خلال الأيام الماضية هناك عدة تصريحات أصفها بـ«المبهمة» صدرت عن بعض النواب، كلها تمضي في اتجاه واحد، مفاده بأن هناك خيراً قادماً للمواطنين، وذلك على المدى القريب.

طبعاً، لن تجد شخصاً ينزعج من هكذا أخبار، إذ الجميع ينتظر تحقيق المزيد من المكاسب التي تخدم الناس وتحسن من مستواهم المعيشي، في المقابل الكثير يتمنى ألا يتأثر بمستجدات معنية بزيادة رسوم أو ضرائب وغيرها من أمور تأخد من المواطن ولا تعطيه.

إن كان النواب يتحركون ضمن هذا المبدأ وفي هذا الاتجاه، فهو دورهم المناط بهم، والذي على أساسه صوت لهم الناس ووثقوا فيه. بالتالي الشكر يوجه لكل نائب يلتزم بواجبه ويحرص على القيام بدوره تجاه من منحوه الثقة.

لكننا وصفنا مضامين الأخبار أو التسريبات سموها ما شئتم، وصفناها بـ“المبهمة»، إذ مجرد القول بأن «ترقبوا» أو «استبشروا» هكذا دون تفاصيل تدخل الناس بالضرورة في موجة لغط سببها محاولة معرفة أصل الموضوع، وفي جانب آخر قد تصل بالناس إلى رفع سقوف التوقعات، وهذه النقطة بالذات قد تسبب خيبات أمل لو جاءت النتائج أقل من التوقعات.

نقول ذلك حتى يحذر النواب من خطورة هذه الممارسة من ناحية رد فعل الناس. وهنا نعلم بأن البعض يتهافت على السبق الإعلامي، سواء بنية الظهور وكسب التأييد، أو ممن بالفعل يسعى لأجل الناس ويعمل لتحقيق مكاسب لهم، من خلال التعاون مع الحكومة والتفاهم معها بشأن «الملف المعيشي».

حالياً الآن في ترقب، ولا تعرف ما الذي يقصده البعض عبر ما ينشرونه ويصرحون به. هل هي مكاسب معنية بالمتقاعدين وإرجاع نسبة الزيادة السنوية؟! هل هي مكاسب معنية بزيادات في الرواتب؟! هل هي مكاسب معنية بزيادة نسبة البحرنة والإحلال محل الأجانب بشكل مؤثر؟! هل هي مكاسب معنية بتوفير الوظائف الملائمة للناس لتنتهي البطالة بشكل كبير جداً؟!

هذه تساؤلات ويضاف إليها الكثير في جانب تحسين المعيشة وتحقيق المكاسب للناس، لكن الحلقة الناقصة هنا معنية بماهية هذه المكاسب، وهل ستحقق رضا الناس بالفعل؟!

لا يُفهم من كلامنا بأننا ننتقد المساعي والجهود المبذولة في هذا الجانب، أبداً. بل القصد معني بعملية الوضوح والمصارحة مع الناس وعدم تركهم هكذا في حالة «عدم يقين» بشأن ما هو القادم، ودفعهم لتوقع أمور كثيرة قد لا تتحقق، وعندها حتى لو تحقق شيء فإن عدم الرضا قد تكون نسبته أعلى من الرضا.

كمواطن هل الأفضل لي الترقب وتلقي يومياً أخباراً مبهمة لا أعرف تأثيرها علي، أم أنتظر تصريحات أو إعلانات رسمية حاسمة يتم إقرارها تتحدث عن القرارات التي ستتخذ وتطبق؟!

بيت القصيد هنا بضرورة تجنب إدخال الناس في معاناة ذهنية بشأن توقع أو افتراض ما سيحصل، بل مصارحة الناس والتحدث معهم بوضوح بشأن ما يتعلق بحياتهم ومعيشتهم أمر يجنبهم هذا الإرهاق الذهني، وبالتالي انتظار النتائج النهائية للعمل، وإعلان ما سيتحقق للناس دون أدنى تأويل أو افتراض هو الأمر الصحي والصحيح.

وهنا نقول بأننا نؤمن بإخلاص الجميع في العمل لأجل الناس الذين يستحقون الكثير، ولذلك نأمل أن تكون الموعودة من التصريحات الممهدة هذه، أن تكون على قدر التطلعات، وأن تحقق الرضا لدى المواطنين.

ولكل من يعمل لأجل الناس الشكر والتقدير والامتنان.