إن من أجمل البرامج الاجتماعية وأنجحها هي تلك التي تلامس مشاعر المتابع وتنمي لديه حس المسؤولية وتدفعه للمسارعة لمساعدة الآخرين وبذل الخير قدر المستطاع دون تردد بغض النظر عن مذهب الطرف الآخر ودينه وجنسيته وفئته العمرية ووضعه ومكانته الاجتماعية، فالعمل الإنساني ليس له حدود ولا معايير معينة.«أنا لها» استعرض عبر مقاطعه القصيرة التي لم تتعد الدقيقتين ونصف محتوى هادفاً وأسلوب طرح متميزاً ومتكاملاً ومؤثراً، كما أنه وفق في اختيار الأفكار والمواقف التمثيلية التي تتناسب مع الهدف الأساسي لهذا العمل، ومن أبرز إيجابيات هذا البرنامج إتاحته الفرصة لمشاركة نخبة من الفئات العمرية والاجتماعية المختلفة من بالغين وأطفال وفئة كبار المواطنين وذوي الهمم ومتلازمة داون وغيرهم العمالة الأجنبية والجنسيات الأخرى، الأمر الذي أضفى على هذا البرنامج رونقاً خاصاً، وهذا أمر يحسب لصالح «أنا لها»، كما جاءت ردود الأفعال التي صدرت من قبل بعض ضيوف البرنامج مثلجة للصدر نظير مواقفهم المشرفة التي ترجمت ما يتمتعون به من خصال حميدة ومشاعر نبيلة وحس كبير بروح المسؤولية تجاه الآخرين، دون تمييز أو عنصرية وهذا أمر ليس بالغريب على شعبنا، وعلى الرغم مع وجود ردود أفعال سلبية واستثنائية من قبل البعض كمظاهر اللامبالاة وعدم التفاعل والتردد في تقديم ما يمكن تقديمه للآخرين وتجاهل نداء القلب تجاه من يحتاجون إلى المساعدة، ولا شك بأن هذا الأمر يعد أمراً مؤسفاً جداً وينافي الفطرة الإنسانية التي فطر عليها الخلق، وقد يعزى هذا الأمر لأسباب مختلفة، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة خاصة، وعند هذه النقطة يمكننا أن نؤكد أن الهدف الأساسي من برنامج «أنا لها» قد تحقق بنجاح، وذلك عبر توجيهه رسائل هادفة من شأنها أن تحدث التغيير الإيجابي في المجتمع وتحفز الجميع للمبادرة في تقديم المساندة والعون للجميع دون تردد.وهنا يشرفني أن أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان لشركة «STC» الشركة الراعية والداعمة لهذا البرنامج على مبادرتها ودعمها المشكور الذي ساهم في إنجاح هذا البرنامج وعكس مدى حرص هذه الشركة المتألقة والرائدة على دعم ومساندة وإنجاح مثل هذه البرامج المجتمعية الهادفة التي من شأنها أن تعزز روح المسؤولية الاجتماعية، والشكر موصول لسعادة وزير شؤون الإعلام د. رمزان بن عبدالله النعيمي ولتلفزيون البحرين على هذا البرنامج المتميز جداً، والذي عرض بتوقيت موفق كشهر رمضان المبارك، وهذا ليس بالأمر الغريب على تلفزيون البحرين الذي أصبحنا نلاحظ تقدم مستواه بشكل كبير وملحوظ وهذا بفضل توجيهات وحرص واهتمام سعادة وزير شؤون الإعلام ودعمه المشكور لكل عمل متميز في سبيل الارتقاء بمستوى الأداء وتطوير العمل الإعلامي وإبرازه بشكل متألق يعكس الجانب الإيجابي لمملكة البحرين وشعبها الكريم، كما أود أن أوجه كلمة شكر للناشط الاجتماعي المبدع الأخ «عمر فاروق» على مشاركته المتألقة وطرحه الجميل لهذا المحتوى الهادف بأسلوبه المميز الذي عهدناه دائماً، وقد أضاف حضوره وتواجده في هذا البرنامج نجاحاً وإقبالاً كبيرين من قبل المتابعين، كما أن مشاركته كان لها بالغ الأثر في إدخال السعادة في قلوب الأطفال والكبار، ولا أبالغ إن قلت إن الأخ عمر فاروق يستحق بجدارة كل التقدير نظير جهوده المباركة وتميزه في تقديم الأعمال المثمرة والهادفة، والشكر موصول أيضاً لجميع العاملين خلف كواليس هذا البرنامج نظير جهودهم المشكورة التي ساهمت في إنجاحه وإبرازه بهذا المستوى المشرف.