للتعريف عن نفسه لكم بأنه «أوبن مايندد» وأنه «غير ملتزم دينياً»؟! بالتأكيد صادفتم. وعليه ألم تستغربوا بأن الاعتراف بعدم الالتزام دينياً أصبح «تعريفاً مشرفاً» لدى البعض، على أساس أنه تعريف يجعل الطرف الآخر في التعامل «يطمئن» بأن هذا الشخص منفتح وليس متخلفاً.
التخلف هو التقليد الأعمى بلا وعي وإدراك. بل قمة التخلف هي الدرجة التي توصلك إلى مستوى الغباء في ابتذالك بتقليدهم وبأسلوب يسترخص موروثاتك وأخلاقيات دينك وحتى رجولتك. والمخجل أننا وصلنا لمستوى خطير من «خطة التوصيفات الممنهجة» بحيث أصبحت -كمثال- الرجولة «تخلفاً» والميوعة وقبول الشذوذ «تحضراً»، بل بات الوقوف للصلاة «تخلفاً» والاهتزاز والتمايل في الديسكو «تحضراً».
وكثيرة هي الأمثلة التي يمكنها بيان كيف «انسلخ» الكثيرون عن ثوابت، فقط ليقال عنهم «واو فلان أوبن مايندد» وليس «فلاناً المتخلف».
{{ article.visit_count }}
للأسف، وصف «المتخلف» بات يطلق في زمننا، وفي أوساط مجتمعاتنا اليوم تجاه كل شخص «ملتزم دينياً» في مقام أول، وبعدها يأتي من مازالوا يتمسكون بالموروثات والتقاليد المجتمعية، ويتعاملون بحذر وحرص مع موجات التغيير والتأثير التي باتت تستهدف وبكل ضراوة أجيالنا الشابة.
حينما أكون وسط نقاش يجمع أفراداً متبايني طرائق التفكير والتنشئة والأوضاع الاجتماعية، أرى هذه المعايير ومحاولة إلصاقها بالآخرين تبرز وبشكل واضح، بل وتُطرح بأسلوب تستوعب معه بأن الطرف الذي يتهم الآخر بـ«التخلف»، وكأنما يبحث لنفسه عن مسوغات وبواعث تبرر له ما يقوم به على اعتباره «تمدناً أو انفتاحاً».
مثال ذلك، هل صادف يوماً في جلسة بمجلس أو حتى بمقهى أو أي تجمّع أن قام أحدهم ليتوضأ ويصلي، وسط نظرات شذرة ستدركها من فورها، حينما تصطبغ على وجوه بعض الجالسين، وكأن الشخص قام بفعل شاذ وغريب؟! رغم أننا في دولة مسلمة، والصلاة أمر طبيعي وبديهي يقوم بها كل فرد حتى لو لم يكن ملتزماً أو متشدداً دينياً!
العلاقات الاجتماعية وكيف أن بعضها يحاكي أساليب تشابه المجتمعات الغربية والقابلة بل الداعية للانحلال والتفسخ الأخلاقي بشكل متعمد، وكيف أن البعض بات يرى في اتباع نمط حياة الغرب هو «التمدن» و«التحضر»، وأن التمسك بقيمنا المجتمعية وموروثاتنا القديمة هو «التخلف بعينه»!
المشكلة ليست بامتلاك ثوابت والرجوع إليها، وليست المشكلة بالالتزام حتى بأخلاقيات الدين والتمسك بها في زمن بات عدم التنازل عنها هو بمثابة «مسك الجمر باليد» كما وصف الرسول الكريم ذلك بنفسه، بل المشكلة هي في الاقتناع والإيمان بأن ما يأتينا من الخارج هو «التحضر» وهو «التمدن» وهو «الرقي»، وأننا في كل ما نفعله «متخلفون»!
وهنا لسنا نتحدث عن علوم ومعارف وثورات صناعية وتقنية تأتينا من الخارج ويكون لها مردود إيجابي على مجتمعاتنا وحياة الأفراد فيها، بل نتحدث عن «انسلاخ» كامل في الهوية، واتباع «أعمى» لكل نمط وأسلوب غربي يُروج له على أنه تمدن وتحضر ويمنحك الأحقية في وصف نفسك بـ«أوبن مايندد»!
ألم تصادفوا في علاقاتكم مع الناس من يسارع للتعريف عن نفسه لكم بأنه «أوبن مايندد» وأنه «غير ملتزم دينياً»؟! بالتأكيد صادفتم. وعليه ألم تستغربوا بأن الاعتراف بعدم الالتزام دينياً أصبح «تعريفاً مشرفاً» لدى البعض، على أساس أنه تعريف يجعل الطرف الآخر في التعامل «يطمئن» بأن هذا الشخص منفتح وليس متخلفاً.
التخلف هو التقليد الأعمى بلا وعي وإدراك. بل قمة التخلف هي الدرجة التي توصلك إلى مستوى الغباء في ابتذالك بتقليدهم وبأسلوب يسترخص موروثاتك وأخلاقيات دينك وحتى رجولتك. والمخجل أننا وصلنا لمستوى خطير من «خطة التوصيفات الممنهجة» بحيث أصبحت -كمثال- الرجولة «تخلفاً» والميوعة وقبول الشذوذ «تحضراً»، بل بات الوقوف للصلاة «تخلفاً» والاهتزاز والتمايل في الديسكو «تحضراً».
وكثيرة هي الأمثلة التي يمكنها بيان كيف «انسلخ» الكثيرون عن ثوابت، فقط ليقال عنهم «واو فلان أوبن مايندد» وليس «فلاناً المتخلف».