قال لي صديقي وبكل فخر: الآن أستطيع أن أنافسكم معشر الكتاب، إذ أستطيع كتابة مقال كامل متكامل خلال أقل من دقيقة واحدة!
قلت له: واضح أنك من المنبهرين بتقنية «الشات جي بي تي»، وهي تقنية الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً، والتي يمكنها أن تعطيك إجابات خلال ثوان على أي سؤال تطرحه، وذلك من خلال خوارزميات معقدة تمكنها من تجميع الإجابات المتوفرة من على ملايين الصفحات في الشبكة العنكبوتية.
أجابني: نعم، هذه التقنية بإمكانها التفوق على أيّ شخص في مجاله، بالأخص في الكتابة.
رددت عليه: هل أنت متأكد وواثق إلى هذه الدرجة؟! بل هل أنت مقتنع بأن كل ما ستحصل عليه من إجابات سريعة، تظنها متكاملة ونموذجية، هي إجابات صحيحة، تمكنك من القيام بعملية «قص ولصق» حتى دون تدقيق على المحتوى؟!
استغرب من قولي هذا، فقلت له تعال لنجرب معاً ونتحدّى «الشات جي بي تي». أنت تحب اللاعب الأرجنتيني مارادونا، صحيح؟! هز رأسه بنعم. فتحت «الشات جي بي تي» وكتبت اسم اللاعب الأرجنتيني، فجاءتني الإجابة خلال ثوان، وكانت عبارة عن الاسم الكامل للاعب وتاريخ ميلاده والأندية التي لعب لها، وكانت المفاجأة حينما كتب هذه السطور بشأن إنجازاته مع المنتخب الأرجنتيني: «قاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم في عامي 1986 و1990»!!
قلت لصديقي: الآن لو أخذت هذه المعلومة بأسلوب «نسخ ولصق» فإنك ستنشر معلومات خاطئة ومضللة، إذ مارادونا لم يفز مع الأرجنتين بكأس العالم 1990 المقامة في إيطاليا، بل خسر في النهائي أمام المنتخب الألماني وبهدف من ركلة جزاء سجله الألماني أندرياس بريمه صاحب الرقم 3 والمحترف في صفوف إنترناسيونالي ميلانو الإيطالي. هنا سأقول لك إن معلوماتي كشخص أكثر دقة ومصداقية من «الشات جي بي تي».
ثم واصلت التحدي، فقلت له لأسأله عن نفسي، وبالفعل كتبت اسمي باعتباري إعلامياً وصحفياً بحرينياً يُفترض أن المعلومات متوفرة عني على الإنترنت، خاصة أن لديّ موقعاً شخصياً على الإنترنت، فكانت الصدمة الثانية إذ أولاً أخبرني «الشات جي بي تي» بأنني مولود قبل عام ميلادي بستِّ سنوات كاملة! بل وضع لي تاريخاً مهنياً مغلوطاً تماماً، وحوّلني إلى كاتب في صحف لم أكتب فيها قط، بل حينما سألته إن كانت لدي مقالات في صحف أجنبية، رد عليّ في ثوانٍ وبكل ثقة بأن نعم؛ إذ لي كتابات في «واشنطن بوست» الأمريكية وكذلك «الجارديان» البريطانية بل حتى «اللوموند» الفرنسية، وطبعاً لم أكتب فيها قط!
فتح صديقي عينيه مصدوماً، فقلت له: أما بشأن الكتابة الصحفية، فإن هذا البرنامج نراه ككتاب وسيلة تحصل على المعلومات في أقصر وقت فقط، ومعلومات يتوجب التأكد منها، مثلما شاهدت بنفسك في الأمثلة أعلاه. والاختلاف الكبير هنا بشأن الذكاء الاصطناعي والإنسان، يتركز في السمات البشرية التي لا يمكن لأي آلة أن تحاكيها. إذ يمكن أن تحاول كتابة مقال عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنك لن تنجح في كتابة مقال فيه عاطفة أو إحساس إنساني تجاه موضوع ما، كل الذي ستحصل عليه قالب جامد من سرد المعلومات.
الكارثة الأكبر لمن يظن أنه سيعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي في كتابة بحوثه الدراسية أو مقالاته ويظن أن الإجابة التي سيحصل عليها لن تتكرر عند آخر يسأل نفس السؤال. إذ لو جربتم طرح سؤال نفسه بصيغة مختلفة بشأن موضوع معين فإن نسبة الحصول على ذات الإجابة مجدداً هي 90٪ أو 100٪!! واسألوا مجرباً هنا.
لــو ســألتــــم «الشات جـي بـي تـي» نفسه إن كان بالإمكــان استبدال الإنسان بالذكاء الاصطناعي فسيجيبكم مباشرة بأنه لا يمكن، بل يمكن تعويض الوجود البشري في بعض الصناعات أو القيام بعمليات خطيرة معنية بالاستكشافات، وبعض المجالات المعنية بالطب وغيرها. لكن أن يتم إلغاء الإنسان بالكامل، فلا يمكن، ولن يمكن.
قلت له: واضح أنك من المنبهرين بتقنية «الشات جي بي تي»، وهي تقنية الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً، والتي يمكنها أن تعطيك إجابات خلال ثوان على أي سؤال تطرحه، وذلك من خلال خوارزميات معقدة تمكنها من تجميع الإجابات المتوفرة من على ملايين الصفحات في الشبكة العنكبوتية.
أجابني: نعم، هذه التقنية بإمكانها التفوق على أيّ شخص في مجاله، بالأخص في الكتابة.
رددت عليه: هل أنت متأكد وواثق إلى هذه الدرجة؟! بل هل أنت مقتنع بأن كل ما ستحصل عليه من إجابات سريعة، تظنها متكاملة ونموذجية، هي إجابات صحيحة، تمكنك من القيام بعملية «قص ولصق» حتى دون تدقيق على المحتوى؟!
استغرب من قولي هذا، فقلت له تعال لنجرب معاً ونتحدّى «الشات جي بي تي». أنت تحب اللاعب الأرجنتيني مارادونا، صحيح؟! هز رأسه بنعم. فتحت «الشات جي بي تي» وكتبت اسم اللاعب الأرجنتيني، فجاءتني الإجابة خلال ثوان، وكانت عبارة عن الاسم الكامل للاعب وتاريخ ميلاده والأندية التي لعب لها، وكانت المفاجأة حينما كتب هذه السطور بشأن إنجازاته مع المنتخب الأرجنتيني: «قاد منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم في عامي 1986 و1990»!!
قلت لصديقي: الآن لو أخذت هذه المعلومة بأسلوب «نسخ ولصق» فإنك ستنشر معلومات خاطئة ومضللة، إذ مارادونا لم يفز مع الأرجنتين بكأس العالم 1990 المقامة في إيطاليا، بل خسر في النهائي أمام المنتخب الألماني وبهدف من ركلة جزاء سجله الألماني أندرياس بريمه صاحب الرقم 3 والمحترف في صفوف إنترناسيونالي ميلانو الإيطالي. هنا سأقول لك إن معلوماتي كشخص أكثر دقة ومصداقية من «الشات جي بي تي».
ثم واصلت التحدي، فقلت له لأسأله عن نفسي، وبالفعل كتبت اسمي باعتباري إعلامياً وصحفياً بحرينياً يُفترض أن المعلومات متوفرة عني على الإنترنت، خاصة أن لديّ موقعاً شخصياً على الإنترنت، فكانت الصدمة الثانية إذ أولاً أخبرني «الشات جي بي تي» بأنني مولود قبل عام ميلادي بستِّ سنوات كاملة! بل وضع لي تاريخاً مهنياً مغلوطاً تماماً، وحوّلني إلى كاتب في صحف لم أكتب فيها قط، بل حينما سألته إن كانت لدي مقالات في صحف أجنبية، رد عليّ في ثوانٍ وبكل ثقة بأن نعم؛ إذ لي كتابات في «واشنطن بوست» الأمريكية وكذلك «الجارديان» البريطانية بل حتى «اللوموند» الفرنسية، وطبعاً لم أكتب فيها قط!
فتح صديقي عينيه مصدوماً، فقلت له: أما بشأن الكتابة الصحفية، فإن هذا البرنامج نراه ككتاب وسيلة تحصل على المعلومات في أقصر وقت فقط، ومعلومات يتوجب التأكد منها، مثلما شاهدت بنفسك في الأمثلة أعلاه. والاختلاف الكبير هنا بشأن الذكاء الاصطناعي والإنسان، يتركز في السمات البشرية التي لا يمكن لأي آلة أن تحاكيها. إذ يمكن أن تحاول كتابة مقال عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنك لن تنجح في كتابة مقال فيه عاطفة أو إحساس إنساني تجاه موضوع ما، كل الذي ستحصل عليه قالب جامد من سرد المعلومات.
الكارثة الأكبر لمن يظن أنه سيعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي في كتابة بحوثه الدراسية أو مقالاته ويظن أن الإجابة التي سيحصل عليها لن تتكرر عند آخر يسأل نفس السؤال. إذ لو جربتم طرح سؤال نفسه بصيغة مختلفة بشأن موضوع معين فإن نسبة الحصول على ذات الإجابة مجدداً هي 90٪ أو 100٪!! واسألوا مجرباً هنا.
لــو ســألتــــم «الشات جـي بـي تـي» نفسه إن كان بالإمكــان استبدال الإنسان بالذكاء الاصطناعي فسيجيبكم مباشرة بأنه لا يمكن، بل يمكن تعويض الوجود البشري في بعض الصناعات أو القيام بعمليات خطيرة معنية بالاستكشافات، وبعض المجالات المعنية بالطب وغيرها. لكن أن يتم إلغاء الإنسان بالكامل، فلا يمكن، ولن يمكن.